القالب الثابت بـ4-3-3 الذي صمم عليه فيريرا في كل المباريات حتى التي لم تكن تحتاج لهذه الطريقة ليكون فريق ذو طابع لعب كلما مضت مباريات الموسم واعتاد اللاعبون على الطريقة خاصة لاعبي الوسط توحش الزمالك وأعاد لنا ذكريات زمالك أكثر فرق القارة تتويجا في القرن العشرين.
الزمالك نجح في إحراز ثاني انتصار للفرق المصرية في ملاعب جنوب إفريقيا بعد انتصاره الماسي والحصول علي كاس السوبر على الأهلي كأس السوبر 16 يناير 1994 في جوهانسبرج بصاروخ أيمن منصور.
زمالك التسعينات كان ذو شخصية افريقية طاغية وفيريرا الذي يقود الفريق الأبيض في مسيرة إفريقية ناجحة بثلاثة انتصارات خارج الديار يستعيد الروح ليعود الزمالك لأفريقيا بوجه مغاير كعنقاء اقتربت من الشمس وأحرقت ريشها القديم لتستعيد شبابها وقوتها.
الأسئلة الصعبة والإجابات السهلة
فيريرا وبنفس الطريقة المعتادة 4-3-3 وبنفس تشكيل لقاء الإسماعيلي عدا الدفع بأحمد سمير بدلا من حازم إمام.
غياب جابر وحازم كان سؤالا صعبا لفيريرا وكعادة البرتغالي المخضرم يلجأ للحلول المباشرة التي تحافظ على نفس طريقة اللعب. فهو يضع استراتيجية للفريق مهما تغيرت الأسماء يبقى الأسلوب ثابت.
فغياب جابر في وسط الملعب عن لقاء الإسماعيلي عوضه بمعروف وغياب حازم عن لقاء أورلاندو عوضه بنقل طلبه للظهير الأيمن والدفع بأحمد سمير في الظهير الأيسر.
أحمد سمير قدم مستوى حمل لنا إجابة واضحة عن سبب دفع فيريرا بحمادة طلبة كظهير أيسر.
مستوى أحمد سمير دفع بفيريرا لتكليف كوفي بالتغطية معه ومساندته للحد من خطورة أورلاندو في الجهة اليمنى خاصة أن إريك تانكلر ذاكر فريق الزمالك جيدا وركز علي نقطة الضعف وهي مركز الظهير الأيسر.
ومن هنا أتت أخطر كرة لأورلاندو في الشوط الأول الذي ردها قائم الشناوي مبكرا قبل انتهائه بهجمة أخرى خطيرة من هدية سمير لكن حمادة طلبة قام بتغطية عكسية فوق العادة وقام بالضغط علي مهاجم أورلاندو ليضيع الانفراد بجوار القائم.
باستثناء هديتين أحمد سمير لأورلاندو لم يستطع أورلاندو تشكيل خطورة على مرمي الشناوي في الشوط الأول رغم السيطرة شبه الكاملة لأورلاندو.
الزمالك وإغلاق المساحات
الزمالك يعتمد علي أسلوب دفاعي مع فيريرا يختار فيه غلق المساحات وغلق منطقة الجزاء دون ضغط وهي طريقة تتشابه مع طريقة دفاع تشيلسي كمثال تقريبي من الكرة العالمية.
لذا في أحيان كثيرة يزداد زمن استحواذ المنافس على الكرة لكن تبقى الخطورة الحقيقية في الانفرادات أو الحصول على مساحات للتسديد من مسافات قريبة.
ولكن يجب تحسين الأداء الدفاعي باستخدام الأوراق الهجومية في الضغط على الفرق التي تلعب بصانع ألعاب متأخر تركهم يلعبون بحرية يشكل خطورة كما حدث مع هاني سعيد في المقاصة وحدث امس مع عيسى سار في أورلاندو وسيحدث في لقاء الاهلي في حالة ترك مساحة وزمن لحسام غالي بدون ضغط.
ما عاب الزمالك في الشوط الأول هو غياب أي شكل هجومي للفريق وهو أمر يتكرر كثيرا للأسف مع زمالك فيريرا، وفي احيان كثيرة يبدأ الزمالك اللقاء من الشوط الثاني أو بعد نصف ساعة من الشوط الأول.
بوجود طلبة بدلا من حازم في الجهة اليمني مع حفني فقد الزمالك جبهته القوية ومصنع انتصاراته خاصة أن أحمد عيد في الجهة الأخرى كان يقدم أداء سلبيا للغاية.
وفي وجود سمير ففقد الزمالك مفاتيح لعبه في الشوط الأول وشعر باسم مرسي بالوحدة في آخر ثلاثين ياردة دون مساندة حقيقة. ومر الشوط الأول ثقيلا.
ويحسب لفيريرا فيه قيام كوفي بغلق الجهة اليسرى خلف سمير ويحسب له قدرة الفريق على نقل الكرة وتدويرها وهو ما يستهلك الخصم في حالة قيامه بالضغط على الزمالك وجود معروف يوسف ساعد كثيرا في قدرة الفريق علي تدوير الكرة والخروج بشكل سليم من محاولات أورلاندو للضغط.
شوط فيريرا
رغم توقعنا أن التفوق البدني للزمالك الذي يلازمه في المواجهات المحلية ويمكنه من رقاب فرق الدوري في الشوط الثاني لن يكون حليفا له في جنوب إفريقيا إلا أن زمالك فيريرا خالف التوقعات وتفوق بشكل مذهل في الشوط الثاني.
من بداية الشوط الثاني تحركت خطوط الزمالك الثلاثة للأمام وجدنا توفيق ومعروف وحفني على حدود منطقة جزاء المنافس.
فيريرا يدفع بمصطفى فتحي بدلا من عيد وينتقل حفني للجهة اليسرى ويأتي فتحي في الجهة اليمنى ليشعل اللقاء.. وحصل الزمالك بالفعل على فرصتين مؤكدتين لباسم مرسي الأولى من بينية حفني الرائعة سددها بشكل جيد بيمينه بجوار القائم والثانية من جملة فيريرا في الضربات الركنية وتعامل معها بشكل سيء برأسه.
كرتان جديدتان كانتا اشباه فرص لكن باسم المتأثر بما يشاهده في beIN Sports حاول أن يسدد علي الطائر والأخرى حاول فيها خداع الحكم.
باسم وحسام حسن
باسم عليه مشاهدة تلك اللعبتين بالذات والابتعاد عما يشبههما. فهو يبذل مجهودا كبيرا ويمتلك العديد والعديد من الحلول والمزايا ويتبقى فقط عليه إزالة بعد الرتوش.
عليه أن يدرك أن حسام حسن مهاجم مصر التاريخي ورقم 1 ربما لم يحرز في حياته عشرة أهداف رائعة لكنه سجل العديد والعديد من الأهداف الحاسمة والمفيدة. العب السهل والمباشر يا باسم وستكتب التاريخ.
كرة باسم التي حاول فيها خداع الحكم ارتدت كرة شبيهة لها لمهاجم أورلاندو البديل الذي هز شباك الشناوي من أول لمسة بمسؤولية مشتركة بين طلبة الذي تراجع أمام من مرر الكرة وعلي جبر الذي قطع اللاعب من خلفه وكوفي الذي لم ينتبه لتحرك مهاجم أورلاندو ليغطي خلف جبر.
الهدف كان صدمة خاصة أن الزمالك كان أفضل كثيرا في الشوط الثاني وكنا ننتظر هدفا للأبيض فجاء باللون الأسود.
ضغط مزدوج من معروف وحفني ينجح فيه معروف في الاستخلاص ويمرر لباسم الذي يقوم بأفضل لقطاته في اللقاء فيحتفظ بالكرة تحت ضغط بشكل رائع ويقوم بفتح زاوية التمرير والتسديد لنفسه ويختار الخيار الأفضل بالتمرير لمعروف.
ما فعله باسم وتغلبه على حاسة الأنانية التي تلازم كل المهاجمين الكبار أمر رائع ويحسب له للغاية.
أكثر مما ارتضينا
فيريرا يختار التأمين بالدفع بطارق حامد بدلا من حفني ليظهر قانعا بالتعادل لكن كانت الكرة كريمة عادلة فأعطت للزمالك ما استحقه من البداية ومن هجمة عنترية لعلي جبر استطاع مصطفى فتحي نجم الشوط الثاني تكليل مجهوده بهدف رائع ربما تسبب في ظهور حارس مرمي جنوب إفريقيا في إعلانات رمضان القادمة لبناء مستشفي لعلاج فقرات الظهر.
أخر تغيرات فيريرا بالدفع بخالد قمر بدلا من باسم مرسي لم يكن به جديدا إلا أن محاولة خالد قمر في إحراز هدف "لوب" من منتصف الملعب تسببت في إفطار مبكر للعديد من جماهير الزمالك.
لقطات الأمتار الأخيرة
الدقائق الأخيرة شهدت لقطتين يستحقا الوقوف أمامها الزمالك يغلق منطقته جيدا والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة ويتطوع حمادة طلبه بفرملة تتسبب في خطأ خطير لا داع له.
طلبة كان من المجيدين في اللقاء لكن افتقاده لذكاء الملعب وقيامه بإهداء الخصوم أخطاء مجانية دون اضطرار أمر خطير للغاية.
ويبدو أنه لم يتعلم مما حدث في لقاء بتروجيت والمقاصة وهو ما تسبب في غضب إبراهيم صلاح منه.
اللقطة الأخيرة اخطأ فيها سمير من البداية فتسببت في خطورة على مرمى الزمالك. لكن عرين الأبيض يحرسه الشناوي.
كلمات سريعة
قد يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر (ستانلي)