مبدئياً إن لم تكن مقتنعا بأن مجلس إدارة نادي الزمالك الحالي يعتبر (حتى الآن) ناجحاً و لن تعتبره كذلك أبداً طالما على رأسه مرتضى منصور لأسباب شخصية او أخلاقية من وجهة نظرك أو بعيدة عن الموضوع (اللي هو أداء مجلس إدارة نادي في نفس النادي) فأرجوك لا تقرأ هذا المقال فنحن في جزيرتين منعزلتين فكرياً ولا توجد أرضية نقاش مشتركة بيننا.. لا أمنح بتلك الكلمات أفضلية فكرية لي عليك أو لك علي بل أقر ما نحن عليه الآن كما هو.
لماذا نفترض أولاً أن مجلس إدارة الزمالك الحالي ناجحا؟
ببساطة .. يعتبر الإنسان ناجحاً في أي مهمة حينما يحقق أهدافه فيها. ولأنه لا يوجد نجاح مطلق ولأن الأهداف دائماً تتغير وتتجدد فنقوم باستخدام مصطلح "ناجح" عندما نقوم بتقييم أداء شخص ما في مهمة ما من بدايتها وحتى لحظة التقييم.
فنجد الأهداف المرحلية قد تحققت أو على الأقل تسير وفق الجدول الزمني المحدد سلفا.
إذا اعتبرنا أن مهمة أي مجلس إدارة لأي ناد هي العمل على مواطن الضعف وتعزيز مواطن القوة من أجل الوصول لأهداف النادي فأنا أدعي أن مجلس إدارة الزمالك الحالي بقيادة مرتضى منصور قد سار على هذا الدرب.
ما هي مواطن الضعف في جسد الزمالك؟
الحقيقة أن أزمات الزمالك مترابطة ومتشابكة ويصب كل منها في الآخر ويؤدي كل منها إلى الآخر.. الأزمة المالية المزمنة مثلا تحجم قدرة النادي على إتمام تعاقدات قوية مع لاعبين جيدين كما تعسر توفير المستحقات المالية بشكل منتظم لللاعبين الحاليين مما يؤدي لاستحالة استقرار الفرق الرياضية نفسياً وبالتالي رقميا.
هل استطاع المجلس الحالي التغلب على هذه النقطة؟
الإجابة نعم بإبرام عقد رعاية قوي. بشروط مميزة مع شركة بريزينتيشن (اللي عايزه تدي الدوري للزمالك) بالإضافة للرهان الصعب على تعويض رحيل نجم الفريق محمد عبد الشافي بكوكبة اللاعبين الجدد بشكل لن يؤثر على حظوظ الفريق في المنافسة على البطولات.
هل نجح المجلس في الرهان؟
الإجابة نعم، فقد حافظت السيولة المادية على استقرار الفريق فلم يشتك لاعب من تأخير مستحقاته. بالتالي لم يشعر لاعب بأي فوقية على النادي (بل كانوا يبكون عند الرحيل).
وبالتالي تماسك الفريق رغم الظروف الصعبة من تغيير مدربين و توقف المسابقة (لكارثة الدفاع الجوي) واستعاد نفسه و فاز بالدوري كما استفاد الزمالك من القيمة المادية لبيع محمد عبد الشافي في تدعيم الفريق للسنه الثانية على التوالي. بل وقام المجلس هذا الموسم بتدعيم نفس مركز عبد الشافي بأفضل لاعبين متاحين في السوق المصري حاليا. إذن نجاح مالي أدى لنجاح كروي ساهم في تدوير عجلة النجاح الرياضي عموماً بتعاقدات قوية في كل اللألعاب بشكل أدى لطفرة حقيقية في مستوى الألعاب جميعاً في وقت قياسي نتيجة لهذا الاستقرار.
هل كانت الأزمة المادية فقط هي موطن الضعف الوحيد؟
الأجابة لا فقد توفر للزمالك في بعض الأوقات سيولة مادية .. وقتها كان يواجه الزمالك مشكلتة الثانية. سوء إدارة الموارد.
كانت الإدارات السابقة تنفق مبالغ جبارة في غير محلها ثم تدفع ثمن ما أنفقته من ضعف في كل الألعاب الجماعية بما فيها كرة القدم نفسها التي تم الإنفاق العشوائي فيها. بل ويضرب النادي زلزالا في كل موعد تسديد أي مستحقات أو حتى توفير المرتبات الشهرية للعاملين.
هل هو سوء الأدارة فقط؟
الإجابة لا بل وانعدام إرادة النجاح ايضاً. في أوقات كثيرة لم تكن الأهداف بهذة الصعوبة مادياً.. كانت تحتاج فقط لشيء من الإصرار على إتمامها بالتركيز والعمل المتواصل. لكن هيهات.
ففي السابق كانت تعيش مجالس الإدارات حياة سعيدة (مرحرحة) حيث لا داعي للتعجل لا داعي لبذل مجهود مضاعف لا داعي للإصرار على إتمام شيء مادامت هناك صعوبات.
وبالتالي لا داعي للنجاح اصلا.. أما المجلس الحالي فيعيش أيام غير سعيدة نظراً للرتم العالي جداً في العمل والإصرار على إنجاز الكثير من الأمور بإمكانيات بسيطة في توقيتات قياسية.
قديماً كان يكفي اي مجلس ادارة تحقيق شيء واحد .. اي شيء .. ليعيش عليه ما تيسر من الوقت اما الآن فقبل أن ترتاح من إتمام مهمة ما توكل إليك الأخرى.
هل تعاقدنا مع إبراهيم صلاح؟ نريد طارق حامد ايضا.. هل جئنا بمحمد كوفي وعلي جبر وأحمد دويدار؟ حسناً لن تنتهي فترة الانتقالات تلك بدون إسلام جمال.
هل تمتلك وفرة في لاعبي وسط الملعب؟ نعم لكن نريد صالح جمعة. وإن فشلت؟ نحاول في السولية.. وإن فشلت نقاتل على إبراهيم عبد الخالق.. و بعد أن نجحت؟ نستكمل محاولات ضم ريكو في يناير.
هل تعاقدنا مع محمد إبراهيم ونمتلك مصطفى فتحي وأيمن حفني؟ هل يكفي هذا؟ لا.. نريد كهربا.. وبعد كهربا؟ نريد أحمد رفعت.. وماذا لو فشلت؟ نضم حمودي.. هل يعني هذا التخلي عن شيكابالا؟ لا سنساعد إبن النادي في العودة للملعب حتى لو لم نكن المستفيدون الرئيسيون.
سابقا وفي مجالس أخرى كان يكفي التعاقد مع لاعب وسط ملعب واحد لافتراض أن كل مشاكل الهجوم والدفاع والباك رايت قد حُلت.. لكنه لاعب وسط!! مش بيلعب بيمينه؟ أيوه .. يبقى يمشي باك رايت.
هل من مواطن ضعف أخرى؟
دعني أجيب سؤالك بسؤال.. هل كنت دائم المتابعة للبرامج رياضية قبل وجود المجلس الحالي؟ افترض أن إجابتك نعم وبالتالي وبالتأكيد قد لاحظت التطاول المستمر من كل من هب و لم يدب حتى على الزمالك.
هل تتابع برامج رياضية الآن؟
إن كانت إجابتك بنعم فأنت بالتأكيد تلاحظ الفارق بدون شرح أو لت أو عجن.. ألا تعتقد أن نجاح الزمالك مدعوماً بهذه القوة الإعلامية المستمدة من الإصرار العجيب لمرتضى منصور على خوض كل المعارك الأعلامية دون استسهال أو تباطؤ؟
هل تعترض على اسلوب الرجل؟
أنا أيضاً اشاركك الاعتراض.. هل تعترض على خوض بعض المعارك اصلا؟ يبدو أننا سنتفق مرة أخرى و لكن هل للإعلام هذا التأثير المهم؟ حان الوقت لتتفق أنت معي. ألا تتذكر كم البرامج الرياضية التي تبنت خلق مشاكل و ايقاع عقوبات وإشعال أزمات داخل الزمالك أم تريدني ان أذكرك؟ هل تستطيع أي من تلك البرامج فعل نفس الشيء اليوم؟ أترك لك الإجابه لمن تطاول على الزمالك فحرم من إذاعة مباراة قمة لم يكن الزمالك هو صاحب الأرض فيها.. تستطيع مد الخط على استقامته كيفما شئت.
وماذا ايضاً؟
ثورة الأنشاءات ..
ولكنها لا تعنيني كمشجع ..
نظرياً نعم ولكن دعنا نتعمق أكثر في الأمر.. إنشاءات أفضل تعني نادي اجتماعي أفضل تعني اشتراكات أكثر وأعلى سعراً تعني بالإضافة للتدعيم المادي تجميل الصورة الذهنية للزمالك والتي تخدم النادي تسويقياً وبالتالي مادياً وهكذا.. فالدائرة مغلقة.
أراك تنظر إليّ بخبث تنتظرني أن أذهب لنقطه معينة.. حسنا إلى هذه النقطة مباشرة.. إن كنا نتحدث عن مجلس إدارة يرأسه مرتضى منصور فلا يمكننا تجاهل السؤال عن الرجل نفسه.. عن مرتضى منصور.
ماذا تغير في مرتضى منصور من 2005 الى 2015 ليتغير أداءه و نتائجه بهذا الشكل؟
في الحقيقة إجابة هذا السؤال لا تبدو سهلة فإرجاع كل من تغير أداءه لتعلمه من أخطاء الماضي هو استسهال مُخل كما أنني لازلت أرى الكثير من أخطاء الماضي لم تتغير بل و تطل برأسها من آن لآخر.
لكني أستطيع بسهولة أن أرصد التغيير الكبير في الوجوه التي يسمع لها ويعتمد عليها مرتضى منصور للأفضل والأنضج والأكثر شباباً و حيوية بل وإخلاصاً.. اصبح الرجل يسمع أكثر لأن من حوله يستحقون أن تسمع لهم اكثر فانعكس هذا على أشياء كثيرة.
هل يكفي ما تم انجازة؟
الإجابة على هذا السؤال هي دائما لا.. فاللحظة التي تتحدث فيها بهذا الشكل هي اللحظة التي يقرر فيها منحنى أداءك الغطس داخل منطقة الجزاء مرتدياً القميص رقم 22..
هل سينجح نفس المجلس في عامه الثاني؟
الله اعلم وإن كنت أعتقد أنه لو تكرر نفس الأداء ستتكرر نفس النتيجة.
أخيراً عزيزي القاريء.. إن كنت ستتناسى كل ما قرأت من حقائق و تتمسك برأيك في فشل المجلس الحالي نظراً لمعاداتك الأبدية لمرتضى منصور لأسباب شخصية أو أخلاقية من وجهة نظرك أو بعيدة عن الموضوع (اللي هو أداء مجلس ادارة نادي في نفس النادي) أو لأن قانون ما بعقلك يؤكد أن كل ما اقترن بمرتضى منصور خطأ بوّاح. فأنا أعتذرلك على وقتك الضائع في قراءة المقال لكن لا تنسى أنني حذرتك من البداية.
للتواصل مع الكاتب عبر تويتر..