لم تكن المدة بين نهائي الكأس الذي خاضه الزمالك بكامل تركيزه وبين لقاء النجم كافية لاستعادة لاعبي الزمالك حالتهم الفنية والبدنية والنفسية والخروج من حالة النشوة. لكن فيريرا كرجل غربي أصيل لم يهتم.. لم يقرأ حالة لاعبيه البعيدة عن التركيز والحالة البدنية والفنية المتراجعة منذ صافرة البداية. ولم نغلق الملعب في انتظار يوم أخر يكون أكثر إشراقا.
فكان العقاب القاسي قبل النهاية بقتل كل آمال العودة في القاهرة بعدما تحولت الهزيمة لفضيحة خماسية.
السلاح ذو الحدين
فيريرا وبطريقته المعتادة وبتشكيله المتوقع بلا مفاجآت ولا تغيرات يبدأ لقاء النجم ب4-3-3 نفس تشكيل لقاء الأهلي ولكن يعود أحمد الشناوي لحراسة المرمي وحازم يعود للجهة اليمنى بدلا من الغائب توفيق.
ثبات التشكيل وطريقة اللعب هو أحد أهم مميزات فيريرا وعيوبه في نفس الوقت.
فيريرا تلميذ في مدرسة العظيم فيرجسون المدرب الذي يهتم بفريقه وطريقة لعبه شبه ثابتة لا يلعب علي كرة الخصوم ويحاول أن ينزل ليلعب بأسلوبه في كل المباريات. هذا أمر رائع في بطولات الدوري لكن في جولات خروج المهزوم لابد من اللعب على التفاصيل.
ربما هذا يفسر أن فيرجسون لم يكن ناجحا في بطولة كدوري الأبطال مقابل نجاحه المذهل في الدوري الإنجليزي.
اختيار توفيق للقاء الأهلي الأخير بدلا من حازم الذي يسبقه في ترتيب الظهير الأيمن واستخدام أسلوب اللعب السريع للأداء الهجومي ربما كانت المرة الأولى التي يلعب فيها فيريرا على الخصم.
بينما للأسف لعب فيريرا مباراة بحجم نصف نهائي بطولة قارية دون أي اهتمام بأي تفصيلة لدى النجم الساحلي.. لا ادري ما هي وظيفة المحلل الفني للخصوم في جهاز فيريرا والرجل نادرا ما يغير أي شيء من أجل الخصوم أي قراءة لهم إذن؟
الخروج من النشوة
بعد نشوة الفوز بالكأس والمدة القصيرة قبل لقاء النجم كان على فيريرا عدة أمور.
1-إظهار صرامة مع اللاعبين وهذا لم نره فخبر أخر تدريب كان المزاح بينه وبين باسم مرسي يتصدر الأخبار الواردة من تونس.
2-إجراء تغيرات علي التشكيل والدفع بثلاثة أو أربعة عناصر لديها دوافع أكبر ممن انتشوا بالفوز بالكأس.
3- اللعب بطريقة متحفظة خاصة بعد هدف أيمن حفني أو حتى بعد نهاية الشوط الأول وعدم الاندفاع للتعويض في ليلة بدا الزمالك فيها بعيدا للغاية عن الوصول لمرمى النجم.
فمت حيث حييت
ميتا خلقت ولم أكن قبله شيء يموت.. فمت حيث حييت.
لو كتبنا ورقه وبها أسباب فوز الزمالك بالدوري لبدأنا بالشناوي ودفاع الزمالك.
الزمالك امتلك هذا الموسم خط دفاع وحارس مرمى هو الأبرز في المسابقة المصرية لكن للأسف تم قتل الزمالك أمس عن طريق نقاط القوة لدى الزمالك.
ارتبك علي جبر وكوفي بشده وظهروا مذعورين امام بونجاح وقاموا بالتراجع امامه وفتح كل الخيارات له.
بينما كان طلبة وحازم خارج الخدمة تماما حتى أن طلبة حاول الهروب من اللقاء بعدما وصلت النتيجة لـ2-0 بينما اكتفى حازم بمحاولات هجومية رغم أداء الدفاعي الفضيحة.
ما زاد الطين بله.. علي طلبة ان معروف وكهربا باعوه تماما وثغرة الجهة اليسري في لقاء الاهلي كانت نفقا عبر منه النجم وقتما اراد بينما قدم البديل محمد عادل جمعة اداء سريالي وصل انه ربما لم يمرر كرة واحدة لزميل له في الزمالك.
غياب توفيق وإبراهيم صلاح
رغم أن إبراهيم صلاح لا يمتلك قوة في الالتحام كطارق حامد ولكن يجيد إبراهيم صلاح التحرك أمام علي جبر وكوفي وغلق منطقة عنق منطقة الجزاء بشكل أفضل كثيرا من طارق حامد.
وكان غياب توفيق بمجهوده وروحه ومعدلات استخلاصه العالية للكرة قاتلا للزمالك سواء في الجهة اليمنى أو في وسط الملعب بينما كان عمر جابر خفيفا في الالتحامات وإن ظهر في الشوط الثاني بشكل أفضل.
حفني بقايا القمر
أسوأ ما في هزيمة الزمالك هو أن هدف حفني الرائع تحول لهباء منثورا لن يذكره أحد. غير الهدف ظهر حفني بمستوى متميز للغاية الشوط الأول وللأسف لم يحمه الحكم من إرهاب لاعبي النجم الذين أشبعوه ضربا. لكن للأسف وكعادته اختفى في الشوط الثاني.
صدمة البداية بهدفين. ونجح حفني وحده وبمجهود فردي في إفاقة الزمالك منها بهدية من قدمه اليسرى الذهبية وكان على فيريرا التدخل وقراءة ما حدث في الربع ساعة الأول. والدفع بأوراق دفاعية والتأمين للخروج بأقل الخسائر بعد هدف حفني الغالي.
رهان فيريرا رغم بصمنا عليه جميعا بالخطأ لكنه ربما لو كنا في قارة أخرى غير إفريقيا لربما شهدنا له بالنجاح خاصة أن حازم استطاع الوصول بهجمة منظمة واستحق ركلة جزاء كانت ستعادل للزمالك النتيجة وتجعل النجم يلعب بـ10 لاعبين لكنها طبيعة التحكيم في ماما إفريقيا.
وكان على حازم اللعب بجدية أكبر على المرمى خاصة أنه حاول مرتين الحصول على ضربة جزاء وهو اختيار يبدو غريبا جدا في إفريقيا. الزمالك يشارك إقليميا منذ حوالي 50 عاما.. أنا لا أتذكر له ضربات جزاء خارج الأرض تتعدى الثلاثة أو الأربعة.
التغييرات الاضطرارية
الدفع بعادل جمعة بدلا من طلبة بعد الهدف الثالث لم يحسن أو يسيء الأمر فالأثنين قدما أداء صفري. بينما كان تغيير الوسط الثاني هو خطيئة فيريرا الكبرى خاصة أنه غير طريقة اللعب لـ4-2-3-1 باندفاع هجومي أكبر بالدفع بمصطفى فتحي بدلا من معروف الصفر الآخر.
بينما حاول فيريرا التنشيط بحمودي بدلا من حفني المختفي.
ربما كان غياب توفيق وإبراهيم صلاح سببا في قيام فيريرا بالمغامرة فلم تتوافر للرجل أي أوراق أخرى للتأمين إلا ربما كان تغيير تركيبة الخط الخلفي للاستفادة من كوفي في وسط الملعب أو اللعب بثلاثة مدافعين وهو ما خشى منه البرتغالي.
ربما لو تأملنا في التغييرات وقائمة المباراة لاكتشفنا أن التغيير الأول لم يكن التغيير الاضطراري الوحيد وربما كانت كل التغييرات اضطرارية.
الجريمة والعقاب
النجم كان اكتفى بثلاثية الشوط الأول ورضي بها.. لكن الكرة التي أعطتنا طوال الموسم أدارت لنا وجهها.. تماما فأعطت النجم أكثر مما اكتفى وتسبب الشناوي بشكل مباشر في الهدف الرابع والخامس ليجعل من العودة في القاهرة دربا من الخيال.
كلمات سريعة
- أستطيع أن ألهب حماسك بقصص عن العودة وروح خوانيتو وكل قصص العودة ولكن الحقيقة العارية أننا سنلعب العودة بملعب خالي من الجماهير ودون أي ضغط على الحكام لذا ربما كان الهدف الواقعي هو تحسين صورة الزمالك وإثبات أن الزمالك لم يكن يستحق تلك الفضيحة في تونس.
- لا يوجد فريق في العالم يعادي جماهيره خاصة لو كانت رائعة ووفية ومخلصة كجماهير الزمالك. ما حدث من إدارة الزمالك في الإبلاغ ضد الجماهير في تونس جريمة تاريخية ووصمة عار.
- الاهتمام بالمنتخب العسكري هو علامة من علامات التخلف.