كتب : أحمد العريان
نحتفل اليوم بالذكرى الخامسة لثورة 25 يناير المجيدة، وحين يتذكر عشاق كرة القدم من المصريين ذكرياتهم مع أيام الثورة، فثمة ذكريات أخرى كروية قد تكون مازالت عالقة بأذهانهم بخلاف ما فعلوه في ميدان التحرير.
في 2011 حين وصلنا ليوم 27 يناير لم تكن الأوضاع قد اتضحت بشكل كامل، أنها ستصبح ثورة تغير في تاريخ الأمة بأكملها.
منتخب مصر كان قد توج بدورة حوض النيل في 17 يناير، والتي كانت جزءا من خطة مصر لتوطيد العلاقات مع دول حوض النيل على خلفية أزمة سد النهضة، والتي لم تنته بعد رغم وصولنا لعام 2016.
الزمالك كان يتصدر بطولة الدوري وقد فقد نقطتين في مشواره بالتعادل مع الإنتاج الحربي، فيما كان الأهلي قد فشل -مؤقتا- في استغلال تعثر الزمالك وتعادل بدوره مع مصر للمقاصة بهدف لكل فريق.
الزمالك كان يستعد لبداية مشواره الإفريقي في بطولة دوري أبطال إفريقيا بملاقات أولينزي ستارز الكيني من دور الـ 64، في حين كان اليابان وأستراليا قد ضربا موعدا معا في نهائي كأس أسياد أسيا بعد فوز الأولى على كوريا الجنوبية بركلات الترجيح، وسحق أستراليا لأوزباكستان بسداسية.
في الدوري الإنجليزي كان فيرناندو توريس لاعبا في ليفربول وفي أوج عطاءه مع الريدز يسير بخطى ثابتة، لكن كل ذلك كان قبل 28 يناير.
ما بعد 28
خرج الشعب في يوم 28 يناير وأصر أن يكون ذلك اليوم هو نهاية العصر البائد، الملايين ملئوا الشوارع والنظام السابق حاول المواجهة بكل الطرق. حتى إن كانت تلك الطرق هي قطع كل وسائل الاتصالات عن جميع أنحاء مصر.
المصريين كانوا مشغولين بالهتاف المنتشر على كل لسان حينها "الشعب يريد إسقاط النظام"، ومن لم تكن السياسة قد توغلت لتفكيره بعد، فقد كان ينتظر نتيجة مباراة الزمالك أمام ستارز، أو ما ستسفر عنه الساعات الأخيرة من سوق الانتقالات الشتوية.
خدمة الانترنت انقطعت مع انقطاع الاتصالات في مصر، وهنا انقطع اتصال المصريين مع أحداث العالم، حتى الرياضية منها.
حين عادت الاتصالات لمصر، وجد المصريين أن الزمالك قد حقق أكبر فوز خارج أرضه خلال تاريخ مشاركاته الإفريقية، وذلك بعد الفوز على أولينزي ستارز الكيني بأربعة أهداف مقابل لا شيء.
وجدنا أيضا فيرناندو توريس بدل ألوان قميصه، وبعد أن كان هو النجم في ليفربول، انتقل لتشيلسي في صفقة كلفت البلوز 50 مليون يورو في أخر ساعات يوم 31 يناير.
المصريين عرفوا عن تلك الصفقة بعد ساعات من اكتمالها في خبر سريع مر بشريط التليفزيون المصري، وعلى كل حال فقد كانت تلك الصفقة فارقة في مسيرة الننيو التي انحدرت بعد ذلك اليوم.
في أسيا انقطعت علاقتنا ببطولة الأسياد واليابان في مواجهة مع أستراليا بالمباراة النهائية، لكن خبر حصد اليابانيين للبطولة، لم نعرفه سوى بعد أيام من تاريخ المباراة التي جرت في مساء يوم 29 يناير.
أيام الثورة مرت ومرت سنين على الأحداث، لكن قيمة كرة القدم لدى المصريين لم تعد أبدا كتلك المستديرة التي عرفوها قبل 25 يناير 2011.