اللاعب الأعسر الموهوب تلقى عروضا للاحتراف من بعض الأندية العريقة في إيطاليا مثل ميلان وإنتر وفيورنتينا بمقابل مادي جيد للغاية، لكن الزمالك بقيادة رئيسه مرتضى منصور يرفض ويطلب مبلغ أكبر وصل لخمسة ملايين يورو!
وكيل مصطفى فتحي يقول إن اللاعب يتلقى عروضا للاحتراف منذ شهر، وأن هذا لم يؤثر على مستواه، لكن الوكيل يتحدث هنا عن عروض من أندية تركية وسويسرية بمبالغ ضعيفة، لكنني أتيقن أنها ستفيد اللاعب أكثر.
لن أعلق كثيرا على طلب مرتضى منصور باعتذار الرئيس التركي مقابل قبول فكرة بيع مصطفى فتحي للعملاق جالاتا سراي، سأكتفى بردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي.
تفكير رئيس نادي بهذا الشكل لا يجعلني انتظر نجاحا للتجربة في حالة حدوثها مثل نجاح تجربة محمد صلاح ومحمد النني، رغم أن مرتضى يعلل طلباته المادية ببيع المدافع محمد عبد الشافي البالغ من العمر 30 عاما لأهلي جدة مقابل أربعة ملايين يورو، فكيف يبيع لاعبا واعدا يبلغ من العمر 21 عاما فقط مقابل مبلغ أقل.
إذا كان تفكيره من وجهة نظر مادية، فهو مخطئ، فالأندية الأوروبية لا تفكر بالطريقة نفسها التي تفكر بها أندية السعودية التي لا تفرق معها الأمور المادية كثيرا "فلوس زي الرز"، أما أندية أوروبا لا تدفع قرشا إلا وهي تعلم كيف تستثمره.
الحلول كثيرة أمام مرتضى منصور، أولها الإفراج عن اللاعب لفريق متوسط على سبيل الإعارة وإذا أثبت نجاحه يطلب فيه سعرا أعلى، أو بيعه الآن بهذا المبلغ الضخم والخروج فائزا في صفقة مربحة للغاية، علما بأن مصطفى فتحي لم يكلف الزمالك عندما ضمه من بلقاس سوى 300 ألف جنيه (ما يوازي 35 ألف يورو فقط)، ولذلك لو تم بيعه بـ3.5 مليون يورو، سيجني الزمالك 100 ضعف.
وإذا كان من وجهة نظر فنية فهو مخطئ أيضا، فالزمالك لا يعتمد على اللاعب بشكل كبير من الأساس، دائما ما يدخل كبديل، ويمتلك في مركزه 5 لاعبين بارزين، مثل شيكابالا وأيمن حفني وكهربا.
تجارب خروج اللاعب من مصر إلى دوري متوسط من أجل تنمية مهاراته وإمكانياته قبل الانتقال لدوري أفضل أثبتت نجاحها، مقابل فشل تجارب الانتقال لفرق كبير مباشرة من الدوري المصري.
فما المانع أن ينتقل مصطفى فتحي وغيره لفرق سويسرا أو فرنسا .. في أبريل 2013 كتبت مقالا بعنوان (صلاح .. بين الحلم والكوابيس!) تضمن هذه الكلمات.
.
الحقيقة أنني لست متفائلا بنجاح أي لاعب يخرج من الاهلي والزمالك للاحتراف لاسباب معروفة، فقد تذوق اللاعب طعم النجومية في مصر، وسارت معه معظم الأمور المتعلقة بعمله كلاعب كرة قدم "بالحب".
فمن لعب للقطبين ليس لديه استعداد لبذل المجهود المضاعف الذي يجعله يستكمل مشواره في أوروبا والوصول لطموحات أكبر، لعل تفكيرهم يتغير بعد رؤية النني بقميص أرسنال وأحاديث أرسين فينجر عنه.
على الزمالك ومصطفى فتحي أن يفترقا من أجل مصير قد يكون أجمل، فاللاعب لو احترف مبكرا واستفاد من إيجابيات التجارب الناجحة للمحترفين المصريين مؤخرا سيحقق نجاحا باهرا بفضل مهارته الاستثنائية التي تعوض قصر قامته ونحافة جسده، فضلا عن قابليته للتعلم والتطور، ويدر للزمالك ملايين الجنيهات.
وقتها سيضيف مرتضى منصور لانجازاته - التي يتحدث عنها دائما - أنه أدخل لخزائن الزمالك مبالغ طائلة من احتراف مصطفى فتحي حتى بعد رحيله، مثلما ذكر شريف حبيب رئيس المقاولون العرب السابق بالخير عندما حصد ذئاب الجبل 15% من قيمة انتقالات صلاح والنني لتشيلسي ولأرسنال بعد خروج الرجل على المعاش.
تابع وناقش الكاتب عبر تويتر @7elmy7elmy