النتائج سيئة والجمهور غاضب.. مازلنا في بداية الموسم لكن غضب الجماهير يقلقني، وإن لم أستجب لهم سأتحمل العواقب!
"الأدمن" يضع منشوره فيفقد القاريء شعوره، وينهال على مدربه بالسباب..
لا أحد ينكر دور صفحات الـ Trolls الساخرة في إضفاء متعة أكبر على كرة القدم، فالمباراة الآن لم تعد تنته مع صافرة الحكم.
دور الصفحات الساخرة جيد ولكن إن توقف عند ذلك الحد، أما الأمر الواقع فهو أن تلك الصفحات باتت تشكل جزء كبيرا من آراء المشجعين في كرة القدم.
تأثير صفحات الـ Trolls أصبح كبيرا على تكوين آراء الجمهور وهذا الأمر بات مفروغا منه، ولكن الجديد أن آراء الجماهير التي تعبر عنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت هي أكبر مؤثر على قرارات الإدارت في الأندية.
الأمر لا ينطبق على مصر أو العالم العربي فقط، وإنما هي ظاهرة عالمية.
في يوم واحد، أقال ريال مدريد مدربه رافاييل بينيتيث وعين نجمه المحبوب زين الدين زيدان خلفا له مع خافيير سولاري مساعدا، وفي نفس اللحظة كان مرتضى منصور رئيس الزمالك يعين معشوق جمهور ناديه أحمد حسام "ميدو" مدربا، ومعه النجم الأكثر شعبية بين جماهير الزمالك حازم إمام كرئيس للجهاز الفني.
ربما كانت قرارات الاستعانة بتلك الأسماء تحديدا لها أسبابها الفنية، لكن قرار إقالة الأسماء السابقة بالتأكيد كان مدفوعا بتلبية رغبات الجمهور برحيل بينيتيث وماركوس باكيتا.
وفي وقت أصبحت الجماهير فيه هي صانعة القرار داخل إدارات كثير من أندية العالم، فعليك أن تحدد موقفك. وهنا يوجد رأيان.
---
هنا ستجد مقالين وليس مقالا واحدا للرأي.
من هذا وذاك تدرك أن القاعدة يجب أن تجمع الأمرين معا.
القاعدة العامة سواء كانت جماهير الأندية أو الشعب إن طبقنا النظرية على بلد كامل وليس مجرد ناد، مهمتها هي اختيار الرئيس الذي يعبر عن رأيهم، ومن ثم فعليهم "مراقبة قراراته".
اختلاف البشر في أرءاهم قاعدة ثابتة وهذا يعني أن الشعب لا يمكن أن يكون صانع القرار، وإنما هو فقط من يأتي بمن يصنعون القرار نيابة عنه.
وبالتالي، فإن جمعيات الأندية العمومية هي التي تأتي بمجالس الإدارات، والمجالس هي التي تصنع القرار، أما المشجعين فلهم حرية التعبير عن رفضهم أو موافقتهم على تلك القرارات دون التأثير عليها حتى تظهر نتائجها، فإن كانت إيجابية فقد كان المجلس محقا، وإن كانت سلبية فعلى القاعدة الجماهيرية أن تعدل في اختياراتها في المناسبة المقبلة.
السوشيال ميديا والجماهير سيظلوا مصدرا للضغط على الإدارات بحكم تطور الزمان، والإدارة الرشيدة هي التي تستمع لآراء جمهورها، ثم تقرر في ضوء معرفتها بخبايا الأمور، والقرار الصحيح هو ما سيثبت أنك كمجلس كنت على حق في النهاية.
وحينها ستزداد ثقة الجمهور في المجلس ولن تكون معارضتهم بنفس قوة المرة الأولى.
المهم أن تمتلك الإدارة دوما المبرر لقراراتها، وليس كما يحدث حين يكون القرار فقط نابعا عن رغبة في ضغط زر "كاتم الصوت" للجماهير سواء برفض رأيها وعدم الإنصات له أو قبوله لمجرد إرضاءها دون قناعة كافية من الإدارة.