أنا هاني رمزي – (6) عن صالح سليم وخدعة ريهاجل.. وعمى الألوان الذي أصاب إبراهيم حسن!

كانت لحظة فارقة حين هاتفني صالح سليم لسؤالي عن رغبتي في العودة للأهلي. حسمت أمري وقررت الاستمرار في التجربة التي جعلتني أهزم ريال مدريد وألعب خدعة ذكية من المدرب العظيم أوتو ريهاجل.

كتب : أحمد عز الدين

الأحد، 13 ديسمبر 2015 - 12:13

كانت لحظة فارقة حين هاتفني صالح سليم لسؤالي عن رغبتي في العودة للأهلي. حسمت أمري وقررت الاستمرار في التجربة التي جعلتني أهزم ريال مدريد وألعب خدعة ذكية من المدرب العظيم أوتو ريهاجل.

تلك الحلقة يحكي هاني رمزي عن بداية رحلته الاحترافية وتجربته مع نيوشاتل وصولا إلى فيردر بريمن الألماني.

كل ما يلي يرد على لسان هاني رمزي..

--

"بالصدفة كان نيوشاتل حاضرا في مباراة لعبتها. وبالصدفة كان رئيس النادي السويسري صديقا لكامل أبو علي رجل الأعمال المصري".

"الأهلي طلب مليون دولار نظير الاستغناء عني. نفس الرقم الذي رفض أن يدفعه ساوثامبتون رغم اهتمامه بخدماتي".

"نيوشاتل تصرف بشكل مختلف. عرض 300 ألف دولار على الأهلي، وسيدفع 700 ألفا في حال أثبت نفسي مع الفريق بعد سنة. أشبه باسلوب الإعارة".

إبراهيم وحسام

"سافرت مع إبراهيم وحسام. وكانت الصعوبة الرئيسية أمامنا أن نيوشاتل مدينة صغيرة على بعد 120 كيلو من جنيف. مع الساعة السابعة مساء لا تسمع صوتا في أي مكان".

"اللاعب المصري بطبعه حين يسافر لأوروبا يرغب في اصطحاب مصر معه. يرغب في أن يخرج الساعة 2 مساء ويأكل في الـ3 فجرا".

"أما هنا لا يوجد أي وسيلة للترفيه سوى القناة الفضائية المصرية التي ينقطع إرسالها في الـ11 مساء".

"لهذا بالفعل كما تقولون، كان حسام وإبراهيم يذهبان يوميا من الملل لمنزل كامل أبو علي في نيوشاتل بعد الساعة الثامنة لتقريعه على وجودهما في تلك المدينة الهادئة صحيحة".

مكالمة صالح سليم

"ربما كان هذا من أسباب قبول حسام وإبراهيم العودة لمصر. حين سافر لنا كابتن صلاح حسني إلى سويسرا لاستطلاع رأينا. الأهلي كان متمسكا جدا بالتوأم بالمناسبة".

"اتصل بي كابتن صالح سليم وقال لي مكانك موجود معنا، فهل ترغب في العودة. كان ردي واضحا: أرغب في استكمال تلك التجربة. فلأظل هنا سنتين أو أكثر".

"كنت سعيدا بالحياة الأوروبية. لم أجد تلك المشاكل التي عانى منها الأخرون معيقة لمسيرتي. خاصة أننا كنا نسير بشكل رائع".

"بقيت 4 سنوات هنا. دربني مدربين كبار. لعبنا في بطولات أوروبية وفزنا ذهابا على ريال مدريد بهدف سجله إبراهيم حسن شخصيا. كان هدفا رائعا بالمناسبة".

عمى إبراهيم

"في مباراة الإياب حدثت واقعة طريفة مع إبراهيم حسن".

"انهينا الشوط الأول بتعادل سلبي. بدأت الأمور تلعب في أعيننا. من الممكن فعلا أن نقصي ريال مدريد من مسابقة أوروبية!".

"نزلنا الشوط الثاني. وبعد دقائق من رمية تماس لريال مدريد تقافزت الكرة في منطقة جزاء نيوشاتل وحاول إبراهيم حسن إعادتها للحارس. لكن في الحقيقة لم يعيدها للحارس بل سجلها في شباك فريقنا".

"إبراهيم بعد هذا الهدف جاء لي. وقال: أنا شايف الدنيا منورة أوي. هو احنا بنلعب الضهر؟".

"كنا نلعب مساء طبعا. لكن إبراهيم عانى من شيء غريب".

"المضحك أنه بعد دقيقة قالي لي: أنا لا أرى شيئا. الرؤية سوداء تماما أمامي".

"طبعا كان إبراهيم يحاول تبرير الهدف الخاطئ الذي سجله في نفسه. كان إبراهيم وحسام يرفضان الهزيمة ويرفضان أن يتم اتهامهما بارتكاب أي أخطاء. هذا سر من أسرار نجاحهما".

خدعة أوتو ريهاجل

"بدأ اسمي يظهر في الصحافة السويسرية بعد ذلك".

"الفريق ينافس على الدوري السويسري. ينضم 4 منه لمنتخب سويسرا على غير العادة. البلدة كلها باتت تشعر بأن هناك متعة في كرة القدم وأننا جيل غير عادي على المدينة".

"جاء وكيل لاعبين الماني وقال لي نادي شالكه يريدك. رحبت طبعا".

"بعد إحدى المباريات وقبل أن أبدل ملابسي، وجدت هذا الوكيل يقول لي تعالى معي دون إحداث ضجة".

"حين دخلت الغرفة وجدت أمامي أوتو ريهاجل. المدير الفني لفيردر بريمن!".

"من يريدني شالكه أم بريمن؟".

"هنا بدأت أفهم. كان بريمن بطل الدوري والكأس في ألمانيا. لو طلب التعاقد معي سيطلب نادي نيوشاتل رقما ضخما".

"لهذا قال الوكيل لنيوشاتل إن شالكه يريدني. حين سيطلب نيوشاتل مبلغا مقبولا، سيقول حسنا بريمن هو الأخر مهتم ويستطيع دفع هذا المبلغ".

"كانت حيلة ذكية من الوكيل حتى لا يتم تضخيم الرقم المطلوب في خدماتي".

"اللقاء الأول مع أوتوريهاجل كان مميزا لي. هو لا يعرف الإنجليزية لكنه أثنى كثيرا علي وقال لي إنه يضمن نجاحي في البوندزليجا عكس كل ما تردد".

"هنا بدأت المسيرة الأهم في حياتي، داخل الملاعب الألمانية".