لا أعرف ماذا ينقص كوكا حتى يهتم به إعلام بلده بشكل أكبر قليلاً!
فاللاعب الذي سجل هدفاً رائعاً في مرمى مارسيليا قبل يومين في الدوري الأوروبي، أكاد أجزم أن 90% من الشعب المصري لا يعرف اسم ناديه، في الوقت الذي إذا سألت أي طفل أو رجل أو حتى فتاة صغيرة " أين يلعب صلاح " ستكون الإجابة حتماً وبكل ثقة "روما".
أتذكر جيداً حين كنت من القلائل المتابعين لمحمد زيدان في بداياته - ذلك الشاب الذي صنع اسماً كبيراً في الدنمارك وتحديداً في نادي ميتلاند - كيف كانت تخرج عناوين الصحف القومية كجريدة " الأخبار المصرية "، والتي كانت تكتب في عمود صغير للغاية داخل صفحة الرياضة " محمد زيدان لاعب رابيد فيينا " يسجل هدفاً في الدوري النمساوي، في الوقت الذي كانت صورة متعب تتصدر الصفحة الرئيسية للجريدة لتسجيله هدفاً في مرمى بلدية المحلة!
فقد كان هناك جهل كبير في الإعلام المصري حتى باسم النادي أو الدوري الذي يلعب له زيدان، كما أن ذكر محمد زيدان من الأساس في الصحف المصرية كان يحدث مرة كل شهرين أو ثلاثة، فلم يكن هناك حينها أي اهتمام بزيزو الذي تحدث عنه حارس المرمى الشهير " بيتر شمايكل " لـ (بي.بي.سي) في بداية الألفية الجديدة قائلاً : " استمتع للغاية عندما أراه يلعب، فهو واحد من أفضل اللاعبين الذين أنجبتهم القارة السمراء ".
فإذا افترضنا أن المبرر في ذلك الوقت كان عدم توفر الإمكانيات المتوفرة حالياً، ووسائل الاتصال الحديثة - وإن كان المبرر واهٍ - فما هو المبرر الآن إذن لتهميش كوكا إعلامياً في مصر ؟ لماذا تُذكر أهدافه وكأنها حدث عابر لا يتم الوقوف أمامه أو الحديث عنه لبعض الوقت ؟ لماذا تمر مرور الكرام؟
الغريب أن كوكا هو أحد أبناء النادي الأهلي صاحب الشعبية الأكبر في الشرق الأوسط، ومن المفترض أن يحظى بمتابعة أكبر بكثير بحكم انتماءه لذلك النادي الكبير.
كوكا أثبت أنه أحد أفضل المحترفين المصريين هذا الموسم، إن لم يكن أفضلهم بالفعل حتى الآن، لم لا وهو الذي سجل هدفين في مباراتين بالدوري الأوروبي ليجعل فريقه على أعتاب تخطي دور المجموعات، ليس ذلك فحسب، بل أثبت وجوده بشكل قوي مع المنتخب المصري بعدما سجل هدفاً رائعاً بكعبه في مرمى زامبيا هذا الشهر.
أخيراً، أتمنى أن ينحاز الإعلام المصري ولو قليلاً لنجم "مصري والله" يسطع في سماء الكرة الأوروبية، ويحتاج منا كل الدعم.