خسارة مهينة أضافها أرسنال لسجله الحزين أوروبيا ليصبح تأهله إلى دور الـ16 (الذي بات محطة الخروج المفضلة له) في محل شك كبير إذ سيتوجب عليه الحصول على 3 نقاط مثلا من بايرن في المباراتين المقبلتين.

بشكل شخصي وتحديدا في الموسمين الأخيرين لم أستطع الدفاع عن أرسين فينجر وحتى الحجج التي كنت أجدها منطقية ربما لأظل أقنع نفسي بها حتى قد نفذت تماما.

لا أكتب هذه الكلمات لأشرح فيه لماذا يجب أن يرحل فينجر أو لماذا خسر أرسنال.. إلخ فالأمر بات مكررا والأخطاء واضحة.

لكن ما دفعني لكتابة هذه الكلمات ربما كانت تصريحاته بعد المباراة، إذ استوقفتني جملة ربما كدت أتحول إلى هالك من شدة الغضب والاستفزاز.

فللمرة الثانية خلال 5 أيام أستمع لهذه النوعية من التصريحات بعد أن قال فتحي مبروك أنه يعرف أن أورلاندو يسجل أهدافا بنفس الطريقة التي سجل بها في شباك الأهلي.

..

فينجر قال نصاً "افتقدنا للتركيز الدفاعي".. هل تعرف يا عزيزي كم مرة قال الفرنسي العجوز هذه الجملة؟

هل تعرف منذ متى يقول أرسين فينجر هذه الجملة تحديدا؟ هل يعي أن هذا خطأ ربما عليه أن يصلحه منذ أن بدأ في استخدامه.

..

شاهدت إنفوجرافيك رائع نشرته صحيفة مترو البريطانية منذ أيام عن فينجر واستخدامه لجملة "القوة الذهنية" والتي قالها 317 مرة في أخر 16 عاما.

دفعني للبحث عن جملة "التركيز الدفاعي" التي يرددها فينجر في كل مؤتمر.. أقدم نتيجة بحث حصلت عليها كانت في 2001 عندما خسر أرسنال في هايبيري 4-2 من تشارلتون بالدوري.

لمدة 14 عاما فينجر يستخدم هذه الجملة كلما استقبلت شباكه أهدافا.. في 2005 قالها في 2006 قالها في 2008 قالها في 2009 و2010 و2015 وسيظل يستخدمها حتى 2020 لو منحنا الله الصحة الكافية لمتابعة أرسنال.

الغريب هو لو إن التركيز الدفاعي مشكلة كبيرة عند أرسنال أو مرض يطارده طوال هذه السنوات فلماذا لم يتدخل فينجر لحلها؟

أعتقد أن المشكلة الحقيقة تكمن هنا في من لا يجد الحلول لمشكلة تطارده لمدة 14 عاما مع فريق لم ينجح خلالهم في الفوز ببطولة الدوري سوى مرتين فقط.

المشكلة في المدرب العاجز عن إيجاد اللاعبين المناسبين لسد هذه الثغرات أو في تطوير "القوة الذهنية" لدى اللاعبين حتى يكونوا أكثر "تركيزا في الدفاع".

ربما أرسين فينجر كان رجلا مناسبا لمرحلة عصيبة مر بها أرسنال وأنا أؤمن بذلك كليا، لم يكن هناك أي مدرب سيفعل ما فعله هذا الرجل خلال مرحلة بناء الاستاد والانتقال من هايبيري.

لكن الآن لا أعتقد أنه الرجل المناسب لهذه المرحلة، وأعتقد أن تاريخه يُهان باستمراره مدربا لأرسنال خلال الفترة المقبلة وهذا أكثر ما أكرهه في فينجر حاليا.

أرسنال بات يعيش في "ديجا فو" تفاصيلها معروفة معه.