كتب : أحمد العريان
المصري كان هو النادي الذي يحمل اسم الوطن في مواجهة الأجانب، والاتحاد السكندري كان نتاجاً لدمج عدد من الأندية بالإسكندرية، أما غزل المحلة، فهو نادي طبقة البروليتاريا.
في هذه السلسلة، يستعرض FilGoal.com العوامل التي كانت سببا في صناعة شعبية الأندية الجماهيرية في مصر.
---
كيف صنعت أندية مصر شعبيتها (1) غزل المحلة.. نادي طبقة البروليتاريا
كيف صنعت أندية مصر شعبيتها (2) الاتحاد السكندري.. نادي المصريين في مواجهة الإنجليز
كيف صنعت أندية مصر شعبيتها (3) الزمالك - نادي التعايش السلمي.. معشوق كل الطبقات
كيف صنعت أندية مصر شعبيتها (4) المصري - نادي الثورة.. روح التحدي سر جماهيريته
"هذا النادي ملك لمن صنعوه ومن صنعوه هم مشجعوه" هكذا وصف صالح سليم رئيس الأهلي التاريخي ناديه.
على العهد كان جمهوره دائما، وعلى الحلوة والمرة، ألتفوا حول ناديهم ليجعلوا منه أسطورة يعرفها الجميع حول العالم.
تأسس الأهلي في عام 1907 ولكن الفكرة تعود لما قبل ذلك. في 1905 تأسس نادي طلبة المدارس والذي كان جامعا للطلاب الذين كانوا عماد الحراك الوطني ضد الإستعمار.
نادي طلبة المدارس كان الغرض منه سياسيا بحت، لكن عمر لطفي بك رئيس النادي رأى أن الطلبة بحاجة إلى ناد رياضي يفرغون فيه طاقاتهم، ومن هنا تأسس النادي الأهلي للرياضة البدنية في 1907.
أطلق هذا الإسم على النادي "الأهلي" الذي تأسس لخدمة طلاب المدارس، للدلالة على وطنية النادي في فترة حارب فيها وطنيو مصر لتمصير مقدرات الوطن في مواجهة الاحتلال.
فوق الجميع
في عام 1923 توج الأهلي بأول بطولاته في تاريخه حين حقق لقبي كأس مصر، كأس السلطان حسين، ولكن ماذا قبل ذلك؟ لماذا شجعت الجماهير نادي الأهلي طيلة 16 عاما قبل أول بطولة؟
"الأهلي فوق الجميع" كلمة قالها صالح سليم رئيس الأهلي السابق وربما أساء البعض فهمها، فحين قال صالح أن الأهلي فوق الجميع قصد من كلامه أن مصلحة الأهلي أبدى من مصلحة أفراده المنتمين له وليس أن الأهلي يعلوا على منافسيه.
قد تبدو النظرة الأخرى استعلائية، لكن جمهور الأهلي يرى في ناديه أنه أقدم الأندية الشعبية، وأنه النادي الذي أسهم مع أندية مصر الوطنية الأخرى في الوقوف أمام الاحتلال في ميدان الرياضة، ومن هنا يأتي الفخر بذلك النادي.
التمصير
حين نشأ الأهلي في 1907 كان السبب الظاهري أنه ناديا رياضيا وترأس مجلس إدارته البريطاني ميتشيل إنس وذلك لضمان موافقة قوات الاحتلال المسيطرة على زمام الأمور، ولكن السبب الحقيقي حسبما يؤكد أنصاره كان تجميع قوى الشباب في مكان واحد.
وعملا باسمه "الأهلي" المنتمي للوطن، شارك الأهلي مع أندية الزمالك والمصري والاتحاد السكندري في معركة إنشاء الاتحاد المصري لكرة القدم عام 1921 ومن بعده العديد من الاتحادات الرياضية الأخرى، والتي كانت معركة تهدف إلى انتزاع أي من مظاهر السيادة والاستقلال الوطني في وقت كانت فيه مصر خاضعة للإحتلال البرياطاني.
وفي 4 يناير من عام 1924، قررت الجمعية العمومية للنادي الأهلي طرد كل الأجانب من عضوية النادي، وألا يحتفظ بعضويته سوى حاملي الجنسية المصرية فقط لتكتمل بذلك خطوات تحرر النادي من الوجود الأجنبي.
البطولات والروح
نعم لعب الدور السياسي والتاريخي عاملا كبيرا في صناعة شعبية الأهلي، لكن البطولات أيضا كان لها دورا كبيرا في زيادة جماهيريته حول العالم.
الأهلي هو النادي الأكثر حصولا على كل البطولات محليا، وهو الأكثر حصولا على دوري أبطال إفريقيا وأكثر الفرق حول العالم تتويجا بالبطولات القارية.
وعلى مر التاريخ، اشتهر الأهلي باللعب حتى اللحظة الأخيرة، وكثيرا ما نجح الفريق الأحمر في حسم مباريات عديدة في اللحظات الأخيرة، ليكون الأهلي أيضا قبلة لعشاق اللعب القتالي داخل الملعب من جمهور كرة القدم.
يقول جمهوره أن الأهلي أعظم نادي في الكون، وإن لم يتفق منافسوه على ذلك، فسيبقى الأهلي لدى جمهوره وطنا لا يعيشون فيه ولكن من أجله.