هؤلاء ليسوا كجيمي فاردي أو كارلوس باكا، فهم لم ينطلقوا في بداية مسيرتهم الكروية كأسماء صغيرة اجتهدت وتعبت ونضجت كرويا على مهل من أجل الوصول إلى القمة، ولكنهم أسماء صغيرة شابة جذبت الأنظار ودفعت فيهم الملايين في صغرهم وتم وضعهم تحت ضغط النجومية والشهرة منذ الصغر فنجحوا.

الجميع يتفق أن الشباب تحت سن الـ23 عاما غير ناضجين ولا يستطيعون تحمل المسئوليات الكبرى ليس فقط في كرة القدم ولكن في كل المجالات لأسباب كثيرة يطول شرحها.

وفي الدوريات الأوروبية الكبرى يختلف سن وصول اللاعب إلى سن النضج، والنضج هنا هو النضج الكروي ووصول اللاعب إلى قمة الهرم والتألق.

في إنجلترا يعتبره البعض في الفترة من 25 إلى 28 عاما، وفي إيطاليا ينضج اللاعب بعد الـ28 عاما وفي إسبانيا سن النضج أصغر قليلا من 24 عاما.

أسعار فلكية تم دفعها من أجل لاعبين صغار غير ناضجين وتم وضعهم تحت ضغط كبير منذ اليوم الأول، فالكثير يعتبر دفع 20 أو 30 مليون فيما فوق في شاب لم يبلغ الـ23 عاما بعد مجازفة كبرى، وهي بالتأكيد كذلك مع تحمليهم مسئوليات كبيرة فلاعب صغير بهذا السعر يعني أنه نجم كبير يجب عليه أن يثبت أحقيته بهذا السعر المدفوع فيه منذ اليوم الأول.

مارسيال وممفيس

استقدم مانشستر يونايتد أنتوتي مارسيال من موناكو بـ38 مليون جنيه إسترليني، سعر كبير جدا للاعب لم يبلغ الـ19 عاما بعد جعله أغلى لاعب في سنه يتم بيعه في تاريخ كرة القدم دٌفعت للاعب مغمور لقطاع من الجماهير.

لكن الفرنسي الشاب أثبت نجاحه وتغلب على الضغوطات الموضوعة عليه فتحول إلى نجم وهداف مانشستر يونايتد منذ الموسم الأول له مع الفريق وأسكت كل من انتقد الصفقة عندما تمت.

في نفس الصيف ونفس النادي، مانشستر يونايتد استقدم ممفيس ديباي والذي بعكس مارسيال كان نجم فريقه إيندهوفن الأول وهدافه بجانب كونه لاعبا دوليا في المنتخب الهولندي في صفقة كلفت خزائن يونايتد 21 مليون جنيه إسترليني فقط وهو سعر أقل من مارسيال وأقل من التقييم المادي للاعب.

لكن ممفيس لم يستطع تقديم شيء ليونايتد وغرق في الضغوطات التي وضعت عليه من الجماهير منذ اليوم الأول وثقل القميص رقم 7 عليه فتراجع مستواه وأصبح وجوده في الملعب مكروها ليس فقط من الجماهير بل أصبح بعيدا عن أفكار أبيه الروحي لويس فان جال الذي أبعده عن تشكيلته الرئيسية بعد العديد والعديد من الفرص.

روني وسافيولا

وقبل 12 عاما قرر السير أليكس فيرجسون دفع 28 مليون يورو للتعاقد مع صاحب الـ17 عاما واين روني من إيفرتون في صفقة أثارت الجدل حول سعر اللاعب الذي قرر من اليوم الأول إخراس جميع الألسنة حتى تحول إلى النجم الأول للفريق خلال سنوات تواجده غير متأثر بكل الضغوطات التي وضعت عليه منذ توقيعه للشياطين الحمر.

وفي صيف 2001 قرر برشلونة المجازفة ودفع 27 مليون جنيه إسترليني لإستقدام نجم كأس العالم للشباب خافيير سافيولا من ريفر بليت الأرجنتيني في صفقة قياسية في تلك الفترة جعلته أغلى لاعب شاب في العالم حينها، ونجح الصغير الأرجنتيني في إثبات جدارته داخل جدران الفريق الكتالوني منذ الموسم الأول وحت رحيله من البلوجرانا بعد 3 مواسم كان دائما ما يتواجد في قائمة هدافي الفريق قبل وصول رونالدينيو وإيتو وتصعيد ميسي بعدها.

باتو ونيمار

وبعد فاصل من المهارات البارزة والتألق والتهديف قرر ميلان دفع 17 مليون جنيه إسترليني في شاب برازيلي يبلغ من العمر 17 عاما من إنترناسيونال وهو أليكسندر باتو وأنتظرت جماهير الروسونيري شيفتشينكو جديد ونجم برازيلي آخر للفريق من طينة كاكا ولكن "البطة البرازيلية" لم يكن عند حسن ظنهم فيظهر مباراة ويختفي في أخريات حتى رحل عن الفريق قبل أن يبلغ الـ23 عاما بدون أن يضع بصمته مع الفريق فلم يكن باتو هذا الشاب الذي يمكن الاعتماد عليه أبدا.

في المقابل دفعت إدارة برشلونة 67 مليون جنيه إسترليني لسانتوس البرازيلي للظفر بخدمات نجمه الشاب نيمار في صفقة قياسية لم يتعجب البعض من السعر نظرا لمهارات نيمار ولكن الأغلبية العظمى تعجبت وتوقعت فشل البرازيلي نجم "اليوتيوب" عندما يوضع تحت ضغوطات المنافسة وفوقها ضغوطات سعره المبالغ فيه.

ولكن نيمار خالف التوقعات وأكد أن كل جنيه إسترليني دفع في سعره يستحقه فكان دائما عند حسن ظن الجماهير عندما يحتاجه برشلونة إن غاب ميسي.

ديبالا وبالوتيلي

أعلن باليرمو في صيف 2012 وصول شاب أرجنتيني يدعى باولو ديبالا من فريق في الدرجة الثاني الأرجنتينية بسعر هو 9 مليون جنيه إسترليني، سعر كان كفيل بتدمير اللاعب منذ بداياته نظرا لغرابة الصفقة ولكن ثلاث مواسم فقط كانت كفيلة لديبالا ليصبح حديث العالم بفضل موهبته الكبيرة وأداءه المميز فظفر به يوفنتوس بـ24 مليون جنيه إسترليني في صفقة كبيرة أخرى.

بداياته مع يوفنتوس شهدت تصريحا لمدربه أليجري أن "ديبالا غير ناضج بعد".

تصريح آخر كان كفيل بتدمير نفسية اللاعب مع زيادة الضغوطات الإعلامية عليه ولكن الأرجنتيني الشاب تغلب على كل ذلك وتحول سريعا إلى نجم يوفنتوس الأول وثاني أفضل لاعب في الدوري الإيطالي كله.

وفي نفس البلد إيطاليا قبلها كان هناك ظهور لشاب إيطالي صاحب موهبة كبيرة هو ماريو بالوتيلي مع إنتر ميلان هذا لم يتم دفع الكثير من المال لجلبه ولكن الجميع وضعه كنجم مستقبلي للنيراتزوري وواحد من أفضل اللاعبين في العالم ولكن مع تنقل بعد ذلك إلى مانشستر سيتي وليفربول وبينهما ميلان لم يكن بالوتيلي بهذا الناضج الذي يعتمد عليه فهو مستهتر يسهل إستفزازه دائما فتحول من موهبة إيطاليا الأولى إلى مجرد لاعب عادي قبل بلوغه لسن الـ24 عاما.