ظل عاشور من وجهة نظري أكثر لاعب يعاني الأهلي في غيابه آخر 10 سنوات كاملة - و يأتي في المركز الثاني وائل جمعة ومصطلح "يعاني من غيابه" هنا لا تعني أنه افضل لاعب ولكن أنه لاعب هام مؤثر بلا بديل مشابه أو مكافيء - بالذات بعد رحيل محمد شوقي..
فعاشور هو لاعب الوسط المدافع القوي صاحب المجهود الكبير الذي يتيح لبركات وأبو تريكة ووليد سليمان وعبد الله السعيد وحسام غالي وغيرهم اللعب بأريحية حاملا على عاتقه جزء من مسؤوليات كل منهم الدفاعية.
تزامل حسام عاشور طوال 10 سنوات في وسط ملعب الأهلي مع كل من حسن مصطفى ومحمد شوقي وأنيس بوجلبان وأحمد حسن ومعتز اينو وحسام غالي وغيرهم من لاعبي وسط الملعب..
بعضهم رحل مبكرا والبعض رحل متأخرا و الباقي لازال موجوداً إلا أن أحدهم لم يهز الأرض من تحت أقدام عاشور في أي يوم..
ظل دائماً موجودا بشكل أساسي وتختلف بجواره الأسماء.. لم يستطع أي منهم تحمل الوظيفة الأكثر سخافة في وسط الملعب من ضغط مستمر على الخصم وملاحقة الكرة في كل مكان وتطبيق الرقابة رجل لرجل على نجم فريق الخصم بما ينطوي ذلك على مخاطرة مراوغة مهينة أو كرة بين الأقدام او اي من الللقطات التي تلتصق بأذهان الجماهير أكثر من قطع كرة خطرة أو تضييق مساحة بوسط الملعب أو فتح زاوية تمرير لزميل متعثر بالكرة.
كيف برزت أهمية عاشور في تشكيلة الأهلي؟
كان مانويل جوزيه داهية بحق كان يجيد استخدام سياسة الصدمة والرعب مع كل الخصوم فكان في بعض الأوقات عندما يتأخر في النتيجة ويتقدم الوقت يجري بعض التغييرات الهجومية الجنونية اعتماداً على شيئين.. اولا السيطرة على أعصاب الخصم وإرهابه بفكرة أن الأهلي سيكتسح الملعب ويفوز الآن لا محالة، فعليك أيها الخصم أن تخاف وترتبك فتخسر.
ثانياً سيغطي حسام عاشور وحده كل المساحات التي ستخلفها التغييرات الهجومية.. لذلك عندما تبدأ فقرة الجنون كنت تتوقع تبديل أي لاعب في وسط ملعب او دفاع الأهلي الا عاشور فالبرتغالي يعرف جيداً ان لولا وجوده ما كان ليتجرأ اصلا على الجنون..
تذكر مباريات الأهلي التي احتاج فيها لفتح خطوطه لتعويض فارق اهداف في غياب عاشور ستفهم اكثر.
لماذا لم يصل لاعب بكل هذة الأهمية لمكانة جماهيرية ودولية كبرى؟
لعدة أسباب.. أولا جمهور الكرة بطبعه يميل للعب الجمالي لذلك تجد اللاعب الأكثر جمالية في مكانة أعلى عند الجماهير من اللاعب المجتهد.
ثانياً أخطأ حسام عاشور نفسه في حق نفسه بعدم الإصرار على تطوير أداءه من مجرد قاطع كرات مدافع عن عمود الأهلي الفقري للاعب كبير يقود الهجمات ويسدد ويسجل وينقذ بنفسه مباريات..
عاشور اليوم هو عاشور 2006 و 2008 و 2010 لا تغيير لافت اللهم الا ارتفاع معدل الخبرة في أداء نفس الأشياء التي ظل يؤديها طوال مشواره دون محاولة إضافة شيء جديد.
ثالثاً حظ عاشور السيء ان مدرب منتخب مصر في اوج فترات تألق عاشور كان حسن شحاتة الذي لا يؤمن باللاعب المؤدي ويحب اللاعب المتنوع صاحب الأدوار المتعددة يحدث ذلك بالتزامن مع وجود مجموعة من اهم لاعبي وسط الملعب في تاريخ مصر (حسني عبدربه و احمد حسن و احمد فتحي) فلم يتواجد عاشور بالمنتخب و لم يحظى بأي ذكرى من المناسبات الرائعة من 2006 لـ2010.
هل يوجد أمل في تطوير اداء عاشور للأفضل؟
دائماً هناك أمل ولكني أخشى أن اجابتي في هذه الحالة هي "لا اعتقد" فرأس مال عاشور هو الجهد ومع تقدم السن سيفقده ليتجرد من احد اهم أسلحته وبالتالي قد يفقد مكانه فلن يكون موجوداً اصلا ليطور اي شيء لتكون النهاية عند نفس النقطة الفنية للاعب كان طوال مشواره الأول في الأهمية و الأخير في الجماهيرية.
للتواصل مع الكاتب عبر تويتر..