كتب : عادل كُريّم
اليوم يمثل هذا "الوغد" أول عقبة في مشوار مصر نحو العودة لكأس العالم بعد 28 عاماً من الغياب.
أسطورة الكاميرون ريجوبير سونج باهانج عين مديراً فنياً لمنتخب تشاد، وستكون مهمته الأولى هي محاولة الإطاحة بالفراعنة من الدور الثاني لتصفيات مونديال روسيا 2018.
المدافع السابق الذي يبلغ من العمر 39 عاماً، وصاحب الرقم القياسي للمشاركة في كأس الأمم الإفريقية (ثماني مرات)، والرقم القياسي الإفريقي للمشاركة في كأس العالم (4 مرات)، واللاعب الأكثر مشاركة في تاريخ منتخب الكاميرون (137 مباراة دولية)، يبدأ مشواره التدريبي مع المنتخب الذي يعرف بإسم "ساو"، بعد مسيرة حافلة كلاعب تاريخي للأسود التي لا تقهر.
سونج بدأ مشواره الاحترافي مع الكرة في صفوف ميتز الفرنسي وهو في الـ17، وقدم أداء مميزاً في مركز قلب الدفاع ليتم اختياره ضمن تشكيلة الكاميرون في مونديال الولايات المتحدة 1994 وهو لم يتم 18 عاماً بعد..
هناك ضرب رقماً قياسياً "سلبياً" حين أصبح أصغر لاعب يتعرض للطرد في تاريخ كأس العالم بعد خروجه ببطاقة حمراء في مباراة البرازيل..
كما ضرب رقماً قياسياً أخر حين أصبح الفارق السني بينه وأكبر لاعبي الكاميرون وقتها روجيه ميلا هو 24 عاماً و42 يوماً، وهو الفارق الأكبر بين لاعبين في فريق واحد بكأس العالم حتى اليوم.
في عام 1996 لعب سونج دوراً هاماً في فوز ميتز ببطولة كأس الرابطة الفرنسية.. وفي 1998 شارك سونج في كأس العالم للمرة الثانية، ليضرب رقماً قياسياً تاريخياً حينما أصبح أول لاعب في تاريخ كأس العالم يتعرض للطرد مرتين بعدما خرج ببطاقة حمراء أمام تشيلي..
وحتى اليوم يبقى سونج وأسطورة فرنسا زين الدين زيدان هما اللاعبان الوحيدان اللذان تعرضا للطرد مرتين في تاريخ كأس العالم.
بعد مونديال فرنسا انتقل سونج إلى فريق ساليرنيتانا الإيطالي الصاعد حديثاً لدوري الدرجة الأولى وقتها، لكنه لم يستمر لأكثر من ستة أشهر قبل أن ينتقل إلى العملاق الانجليزي ليفربول في يناير 1999 ليصبح أول كاميروني يرتدي قميص الريدز.
سونج واحد
"نحن نمتلك سونج واحد فقط" .. هتاف جمهور ليفربول لمدافعها الكاميروني..
بعد نصف موسم أول مميز دخل فيه سونج لقلوب عشاق الريدز، دفع المدافع القوي ثمن التزامه بالمهام الدولية للأسود التي لا تقهر.. المشاركة في كأس الأمم الأفريقية 2000 مع الكاميرون كان يعني غيابه عن ليفربول لفترة تقارب الشهرين..
وبعد تتويجه باللقب الإفريقي عاد سونج ليدخل في صراع جديد مع مدربه الفرنسي جيرار أولييه في صيف 2000 حين أصر على المشاركة مع الكاميرون في أولمبياد سيدني على عكس رغبة أولييه..
توج سونج بذهبية الأولمبياد لكن على حساب مكانه الأساسي في ليفربول.. خاصة بعد مشكلته مع كارجر..
ففي إحدى تدريبات الريدز، قام سونج بالضحك سخرية من أسلوب كارجر في الدفاع، ليستغل الأخير كرة مشتركة في المران ويتدخل بقوة على قدم سونج ليطيح به خارج الملعب..
ذهب كاراجر إلى سونج وقتها صائحاً "لماذا لا تضحك الآن أيها الوغد؟"..
في نهاية عام 2000 انتقل سونج إلى وست هام لكنه لم يستمر طويلاً لتتم إعارته إلى كولن الألماني، ثم انتقل إلى لنس الفرنسي في 2002 ولعامين، قبل أن يبدأ خطوة جديدة مع جالاتاسراي التركي في 2004..
"الزعيم الكبير" هو اللقب الذي أطلقته جماهير جالاتاسراي على سونج، ومع الفريق حقق "الزعيم" لقبين للدوري ولقباً للكأس، قبل أن يدخل في صدام جديد هذه المرة مع البلجيكي إيريك جيريتس مدرب جالاتاسراي وقتها بعد أن اعترض سونج على توجيهات جيريتس له ليقوم بسب الأخير..
ورغم اعتذار سونج لاخقاً إلا أنه ظل خارج حسابات البلجيكي حتى رحيل المدرب عن النادي في صيف 2007.
سونج عاد لحسابات جالاتاسراي في الموسم التالي مع قدوم الألماني كارل هاينز فيلدكامب (مدرب الإسماعيلي السابق في التسعينيات)، إلا أنه ترك مكانه بعد المشاركة في كأس الأمم 2008، حين خدعه محمد زيدان ليهدي أبو تريكة هدف فوز الفراعنة بالبطولة، لينتقل سونج بعدها إلى طرابزون سبور.
وبنهاية موسمه الأول هناك عينه المدرب سينول جونيس قائداً للفريق ليحقق معه لقب كأس تركيا، قبل أن يقرر الرحيل في صيف 2010 إلى فريق كوسوفار الصغير في إقليم كوسوفو..
مع الأسود التي لا تقهر حقق سونج لقبين لكأس الأمم الإفريقية في 2000 و2002، وحل وصيفاً لكأس القارات في 2003 ولكأس الأمم في 2008.. وشارك في 4 نسخ لكأس العالم في 1994، 1998، 2002 و2010.
وفي المونديال الأخير شارك سونج مع ابن عمه ألكسندر لاعب وست هام الحالي وأرسنال وبرشلونة السابق في فريق واحد.. ورغم أن بعض التقارير أشارت لأن ريجوبير هو عم ألكسندر، إلا أن سونج الكبير قال أنه ابن عم ألكسندر وليس عمه..
ريجوبير الذي كان يعيش في ليفربول مع زوجته استر وأبنائه الأربعة روني وبريان وبرناديت وفيرونيك انتقل إلى تشاد الصغيرة ليبدأ مشواره كمدرب في القارة السمراء.
وستكون مهمته الأولى هي محاولة الانتقام من الفراعنة.. الفريق الذي كاد يتسبب في نهاية مشواره الدولي بخطأ فادح أمام زيدان وأبو تريكة..