متى تتحول هزيمة الزمالك إلى فقدان ثلاث نقاط فقط؟ في السنتين الأخيرتين الأمر تطور إلى أكثر من ذلك.. بداية من تغيير أجهزة فنية ونهاية بقرار انسحاب من الدوري.

الزمالك خسر من طلائع الجيش 3-2 في مباراة ارتكب فيها جهازه الفني بقيادة البرازيلي ماركوس باكيتا عدة أخطاء بخلاف الجريمة التي ارتكبها علي جبر بعد أربع دقائق فقط.

أثناء المباراة أصدر مرتضى منصور قرارا بعدم استكمال فريقه الدوري المصري.. وهو الانسحاب الذي يعلمه أصغر متابع لأكبر مشجع أنه لن يتم.

حقيقة مثل هذه القرارات المتسرعة ليس فقط تقلل من قيمة منصب صاحبها وهو رئيس الزمالك مرتضى منصور.. لكن أيضا تصيب جمهور الزمالك بالملايين بالإحباط الذي يحول أحد قلاع الكرة المصرية إلى "عزبة" يتحكم فيها عصبية رئيسه.

الزمالك سيتراجع في النهاية عن قراره.. طلب مرتضى منصور أن يتم تغيير رئيس لجنة الحكام وجيه أحمد لكن هذا أيضا لن يحدث. وإن حدث سيضع مسؤولو اتحاد الكرة في ورطة. وإن كانت التصريحات المبدأية تؤكد عدم الانصياع لتهديدات رئيس الزمالك.

سينتظر الزمالك مكالمة من أجل مصر.. ثم التراجع عن القرار ثم الاستعداد للقاء غزل المحلة بعد ثلاثة أيام من مباراة الجيش.

----

عموما ما بعد الهزيمة لا يمكن أن يجعلنا نغفل عمّا حدث من الجهاز الفني للزمالك..

ثلاثة أخطاء ارتكبها الجهاز الفني تسببت في الهزيمة.

1) تغيير طريقة اللعب

رغم الفوز على حرس الحدود واعتماد طريقة 4-2-3-1 بهدفين نظيفين.. إلا أن باكيتا قرر العودة لطريقة 4-3-3.. الخلاف ليس في الطريقة إنما في الارتباك الذي يضرب اللاعبين.

الاستقرار الفني داخل الملعب مطلوب.. فلعب الزمالك بعمر جابر بجوار طارق حامد ومعهم معروف يوسف.

ولا يجيد الدور الدفاعي من هؤلاء إلا طارق حامد بعد أن كان إبراهيم صلاح وأحمد توفيق بجانب بعضهما البعض.. ظاهريا العمق كان أكثر عددا لكنه أقل كفاءة دفاعية فعليا.

2) تغيير حفني

بعد طرد علي جبر بعدما أخطأ وقام بجذب أوسو كونان قرر باكيتا أو طارق مصطفى -لا أعلم حقيقة من صاحب هذا القرار. لكن يلام رأس الجهاز الفني بالتأكيد- سحب أيمن حفني.

أيمن حفني هو اللاعب الوحيد في الزمالك الذي يملك حلولا غير تقليدية سواء بتمريرات متقنة أو مراوغات إيجابية أو الحصول على أخطاء من مناطق قريبة.

أعتقد أن الزمالك كان يفكر فقط في الدفع بأحمد دويدار للتأمين دون النظر عن الدور الهجومي.. كهربا يجيد اللعب كمهاجم يمكنك أن تسحب أحمد حسن مكي وتستفيد من مهارات حفني وسرعة كهربا، هذا خيار.

الخيار الثاني هو سحب أحد لاعبي الوسط الدفاعي (عمر أو معروف) وتغيير طريقة اللعب إلى 4-2-2-1 مع منح تعليمات دفاعية للثنائي تحت أحمد حسن مكي.

3) تأخير التغييرات

رغم مشاهدة باكيتا لفريقه وهو يسقط خلال 18 دقيقة بهدفين نظيفين إلا أنه لم يجر تغييرات سواء داخل الملعب أو خارجه.

أول تغيير كان بعد مرور 56 دقيقة بالدفع بإبراهيم عبد الخالق بدلا من عمر جابر.. وهو لاعب في نفس المركز لكن بتعليمات هجومية وأداء مختلف.

ثم أبرز تغيير لكنه متأخر بسحب حازم إمام في الدقيقة 73 والدفع بمصطفى فتحي.

كان من الأفضل وجود مصطفى فتحي مع انطلاق الشوط الثاني على الأقل وإعادة عمر جابر للظهير الأيمن.. الزمالك لا يبكي على شيء، متأخر بهدفين لهدف ويحتاج للتعادل.

عند إعلان الزمالك الاتفاق مع باكيتا سألنا بعض المحللين المشاهير في الدوري السعودي مثل خالد الشنيف وفيصل أبو أتنين.. وكلاهما أكد أن المدرب البرازيلي رائع لكنه لا يحب المجازفة.

عموما هي مدرسة تدريبية لها ما لها وعليها ما عليها.. لكنك لن تتذوق متعة النجاح إلا بالخطورة.

خارج السرب

بخصوص أزمة ميدو وحسني عبد ربه: الكل مُخطيء في الإسماعيلي.. أحمد حسام "ميدو" بإشعال القضية في الإعلام وعدم وضع باب للخروج منها إلا برحيله.

حسني عبد ربه بالاستقواء بجمهور الإسماعيلي ضد الجميع سواء مدربه أو رئيس النادي.

أعتقد أن القرار سينتج عنه رحيل ميدو وإبعاد عبد ربه قليلا. وصلنا لطريق مسدود بسبب تصريحات الطرفين الغاضبة.