لم يكن هناك أي مبرر للفعل الذي أقدم عليه المدرب بعد دقائق من خسارة الفريق أمام كان، عندما أعلن رحيله عن النادي بعد أن فقد الثقة في الإدارة.
ولم يزل بييلسا الشكوك حول مسألة بقائه مع الفريق من عدمها، وذلك خلال المؤتمر الصحفي الأول له في الموسم الجديد يوم الخميس الماضي.
وتولي بييلسا مقاليد الأمور الفنية لمارسيليا الموسم الماضي براتب شهري 19 ألف يورو، الحد الأدنى لراتب أي مدرب، وهو ما كان يسمح له بإمكانية فسخ عقده في أي لحظة.
وفي محاولة من جانبه لإقناعه بالبقاء، عرض رئيس النادي، فينسنت لابرون، تجديد عقد بييلسا حتى عام 2017 مع زيادة راتبه، وتم الاتفاق على كل شروط العقد بين الطرفين.
ولكن قام المدير العام للنادي بتغيير بعض بنود العقد في وقت لاحق، حيث أكد بييلسا لاحقا أن هذا التصرف هو ما دفعه للاستقالة.
وأكد المدرب خلال المؤتمر الصحفي "لم أعد أثق في الإدارة، ولا يمكن العمل قدما بهذه الطريقة". ونفى بييلسا أن يكون الدافع وراء الاستقالة ماديا أو نتيجة لتواصل المدرب مع أي ناد أو منتخب آخر لتدريبه.
واكتفي بالإشارة في هذا الصدد "عملي انتهى هنا، سأعود إلى بلادي".
يذكر أن بييلسا ترك انطباعا جيدا لدى جمهور مارسيليا وتحول إلى رمز بالنسبة لهم، بفضل طريقة لعبه الممتعة وتخطيطه الواضح فضلا عن أسلوبه الخاص في إدارة المباريات وهو ما أعاد الأمل لجمهور نادي الجنوب الفرنسي.
واستطاع بييلسا كسب الرهان أمام إدارة النادي وترك الفريق وهو في مركز قوة مدعوما بحب الجماهير واحترام اللاعبين الذين لم يكفوا عن مدح الأرجنتيني "المجنون" والتقدم الملحوظ الذي شهده الفريق منذ قدومه.
وفي النهاية، وضع المخضرم الأرجنتيني حدا لمغامرته مع فريق مارسيليا والتي استمرت لمدة 14 شهرا شهدت حالة من الشد والجذب مع الإدارة ونتائج رياضية متواضعة، ولكن في المقابل شهدت حبا كبيرا من الجماهير.
واستطاع مارسيليا أن ينهي النصف الأول من الدوري الفرنسي الموسم الماضي وهو بطل الشتاء، بعد أن اكتسح منافسيه في 8 مباريات متتالية، ولكنه أنهى الدوري رابعا على بعد خطوة من التواجد في دوري أبطال أوروبا.
ورغما عن ذلك، ترك بييلسا بصمته على الدوري الفرنسي بأسلوب لعب الفريق الجميل والضغط العالي على المنافسين، وهو الأسلوب المفتقد في الدوري الفرنسي، فضلا عن إجماع كل زملائه المدربين تقريبا على قدراته التدريبية.
ولكن في الوقت ذاته، ترك المدرب الفريق بشكل مفاجئ وهو الأمر ذاته الذي تكرر مع فريق إسبانيول عام 1998 بعد خمسة أشهر فقط قضاها مع النادي الكتالوني.
وقال المدرب أن السبب وراء ذلك حينئذ كان العرض المقدم له لتدريب المنتخب الأرجنتيني "حلم حياتي" على حد وصفه.
وبعد مرور ست سنوات، فسخ بييلسا تعاقده مع المنتخب الأرجنتيني بعد خلافه مع رئيس اتحاد الكرة للتانجو آنذاك، خوليو جروندونا، حيث اتهمه بالتخلي عنه في صراعه مع الأندية الأوروبية التي رفضت التخلي عن لاعبيها للمنتخب الوطني.
وأبرزت الصحافة الأرجنتينية حينئذ أن تلك هي الحادثة الأولى من نوعها منذ 30 عاما التي يستقيل فيها مدرب من تدريب المنتخب.
وبالطريقة ذاتها ترك تدريب المنتخب التشيلي بعدما أعلن المسئولون وقتها أن بييلسا مستمر في قيادة منتخب لاروخا، ولكنه ترك المنتخب نتيجة خلافاته المعتادة مع مسيري الكرة في تشيلي.
وبعد موسم كبير مع نادي أتليتك بلباو الإسباني، كانت مغامرته الثانية في إسبانيا على وشك الانتهاء بشكل مفاجئ أيضا بعد مرور عامه الأول.
وقبل بدء الموسم الثاني، دخل بييلسا في خلافات مع إدارة النادي ولكنه أكمل عقده حتى نهاية الموسم، ولم تجدد إدارة النادي تعاقده بعد تراجع النتائج خلال ذلك الموسم.