خاصة وأن أي متابع للكرة المصرية إذا وزن الجولة بين مواجهة الزمالك بالسويس والأهلي بالقاهرة ستميل الكفة لتقليص الفارق للفريق الأحمر.
لكن جمهور الزمالك الذي تذوق "الكنافة بالمانجا" مع نهاية مباراة الأهلي جعل الهدف القاتل لبتروجيت يشبه طعم "الإسكنشايزر".. وهو شيء غير مفهوم سنحاول توضيحه.
الزمالك تعثر في الشوط الأول بطريقته المعتادة 4-3-3 ولم يجد الطريق للسيطرة على اللقاء رغم أن فيريرا اختار أفضل العناصر من وجهة نظره.
ورغم أن الزمالك لعب بثلاثي الوسط إبراهيم صلاح وعمر جابر وأحمد توفيق لكن لم يفرض الأبيض سيطرته على وسط الملعب، فمال توفيق بشكل مبالغ فيه للجهة اليمنى ولعب بجوار الخط تماما وهو ما أثر سلبا على أداء وسط الزمالك دفاعيا وهجوميا خاصة في ظل حاجة حازم إمام لمساحات للانطلاق.
خريطة تحركات توفيق
لكن التصاق حفني وتوفيق على الخط في الشوط الأول خنق حازم إمام وجعل الثلاثي الأبيض يراقب بعضه. وأصيبت الجبهة اليمنى بالشلل التام.
وشغلت الجبهة اليمنى رمضان السيد فقرر الضغط عليها بجيمس تيدي الذي ثبته خلف حازم إمام وسبب قلقا كبيرا طوال الشوط الأول، وأرهق تيدي دفاع الزمالك.
لم يكن توفيق في حالته بينما تألق عمر جابر وكأنه كتب على الزمالك التبادل بين طرفي الوسط وعدم تألقهم سويا.
أخبار قبل اللقاء أشارت الي تعليمات فيريرا لحفني في التدريبات بالنزول لوسط الملعب والاعتماد على أحمد عيد لإنهاء الهجمات وبغض النظر عن مستوى عيد الصفري الذي يبدو أنه التهم صينية كنافة بالمانجا وحده إلا أن نزول حفني للاستلام من الأسفل يقتله ويقتل الزمالك.
الزمالك احتاج لقاطرة في وسط الملعب تسحب الفريق من الأسفل لأعلى وحفني ليس تلك القاطرة.. هو هطير عندما ستلم في آخر ثلاثون ياردة وتصبح الأخطاء التي يحصل عليها مؤثرة وكذلك يخشاه المدافعون في الالتحام فتظهر كل خطورته كما حدث في مرة الهدف.
ورغم الحالة السيئة التي كان عليها الزمالك إلا أن بطء دفاع بتروجيت وكبر سن ظهيري الطرف خلق فرص للزمالك.. لكن حالة عيد وباسم مرسي منعا الفريق الأبيض من استغلال تلك الفرص.
وتدخل فيريرا في الشوط الثاني بالدفع بمصطفى فتحي ليغير الطريقة إلى 4-2-3-1 .. حالة عمر جابر الجيدة منعت فيريرا من فعل الصواب.. فإذا لعب الزمالك بثنائي في الوسط فمن المفترض اختيار توفيق بجوار إبراهيم صلاح.. لكن حالة عمر الجيدة لم تسمح باستبداله.
وكانت المساحة خلف أسامة محمد تنادي الزمالك لذا دفع فيريرا بخالد قمر منهيا عذاب عيد في اللقاء. وانتقل مصطفي فتحي للجبهة اليسرى ليتبادل حفني وقمر الضغط علي المساحة خلف أسامة محمد ومنها يصنع حفني هدف الزمالك الوحيد لباسم مرسي .
تدخل فيريرا الثالث بعد الهدف كان حتميا فالمغامرة الهجومية كانت قد وصلت لحدها الأقصى وكان لابد من خروج ورقة هجومية لصالح لاعب وسط.
التغير كان سليما من حيث المبدأ خاطيء من حيث الأشخاص. كون مصطفى وقمر بدلاء جعل الاختيار بين حفني وباسم وفي ظل قدرة حفني علي الحصول علي الكثير من الأخطاء كان من الأفضل تركه خاصة أن قدراته على المراوغة في ظل المساحات الكبيرة التي أتيحت باندفاع بتروجيت كانت ستقدر بالذهب.
بعد التقدم كان اللقاء أسهل للزمالك وفرص الحسم بالهدف الثاني كبيرة لكن الشخصية الضعيفة للاعبين من نوعية مصطفي فتحي وباسم مرسي لم تمكنهم من فهم الفرق بين اللعب على بطولة واللعب من أجل لقطة في الكليبات .
بينما ارتبك معروف بدون مبرر في أكثر من كرة كانت تبدو واعدة. الزمالك أغلق مساحاته في الثلث الأخير جيدا وأغلقت المساحة أمام منطقة الجزاء بالثلاثي صلاح وجابر ومعروف.
افتقاد ذكاء الملعب هو ما حرم طلبة وباسم مرسي من إدراك أن بتروجيت عاجز عن الوصول للشناوي إلا بالكرات الثابتة فكان عليهما تجنب الأخطاء التي ارتكبها الثنائي دون مبرر. وهذا هو الفارق مثلا بين زمالك 2015 وأهلي 2005 صاحب الأرقام القياسية في الدوري المصري.
كان بخيلا للغاية في إعطاء المنافس ولو رمية تماس. من أحد الأخطاء المجانية نجح جيمس تيدي، من هجمة مركبة كان على كوفي ومعروف الربط مع طلبة وعلي جبر اللذان تقدما مع الكرة العرضية بينما وقف كوفي ومعروف لتغطية التسلل .
كلمات سريعة :
-- باسم مرسي من جديد ومكرر إلعب الكرة التي تتناسب مع قدمك وليست الكرة التي تشاهدها في الدوريات الأوروبية. لست أذكى من الجميع لتضحك علي المنافسين والحكام وزملائك.
-- مصطفى فتحي لقطة عدم تمريرك لباسم مرسي وضعتك في خانة الغضب رغم أن مستواك كان جيدا لكن لقطات الاستهتار والأنانية كفيلة بأن تنسي الجمهور أي إجادة.
-- مرتضي منصور أثبت العلماء في الجامعات الأوروبية أن الإنسان لا يموت إذا لم يصدر عنه رد فعل وتعليق على كل كبيرة وصغيرة. أنت رئيس نادي تتكلم في السياسات والقضايا الكبرى للنادي، وليس من واجباتك في الحياة أن تعلق على كل كبيرة وصغيرة خاصة إذا كانت التعليقات انفعالية غير مدروسة تتحدث فيها باسم النادي كله.
من جديد الزمالك تحت قيادة حسام وصلاح لعب 9 مباريات فقد 10 نقاط وتحت قيادة باتشيكو وفيريرا لعب 22 لقاء وفقد 9 نقاط فقط.