محمد خليفة

تحليل زمالكاوي - الزمالك يغرق في منتصف سموحة.. الأسباب والحلول

مثلما نعيش ذكري ثورة يناير التي لم تستكمل أهدافها لأنها وقفت في المنتصف مبكرا لعب الزمالك أمام سموحة نصف لقاء وكانت مشكلة الفريق الأبيض أمام سموحة هي أننا كنا في المنتصف من كل شيء.
الثلاثاء، 26 يناير 2016 - 13:49
مثلما نعيش ذكري ثورة يناير التي لم تستكمل أهدافها لأنها وقفت في المنتصف مبكرا لعب الزمالك أمام سموحة نصف لقاء وكانت مشكلة الفريق الأبيض أمام سموحة هي أننا كنا في المنتصف من كل شيء.

فالتعادل المتأخر بعد إضاعة ضربة جزاء أتى بنصف فرحة.

وعانى الزمالك في منتصف ملعبه خاصة من منتصف الشوط الأول.

رهانات ميدو الثلاث وهل انتصرت؟

ثلاثة تغيرات عن لقاء المصري شهدها تشكيل الزمالك: مصطفي فتحي بدأ أساسيا بجوار محمود كهربا وشيكابالا.

كوفي لعب بجوار طارق حامد بدلا من إبراهيم عبد الخالق.

باسم مرسي لعب كمهاجم صريح بدلا من كهربا وترك أيمن حفني مكانه في التشكيل لصالح فتحي.

مصطفى أساسي الرهان "نصف ناجح"؟

بالنظر لمردود مصطفى فتحي في اللقاء إذ أهدى لباسم مرسي انفراد بجانب الحصول على ضربة جزاء وصنع هدف طلبة فنجد أن رهان ميدو كان في محله، ومصطفي كان الأكثر شجاعة، فكان هذا هو نصف النجاح.

النصف الآخر لم يتحقق لأن ميدو اختار مصطفى للجبهة اليمنى هجوميا ولكن لم يختر أن يكون على حساب شيكابالا الذي ينافسه على هذا المركز، بل اختار ميدو إزاحة حفني من القلب ليلعب شيكابالا حرا بين العمق والجهة اليمنى.

وهنا كانت إحدى إشكاليات الزمالك الكبرى في اللقاء.

شيكابالا زاحم مصطفى فتحي في الجهة اليمنى عندما تحرك فيها ولم يقم مع مصطفى بعمل مركب.

شيكابالا عند استلامه في عمق الملعب فإنه يتجه على اتجاه قدمه وينظر ليسار الملعب ويهمل تماما يمينه.

لو استبعدنا تمريرات شيكابالا إلى الخلف أو الكرات التي استلمها في أقصى طرف الملعب الأيسر نجد أن اتجاهات تمريراته كلها إلى يساره مع إهمال تام ليمين الملعب، لذا نجد أن مصطفي فتحي نشط تماما بعد تبديل شيكابالا.

حفني وبتاريخ طويل من اللعب في عمق الملعب يستطيع توزيع كراته بين يمين الملعب ويساره بينما شيكابالا تأتي اتجاهات تمريراته إلى اليسار دائما.

الدرس المستفاد

لذا كان على ميدو المفاضلة بين شيكابالا ومصطفى واختيار اللاعب الشاب علي أن يكون قائد الفريق ورقة رابحة في النهاية لحين استعادة كامل لياقته ويثبت أحقيته بالمكان عن مصطفى فتحي.

ميدو ومشكلة الوسط

حاول ميدو إصلاح مشكلة وسط الزمالك الغير مسيطر في لقاء المصري فاتت إصابة طارق حامد في وسط الشوط الأول لتبعثر لميدو كل أوراقه وتجهض تجربته باختيار كوفي بجوار طارق حامد.

الاختيار في أول ثلث ساعة لم يقنع ولكنه لم يكن شديد السوء مثلما ظهر بعد إصابة طارق حامد وانتقال تبعية الأداء الدفاعي لكوفي الذي اكتفى بالتحليق وظهر تائها تماما في الشوط الأول إلى أن قام ميدو برحمه ونقله للجهة اليمنى ثم كثالث للدفاع.

64 تمريره بين ثلاثي وسط سموحة هل أجرم معروف؟

يري البعض أن معروف يوسف يتحمل ليلة سوء وسط الملعب خاصة أنه مع نزوله بدلا من طارق حامد انتقلت السيطرة لسموحة من منتصف الشوط الأول حتى نهايته. وهددت سموحة مرمي الزمالك في كرتين وكانت "التالتة تابتة" في مرمى أحمد الشناوي.

معروف فور نزوله ارتكب أكثر من خطأ في التمرير وارتبك لكنه تدارك وأدى أداء عاديا في الوسط ولم يكن أقل من مستواه العادي لكن معروف لا يصلح أبدا للعب بجوار كوفي. ربما لو دخل مع طارق حامد مثلا لظهر بشكل أفضل.

إصابة طارق وعدم وجود توفيق علي الدكة ورحيل إبراهيم صلاح كان يعني أن ميدو مطالب بتدخل مُركّب وليس استبدال لاعب بلاعب.

فمعروف بعيد في طريقة اللعب والواجبات عن طارق.

تبديل مزدوج بالتفكير في إبراهيم عبد الخالق أو محمد إبراهيم بدلا من شيكابالا بجوار دخول معروف كان خيارا أفضل لكي يقوم عبد الخالق أو محمد إبراهيم بمساندة معروف وكوفي دفاعيا.

أو البحث عن ظهير أيمن أو أيسر ونقل طلبة أو جابر للوسط كلاعب ثالث كان يبدو أيضا خيار اقرب للمنطق.

خاصة أن النتيجة كانت تشير إلى تعادل سلبي وقت إصابة طارق حامد أي أنه كان من الممكن تقليل الاندفاع الهجومي للفريق والبحث عن الاتزان خاصة أنها قبل أن تمطر في شباكنا سمعنا الرعد ورأينا البرق بفرصتين مؤكدتين لسموحة.

لكن ميدو اكتفى بتبديل لاعب بلاعب وهنا كانت الكارثة من منتصف الشوط الأول إلى نهايته.

64 تمريرة

امتلك ثلاثي سموحة مانجا و إبراهيم صلاح وعمرو المنوفي وسط الملعب.

64 تمريره ناجحة بين هذا الثلاثي فقط دون احتساب التمريرات التي تشاركها معهم تمساح وهاني العجيزي دليل على أن الزمالك وقف عاجزا تماما عن استرجاع الكرة.

في لقاء نهائي الكأس كتبنا ملحوظة أنها المرة الأولى في التاريخ التي أشاهد فيها الزمالك بعشرة لاعبين وراء الكرة عند فقدها ولكننا بالتدريج نفقد النظام ويصبح رجوع أفراد كشيكابالا ومصطفى فتحي وكهربا صوريا ونعود ثانية للكرة القديمة التي بها لاعبين بواجبات هجومية ولاعبين بواجبات دفاعية ونجد بالملعب فراغات وجمود.

الدرس المستفاد

علي الزمالك القتال لاستعادة أحمد توفيق لكونه البديل الوحيد لطارق حامد وكذلك عدم التفكير في كوفي كلاعب وسط مجددا وأيضا اللعب بثلاثة محاور أحيانا لن تكون جريمة وليست علامة للتراجع والدفاع.

كما أنه يجب علي الأوراق الهجومية القيام بدور دفاعي حقيقي دون الرجوع التمثيلي للوراء.

الأطراف المبتورة (صفر عرضيات والتمرير للخلف دائما)

بجانب قدرات وسط الزمالك وعلي جبر المتدنية في التعامل مع ضغط الخصوم ولكن أيضا من ضمن الأسباب الهامة لفشل الزمالك عند التعرض للضغط من الخصم في البناء وعدم التدرج السليم بالكرة عدم قدرة طرفي الزمالك علي الاحتفاظ بالكرة والتمرير السليم للأمام أو كسب مساحة تبدأ بها الهجمة.

إذا نظرنا إلى اتجاه تمريرات عمر جابر نجد أن اغلب الكرات التي استلمها في منتصف ملعب الزمالك من الجهة اليمني وهو وقت بناء الهجمة أعادها للخلف وأرقام التمرير تظهر بالفعل أن جابر مرر الكرة لعلي جبر ثمان مرات.. وهو رقم مبالغ فيه جدا جدا من لاعب يبدأ الهجمة.

فمن المفترض أن ينقل عمر الكرة إلى الأمام لا أن يستسهل مع أي ضغط يعيد الكرة لجبر ويزيد من ضغط المنافسين علي الزمالك.

كرة الهدف التي مني به مرمي الزمالك بدأت بتمريره متكاسلة من جابر لجبر الذي واصل اهتزازه بعد إخراج الكرة.

وأخرج الكرة بشكل سيء ليبدأ سموحة هجمة الهدف وتطوع الثنائي جابر وجبر بعمل محاولة استخلاص "بالتزحلق" فاشلة تسبب في خروجهما من اللعبة.

هذا بجانب أن طلبة وجابر اكتفيا بعرضية واحدة فاشلة لجابر بينما عند نقل معروف يوسف للجهة اليسرى في الشوط الثاني أرسل أربعة عرضيات منها واحدة سليمة.

الدرس المستفاد

الزمالك عليه التدريب جيدا على بناء الهجمة على الأطراف وإن كنا لا نملك إلا طلبة في الجهة اليسرى فعلينا تجريب أكثر من لاعب في الجهة اليمنى خاصة أن عمر جابر يحن كثيرا لأداء الناشئين.

تدخلات ميدو ونظرية حسن أرابيسك

لو نظرنا لتشكيل نهاية اللقاء لوجدنا أن الزمالك قام بتغير 70% من اللاعبين رغم القيام بثلاثة تغيرات فقط لكن تشكيل نهاية اللقاء لم يشهد إلا تواجد علي جبر ودويدار ومصطفى فتحي في المراكز التي بدأوا فيها اللقاء.

سبعة لاعبين من العشرة الذين بدأوا اللقاء لم يقنعوا ميدو بالاستمرار في أماكنهم فقام بتبديل ثلاثة منهم إلى خارج الملعب وغيّر مراكز أربعة آخرين وهو أمر يشير إلى أن البداية لم تكن سليمة وأننا احتجنا لاقتراح "حسن أرابيسك" الذي وجد مصر كثرت فيها الفوضى فاقترح هدمها تماما لإعادة بنائها.

بداية الشوط الثاني بالدفع بمحمد إبراهيم بدلا من باسم مرسي لينتقل كهربا إلى دور المهاجم وإن كان من الممكن الدفع بمحمد إبراهيم والنتيجة ما زالت سلبية لكن الاعتماد عليه والنتيجة تقدم سموحة ظلمت اللاعب.

فمحمد إبراهيم يعيبه التلعثم بالكرة ويفتقد تماما للثقة والقرار السريع.. هو يصلح ربما للقاء متوازن لكن أمام خصم قرر التراجع فمحمد مع بطئه في اتخاذ القرار يتسبب في صدمة عصبية للجماهير التي لم تعد تستحمل نقل الكرة من القدم اليمني للقدم اليسرى ثم من القدم اليسرى للقدم اليمني ثم الاصطدام ببطن المنافس.

لإصلاح الوسط دفع بطلبة وجابر إلى الوسط مع ميل كوفي ومعروف إلى الأطراف وهو التغيير الأبرز لميدو.

ومع قيام ميمي بالتراجع والخوف وتغيير تمساح امتلك الزمالك المباراة وإن ظل الزمالك يسترجع الكرة ببطء في حالة رغبة سموحة في تمرير الكرة في المنتصف بين ثلاثي الوسط.

دخل حفني بدلا من شيكا الذي حرمه تلعثم محمد إبراهيم الدائم من لقطة للتاريخ بتمريره أسطورية بالكعب.

زاد الزمالك من ضغطه ومن أجل مساندة مصطفى فتحي أعاد ميدو جابر للجهة اليمنى مع إعادة كوفي للعب كثالث في الدفاع واللعب بطلبة وحده في الوسط خاصة مع تغييرات ميمي المتراجعة.

حكم اللقاء

من الممكن أن التمس له العذر في ضربة جزاء أيمن حفني فربما لم ير لمسة اليد ورأى الالتحام فقط بين حفني وثنائي سموحة. ومحاولة حفني الاصطدام بهما وكذلك لعبة محمد إبراهيم في النهاية ولكن لا أجد مبررا لعدم إنذار أيمن اشرف وبالتالي طرده في ضربة الجزاء المهدرة.

الحكم رأى اللعبة واحتسبها ولكنه تراجع وفي ذهنه ما يشاع حول مجاملة الحكام للزمالك، وأشفق على سموحة من إكمال اللقاء بعشرة لاعبين وربما خشي وقتها من قدرة الزمالك على الانتصار؟

كيف رأى قدم أيمن أشرف في وجه مصطفى فتحي ولم يعطه إنذارا وإن كانت اللعبة ربما تصل للطرد المباشر.

كلمات سريعة

تربع حسام حسن كالمهاجم الأول في تاريخ مصر لأنه دائم لعب الكرة بالطريقة العادية لم يكن يتفلسف لم يكن يتلعثم لم يكن يختار زوايا صعبة ومستحيلة.

حسام حسن كان يفعل المنطق والصواب فكان يحرز من كل عشرة فرص تصله سبعة أهداف أو ثمانية أمام مخترعي الذرة الذين يحاولون خداع الحراس ولعب الكرة بيسارهم في الزاوية الضيقة. بدلا من باطن القدم اليمنى في البعيدة فستظل أوهام تقليد نيمار وكريستيانو رونالدو واللاعبين العالميين تطاردهم بينما الواقع أنهم لن يحققوا عُشر ما حققه حسام حسن.