مع بداية عملي في صحيفة لاجازيتا ديللو سبورت الإيطالية منذ شهرين تقريباً، طلب مني رئيس تحرير الجريدة حوارا مع ميدو، بخصوص روما بشكل عام ومحمد صلاح بشكل خاص، نفس الأمر تكرر قبل هذا التاريخ بـ 6 أشهر عندما كنت أعمل في شبكة "فيولا نيوز" الخاصة بنادي فيورنتينا.. بدأت مع ميدو الحوار لكني تفاجأت بما حدث.
ميدو "المحلل" وقتها، كان يرى أن صلاح يجب أن يطور من طريقة لعبه خاصة في "قوة الاتحامات الهوائية" و"فرض الشخصية" في التصدي للركلات الحرة المباشرة وهي آراء بها الكثير من الصحة بالمناسبة.
الملفت بالنسبة لي أن ميدو رفض أن يتم نشر هذا الكلام في لاجازيتا، وقتها قال لي :"ممكن نتكلم في ده هنا في مصر لكن في لاجازيتا لا.. مينفعش إننا ننتقد صلاح في أي حاجة قدام الطلاينة".
كان هذا هو اللقاء الثاني بيني وبين ميدو. وقتها لم تكن أصداء "اللقاء الأول" قد انتهت. إذ كان حديثي الأول معه عن "أبو تريكة" الذي رآه ميدو لاعب موهوب قادر على إيصال أي مهاجم للمرمى بسهولة إضافة إلى امتلاكه شخصية قوية في المباريات الكبرى.
لكن ما عكر صفو هذه التصريحات وقتها بالنسبة لبعض الجماهير هي وجهة نظره "الشخصية" بأن حازم إمام أفضل من تريكة الذي لم يكن لينجح لو ذهب للاحتراف في أوروبا.
موقفان خرجت بعدهما الكثير من الاتهامات لميدو بأنه "منفسن" من أبو تريكة وصلاح الذي رآه ميدو لا يمتلك الكاريزما خارج الملعب ولا أعرف كيف يكون ميدو منفسن وفي نفس الوقت يتحدث عن تريكه وصلاح بهذه الطريقة! فـ"اللاعب المنفسن" عادة شخص لا يتحدث بأي شيء إيجابي عمن هم أفضل منه داخل الملعب.
في هذه الأثناء كان الكثير من جمهور الزمالك بدأ يشعر بصحة قرار مدربه السابق في إبعاد عبد الواحد السيد ومحمود فتح الله وأحمد سمير وأحمد جعفر عن الفريق خاصة وأن الصفقات التي أتت للفريق لتدعيم مراكز هؤلاء كانت سبباً في تتويج الزمالك بلقبي الدوري والكأس الموسم الماضي.
مرت الأشهر وأتى اللقاء الثالث بيني وبين ميدو، وقتها كان خاص بـ (لعبة في الجول الشهيرة) "دريم تيم" لاختيار أفضل 11 لاعب في تاريخ مصر.
ميدو اختار وقتها اللعب بطريقة 4-1-3-2 ، تخيل من كان لاعب الإرتكاز الوحيد الذي اختاره ميدو كي يكون في تشكيله معتبرا إياه أفضل لاعب في تاريخ مصر؟ حسني عبد ربه.
أتابع ما يحدث في هذه الأثناء في قضية ميدو "المدرب" وحسني "اللاعب".. ميدو الذي اختاره رئيس الإسماعيلي أن يكون هو رئيس جمهورية فريق الكرة والذي يحق له إشراك لاعب وإبعاد لاعب كيفما يشاء.
أتابع المشهد وأنا أعلم علم اليقين أن كلمة "منفسن" ستعود من جديد وأن رواد السوشيال ميديا سيبدأون الآن في المقارنة بين تاريخ حسني وتاريخ ميدو كلاعب من حيث "البطولات" في شيء لا يمكنني وصفه إلا بـ"الغباء الشديد".
هؤلاء هم نفس الأشخاص الذين اعتبروه "فاشل" في الاحتراف، هؤلاء هم من لو تعمقت في الحديث معهم ستجدهم أنفسهم من يضعون ميدو في مقارنة مع دروجبا وإبراهيموفيتش ويتسائلون لماذا لم يصبح مثلهم؟
أنت تحاسب ميدو لأنه لم يصبح ضمن أفضل مهاجمي العالم فكيف يتحول في ثوان معدودة إلى "منفسن" من حسني عبد ربه؟!
أشعر بالفخر عندما يتم سؤالي عن "ميدو" في أي مكان أعمل به في إيطاليا.. ميدو الذي قطعاً ليس "ملاكاً" وبالطبع ليس "شيطاناً".
في النهاية رسالة للجميع.. من حاول تشويه صورة أبوتريكة في السابق لأسباب لا علاقة لها بكرة القدم لم يصل إلى أي شيء. فلا يوجد شخص في العالم قادر على إزالة التاريخ.
رحلة ميدو في أوروبا كذلك لن يكون بإمكان أي شخص إزالتها من التاريخ.. هي ليست "شريحة" بإمكانك كسرها إذا كانت الشبكة لا تعجبك.. للمرة الألف بعد المليون: كرة القدم لعبة الهدف منها "التسلية".. ليست بحاجة إلى تعصب أو شجار ولا لإزالة تواريخ أو كسر شريحة.