مذكرات حمادة إمام (3) - عن التألق أمام توتنام ووست هام.. ولماذا رفضت والدتي مشاهدة مبارياتي

في شهر فبراير من عام 1968، كان الإسماعيلي بطل الدوري في العام السابق قبل أن تتوقف المسابقة في أعقاب نكسة يونيو، آثار الهزيمة بادية على الجميع لكن الحياة تسير تدريجيا نحو العودة إلى طبيعتها.

كتب : أحمد خير الدين

الثلاثاء، 19 يناير 2016 - 22:18
في شهر فبراير من عام 1968، كان الإسماعيلي بطل الدوري في العام السابق قبل أن تتوقف المسابقة في أعقاب نكسة يونيو، آثار الهزيمة بادية على الجميع لكن الحياة تسير تدريجيا نحو العودة إلى طبيعتها.

كان حمادة إمام في سن الخامسة والعشرين حين طلبت منه مجلة سمير أن يكتب مذكراته لقراءها من الأطفال والشباب والتي يقدمها لكم FilGoal.com، يرى الثعلب كما يختتم تلك الكلمات أنه لم يحقق الكثير ليحكيه، لكنه يختار أن يبدأ بذكريات دخوله عالم الكرة.

في الحلقتين الأولى والثانية حكى حمادة إمام عن أسباب اهتمامه بلعب الكرة، ودخوله النادي، وبداية مشواره مع أشبال الزمالك، وانتقاله إلى الفريق الأول لكنه في الحلقة الثالثة والأخيرة يكشف أن خوف والده على مستقبله استمر رغم تألقه وأعداد الأهداف الغريبة التي أحرزها.

هذا الخوف حفزه على الاجتهاد في دروسه ليبقى من أوائل مدرسته حتى تخرجه في الكلية الحربية وهو في سن الـ19

مذكرات حمادة

لا يخفي إمام ما كان يسمعه من آراء عن مخاوف الجمهور من أن يتسلل الغرور إلى نفسه ، فينفي امكانية حدوث ذلك قائلا : هذا ما لا يمكن حدوثه أبدا، فأنا لم أصل إلى نصف مستوى بعض لاعبينا.. يعني أنا نفسي أصل إلى نصف مستوى الضظوي لاعب المصري القديم ثم أعتزل.

لكن الثعلب لا يخفي سعادته حين يسمع آراء الناس في مستواه وتألقه، ويتذكر أنه فرح حين قرأ أن رئيس فريق توتنام قال لجريدة صنداي اكسبرس بعد مباراة الفريق الإنجليزي مع الزمالك في عام 1963 : لم أشهد منذ عامين لاعبا ناشئا للكرة مثل حمادة إمام، ويضيف أنه حمل نوط الواجب بسبب مباراة توتنام، ووسام الرياضة الذي ناله جميع لاعبي الزمالك عقب مباراة ويستهام.

بالحظ.. وبالفرص

يصارح الثعلب قراء سمير أنه يؤمن بالحظ والحسد، ويتذكر كيف كادت مسيرته الكروية أن تنتهي في بداياتها لولا فرصة، ففي مباراة للزمالك أمام الترسانة، وكان يلعب في الجبهة اليمنى كما أمره المدرب حسن حلمي.

لكن ربع ساعة من المباراة مرت وهو يجري كالتائه دون جدوى، فأمره المدرب أن ينتقل من هذه المركز وقبل أن ينفذ التعليمات : ظهرت المرة فجأة أمامي "فخطفتها أحلى جون في حياتي"، وبعد أن عادت إلي الثقة أعادني كابتن حلمي إلى مركزي الأصلي كساعد هجوم فخطفت الهدف الثاني الذي ثبتني في الفريق، والحمد لله أن الحظ لم يتخل عني إلا ربع ساعة.

أسباب التألق

عن الأسباب التي يراها تقف وراء نجاحه يخاطب الثعلب قراء المجلة ان أولها حب الجمهور الكبير الذي يحرص على حضور المباراة ويشجعه بحماس وسعادة، وكونه سببا في هذه السعادة يدفعه لتقديم المزيد، والسبب الثاني هو أنه يكره الهزيمة جدا، ويكشف انه في حالات الهزيمة يحبس نفسه في المنزل ولا يخرج، ويحتجب عن الجمهور ويتجنب مواجهتهم في النادي أو الشارع.

والسبب الثالث لحرصه على بذل الجهد في الملعب.. والدته

يقول : أحاول أن أجيد اللعب علشان خاطر أمي .. فهي تظل تصلي من أجلي لكنها لا تحب أن تشاهدني في التلفزيون. الحكاية ان فيه ناس بتشتم عمال على بطال، وطبعا ماما بتزعل لكن تعمل ايه، وفيه ناس مش فاهمة انها بتفهم في الكورة أحسن من اللاعبين.

كلمات أخيرة

اختتم حمادة إمام هذه المذكرات التي كتبها بجملة قصيرة يختصر فيها ما يحبه وما يتمناه، لنتذكر هنا مجددا أن هذه السطور كتبها وهو في سن الخامسة والعشرين، لجمهور مجلة سمير التي يقرأها الأطفال والفتيان:

أنا لعبت منذ عام 61 حتى الآن ولم أعتذر عن أية مباراة سوى مباراتين لم ألعبهما بسبب إصابتي.

أنا أحب الحلويات وخصوصا الجيلي وأكره لحم الأوز ولا آكله أبدا.

أعجب باللاعب الانجليزي بوبي شارلتون وأتمتع بلعب سمير قطب.

أستطيع أن أقول أنني لاعب مطيع. أواظب على التدريب، ولا أخالف أوامر المدرب أو الإداريين.

احتفلت بلقب هداف الزمالك في السنوات الثلاث الأخيرة.

كنت أتمنى أخا.. أما أمنيتي الآن كانسان أن أظل في الملاعب.. وسط اعجاب الناس وتهليهم الرياضي وأن أتقدم في عملي.

أحبائي اشكركم أنكم سمحتم لي أن أكتب مذكراتي مع أنني ما زلت أحاول أن أكون شيئا في عالم الكرة. عالم الفن.