أنا صبري – عبد الستار لـ في الجول: حين طلب مني الجوهري الرد على جمهور الأهلي والزمالك
الجمعة، 12 يونيو 2015 - 15:43
كتب : وكالات
عبد الستار صبري يحكي لـFilGoal.com أهم محطات في حياته. تحدثنا عن بدايته ودور كرول لصنع جيل يقوده هو وحازم إمام. تحدث عن حلم الأهلي واتفاق مع صالح سليم جعله "صبري شو" نجم النمسا ومن بعدها البرتغال.
تحدث صبري في الحلقة السابقة عن كيف يعمل مورينيو كمدير فني. ماذا حدث في أول شجار بينهما. واليوم يكشف لنا عن حلقة جديدة وأخيرة من صراعه مع المدرب البرتغالي.
ويتحدث عبد الستار صبري عن أول تجاربه الدولية في تصفيات كأس العالم تحت ولاية الجنرال محمود الجوهري.
وأول ظهور له كان تصفيات مونديال باستاد القاهرة كانت قبل مونديال 1998 وشارك بديلا أمام تونس وتعادلت مصر 0-0.
وظهوره الأول كأساسي في استاد القاهرة كان أمام ليبريا وفازت مصر 5-0 ونجح في تسجيل هدفا.
ويروي صبري على لسانه كل ما يلي ..
--
استدعاني كابتن محمود الجوهري للجلوس معه.
قال لي كابتن الجوهري: بص، هاتنزل أرض الملعب هتلاقي الجمهور الأهلاوي بينادي على لاعيبة الأهلي. وجمهور الزمالك بينادي على لاعيبة الزمالك.
قال لي: الجمهور لن يشعر بوجودك أصلا، لا تقلق. لكن انتبه لأمر هام.
قالي لي: لو خسرنا المباراة ستكون أنت الضحية. الإعلام لن يهاجم لاعبي الأهلي أو لاعبي الزمالك، بل سيهاجموني أنا على اختيار لاعب من خارج الأهلي والزمالك للمنتخب.
قال لي: سيخرج الإعلام ليقول لي لماذا لم تأخذ هذا اللاعب من الأهلي بدلا من عبد الستار. أو لماذا لم تأخذ هذا اللاعب من الزمالك بدلا من عبد الستار.
200%
قال لي كابتن الجوهري: سوترة، مش عايزك النهاردة تكون 100% من مستواك، عايزك تكون 200%.
كان كابتن الجوهري يعرف كيف يصل لداخلي. كيف يجعلني أنزل الملعب مشحونا وجاهزا للانفجار في وجه الخصوم.
كانت تلك الجلسة قبل ساعات من خوض مباراتي الأولى مع كابتن الجوهري في تصفيات كأس العالم أمام الجماهير.
بسبب تلك الكلمات دخلت الملعب عازما على أن أكون أفضل لاعب في المباراة. وقد كان.
--
هذا الرجل كان أفضل مدرب في العالم. في العالم، لا جدال في هذا بالنسبة لي.
قوي، حين كنت أرغب في الاحتراف حدثت لي مشكلة والمقاولون العرب رفضوا أن أغادر مصر وكنت مرعوبا.
اتصل بي كابتن الجوهري وقال لي بصوته الواثق: على الله حد يفكر يمنعك من السفر.
ساعدني باتصالاته وخرجت للاحتراف. قبل أن أغادر اتصل بي وطلب مني أن أمر عليه في منزله قبل التوجه إلى أوروبا.
زرته في منزله، وجدت حقيبة. أعطاني إياها فيها معطف مطر وحذاء وشمسية!
قال لي: خذ هذه الأشياء معك، ستحتاجها في أوروبا.
كانت من ملابس كابتن الجوهري شخصيا! قلت له: يا كابتن انت قصير.
رد علي: الدنيا برد يا صبري والهدوم هتكش عليك وتلبسها. كان يضحك، إنها هدية تذكارية حتى أتذكره لا أكثر.
تسمم
في معسكر مصر لمباراة ناميبيا، بعدما أكلنا شعرت بأني غير سليم. والتشخصي كان واضحا، حالة تسمم.
أخذت حقنة، دخلت نمت. حين استيقظت في منتصف الليل فوجئت بأن هناك من يجلس على مقعد بجوار السرير.
انتفضت، فوجدت كابتن جوهري نائما على المقعد بجواري!
استيقظ واطمئن علي، ثم قشر لي برتقالة وطلب مني أن أسير معه في ردهة الفندق حتى أستعيد نشاطي ويطمئن أكثر. كان والدا لي.
جوهرري جوهرري
حين تفوز مصر فإن اللاعبين يكونون أصحاب الفضل، لكن هذا الرجل معه الحال مختلف. المدرب الوحيد الذي هتفوا باسمه في المدرجات جوهرري جوهري.
كنا نعشقه، لأننا كنا نعرف أن المنتخب لو خسر سيخرج يدافع عنا ويتحمل هو اللوم.
في 98 كنا في الطريق لبوركينا فاسو. الإعلام نقل عنه خطأ أن المنتخب سيحتل المركز الـ13، وقد كان سعيدا بهذا لأنه أزاح عنا ضغوط الإعلام.
لكن حين كان يجتمع معنا، كان يصرخ بكل ما في حنجرته من صوت "لا تتخيلوا أننا هنا إلا للفوز باللقب".
مع هذه الصرامة، كان أبا.
في ليلة وجدت حازم إمام وقد كان دوما يجلس في غرفتي ينتفض. كان يرتعش بشكل غير مفهوم.
كنا صغار السن وقد شعرت بالذعر. ركضت لغرفة كابتن الجوهري، وقد كان جالسا لأنه لا ينام فعليا. دوما يشرب القهوة.
ناديته، فجاء مسرعا. احتضن حازم، استدعى الطبيب. أخذ يخبط على خديه. ثم حين أدرك أنه فقط تأثر بحالة الطقس والحقنة أعادته لوعيه، جعله يركض في مكانه!
من حبي في كابتن محمود كنت أركض للذهاب للمنتخب. أترك بنفيكا في وقت غير أوقات الأجندة الدولية، وهذا تسبب لي في مشاكل عديدة، لكني لا أرفض طلبا لهذا الرجل.