أحمد نجيب

تحليل أهلاوي – سياسة فتحي مبروك

خطة اللعب التي بدأ بها الأهلي مباراة إنبي قبل أن تتغير خلال المباراة هي السابعة في أخر 4 مباريات وخلال 12 يوماً فقط لا غير وذلك بمشاركة 21 لاعب علي مدار تلك المباريات الأخيرة.<br>
الإثنين، 03 أغسطس 2015 - 20:55
خطة اللعب التي بدأ بها الأهلي مباراة إنبي قبل أن تتغير خلال المباراة هي السابعة في أخر 4 مباريات وخلال 12 يوماً فقط لا غير وذلك بمشاركة 21 لاعب علي مدار تلك المباريات الأخيرة.

تشكيل الفريق لا يشهد تدويراً فعلياً للاعبي الأهلي. على سبيل المثال شارك سعد سمير وحسام غالي ووليد سليمان في المباريات الأربع كاملة رغم كون الأخيرين هما الأكبر سناً في الفريق.

في النماذج العالمية من الفرق وفي الظروف المشابهة تتم عملية التدوير عن طريق تثبيت طريقة لعب الفريق والتبادل بين لاعبين فقط في كل مركز بحسب مدي أهمية المباراة وتأثيرها علي مسيرة الفريق في البطولات المختلفة..

لكن في الأهلي الوضع جاء مختلفا. وهنا القضية.

ماذا فعل الأهلي لمواجهة إنبي كأفضل إعداد ممكن قبل الأدوار الحاسمة من كأس مصر والكونفدرالية؟

واصل فتحي مبروك المدير الفني للفريق الأحمر تعديلاته الكثيرة علي التركيبات الهجومية للفريق مع تدوير اللاعبين في التشكيل الأساسي في أضيق الحدود.

دخل المباراة بطريقة لعب 4-4-2 بشكلها التقليدي مع تعديل طفيف في مركز الجناح الأيمن الذي شغله مؤمن زكريا وجاء التشكيل مُكوناً من أحمد عادل في حراسة المرمى ومن أمامه الرباعي باسم علي سعد سمير شريف حازم وحسين السيد، وتكون خط الوسط من مؤمن زكريا حسام غالي حسام عاشور ووليد سليمان، ثم هجوماً عمرو جمال وأحمد عبد الظاهر.

وبالتالي تصبح النتيجة المنتظرة في ظل خطة لعب تقليدية في حد ذاتها ولكنها جديدة علي الفريق في الوقت نفسه، ولا يدعمها إلا لمحة تكتيكية وحيدة عن طريق الدفع بمؤمن زكريا في مركز Inside Winger، هي عجز الأهلي تماماً عن اختراق صفوف إنبي طوال المباراة ولم يسجل إلا من كرة ثابتة وببراعة فردية من عمرو جمال..

الـinside winger هو ذلك اللاعب الذي يبدأ المباراة علي الجناح ثم يتحول تدريجياً لداخل الملعب من أجل تركيز مجهوداته في صناعة اللعب بين خطوط المنافس أو يتحول ليصبح المهاجم الخالي من الرقابة.

يتم استخدام هذا اللاعب في الفرق التي تعتمد استراتيچية الاستحواذ علي الكرة وتدويرها بكثافة مما يعطيه الوقت والمساحة اللازمين للانطلاق في أنصاف المساحات التي تم خلقها فيما بين خطوط المنافس.

عندها تظهر أهمية رؤيته الجيدة في اختيار المكان الذي سيتحرك إليه من أجل استلام الكرة أو لصناعة الفارق العددي لمصلحة فريقه في منطقة ما من الملعب وعند ذلك ينفرط عقد دفاعات الخصوم من أجل تتبع حركته وبالتالي تتواجد المساحة المطلوبة لزملائه سواء كان المهاجمين أو الظهير المتقدم.

هل فعل مؤمن زكريا أي مما سبق ذكره؟ هل دَعمه المدير الفني ليفعل ذلك من أجل كسر وفتح خطوط المنافس؟ الإجابة لا، أو ربما مرة وحيدة شَهِدت تضييع الظهير المتقدم باسم علي لأحد أخطر فرص المبارة..

نقاط سريعة..

• خرج المدير الفني للأهلي فتحي مبروك بعد لقاء إنبي بتصريحات تَنُم عن إعجابه بأداء الفريق في مباراة إنبي وإسناد نتيجة التعادل لعدم التوفيق فقط لا غير.

ليس ذلك فحسب بَل زاد الشعر بيتاً بتشبيه أحداث وسير اللقاء بمباراة كأس السوبر الألماني بين بايرن ميونيخ وفولفسبورج مع الإشارة إلي أن فريقه يشبه الفريق البافاري في عدم توفيقه في التسجيل من الفرص العديدة المتاحة..

جاء من الجانب الأخر تصريحات من وائل جمعة مدير الكرة تدل علي ضيقه الشديد من الأداء والإجهاد بسبب تعاقب المباريات علي الفريق مما أدي لإصابة سعد سمير وباسم علي وإحتمالية غيابهما عن مباراة النجم الساحلي المصيرية في الكونفيدرالية.

--

• محمد نجيب وإن اختلف الكثيرون حول مستواه إلا أن الانسجام بينه وسعد سمير كافٍ لحل مشاكل عمق دفاع الأهلي، هدف إنبي العالمي جاء من لقطة ارتباك متكرر بين قلبي الدفاع.

• ثلاث فرص محققة لإنبي من خلف ظهيري الجنب، تكفل باسم علي بإخراج إحداها من أمام المرمي مباشرة في لقطة المباراة الدفاعية الأولي.

• الأخطاء الفادحة المتكررة من طاقم التحكيم عموماً والمساعدين تحديداً رغم بُعد المباراة عن الضغوط التنافسية المعتادة.

• وليد سليمان يستحق البطاقة الحمراء لتدخله بكلا القدمين علي محمود توبة في الشوط الأول، فيما يستحقه صلاح سليمان كذلك لتدخلاته العنيفة علي حسام عاشور وعمرو جمال مرات عديدة.

• ضربة حرة مباشرة في الدقيقة 30 من الشوط الأول من نفس مكان هدف مؤمن زكريا الثاني في الزمالك، يتركها مؤمن ليقوم وليد سليمان بتسديدها خارج المرمي علي سبيل المصالحة بعد غضب وليد منذ مباراة القمة!

في أوروبا والدول المتقدمة يحدد المدير الفني قائمة مسددي الركلات الثابتة باختلاف أنواعها..

• يبقي الفريق البترولي أحد أفضل فرق البطولة تماسكاً علي مستوي خطوط الفريق الثلاثة داخل الملعب بصفة عامة.

ويزيد ذلك التماسك كلما ارتفع مستوي المنافس وبدأ في مهاجمته تدريجياً مثلما فَعَل كل من الأهلي والزمالك أمام إنبي في الدور الأول وكانت الخسارة من نصيب كليهما.

بينما تصعب مهمته تماماً كلما واجه فريق أقل منه في المستوي ويلزم مناطقه الدفاعية بقدر الإمكان مما يضطر الفريق البترولي لفتح خطوطه والخروج لمهاجمة المنافس بعدد كبير من اللاعبين.

عندها يفقد الفريق أهم مميزاته وهي تقارب خطوطه لدرجة التلاحم وتماسكها كوحدة واحدة مما يصعب من عملية اختراقها.

بالتالي يصبح من الصعب كسر أي من تلك الخطوط من قِبَل أي منافس كبير إلا بتقديم أداء استثنائي يَغلُب عليه الابتكار من المدير الفني والإلتزام من اللاعبين..

• تبديلات الأهلي الثلاثة ساهمت في تغيير الشكل الخططي للفريق مرتين جديدتين، وإن ظل الثابت الوحيد هو سلبية استحواذ الفريق علي الكرة مع الاعتراف بقدرة اللاعبين علي استرجاع الكرة من الخصم سريعاً وهو ما يُحسب للمدير الفني بكل تأكيد.