عليك العمل في هدوء وبعيدا عن العيون، ليس من الضروري أن تملك موهبة لا يشق عليها غبار لتؤمن أنه بإمكانك الوصول لأهدافك وتحقيق حلمك، بل بكثير من العزيمة والاصرار ستصل لما تريد.
انظر لمحمد النني الذي تدرب على يد محمد رضوان في فريق يصارع على الهبوط بالدوري المصري قبل ثلاث سنوات، ها هو يتدرب اليوم على يد أرسين فينجر في فريق يتصدر أقوى دوري في العالم.
كان الفتي المكافح يعاني من عدم اهتمام المشجعين في مصر به وعدم اقتناعهم بقدراته لأنه لا يسجل أو يقدم لمحات مهارية، لكنه التزم وحارب وعافر وتطور حتى أثبت لهم قيمته وإلى أين وصل.
قال النني في حديثه لقناة الاتحاد الدولي (فيفا) قبل شهور "استطعت التغلب على مخاوفي من اللعب في دوري الأبطال والدوري الأوروبي أمام الفرق العملاقة مثل ريال مدريد وتشيلسي وليفربول".
الفتي المراهق الذي كان يشاهد هؤلاء النجوم في شاشات التليفزيون على المقاهي، وجد نفسه يواجههم على أرض الملعب، بعد سنوات قليلة من تحطم أحلامه.
فالنني دخل ناشئي الأهلي منذ الخامسة من عمره، وكان متفوقا بشكل كبير في صفوف الناشئين سعيا وراء تحقيق حلم والدته باللعب للأهلي، لكن في بعد 11 عاما استغنى عنه الشياطين الحمر لتسود الدنيا في وجهه.
فكر اللاعب الشاب في ترك الكرة والاستسلام للروح الانهزامية بعد انهيار حلمه، لكن القدر كان يحمل له محطات أخرى رتبها مقسم الأرزاق ليصل اليوم لارتداء قميص أحد أقوى فرق العالم، "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم".
ما فعله النني سيفجر طموح الكثير من الشباب المصري، مثلما تسبب محمد صلاح في ذلك من قبل، يوما ما ستقنع الناس بأنك تستطيع أن تفعل المستحيل طالما أنك تمتلك الإصرار والعزيمة لذلك.
"أحب أن أفعل شيئا لبلادي، لأقول لابني يوما ما إنني كنت واحدا من أفضل اللاعبين في جيل وصل بمنتخب مصر لكأس العالم"، هي مجرد كلمات قالها النني، قد نعود بعد سنوات لقراءتها بمزيد من البهجة.
تابع وناقش الكاتب عبر تويتر @7elmy7elmy