فيريرا بلا شك هو أنجح مدير فني تولى قيادة الزمالك في السنوات الأخيرة.. لست أنا من أقول هذا، لكنه أدار 15 مباراة حقق الفوز في 12 وخسر مباراة سانجا لكنه تخطاها في الإياب وتعادل مع الفتح الرباطي لكنه فاز عليه في المغرب. وتبقى السلبية الوحيدة هي تعادله مع الجونة.
الأرقام تؤكد أنه ناجح بنسبة تتخطى 90 % .. فقط تعادل الجونة هو النقطة السوداء في ثوب أبيض.
أما ميدو فقاد الزمالك في تجربة مثيرة.. حصد كأس مصر وبخلاف ذلك لعب 27 مباراة بين الدوري ودوري أبطال إفريقيا حقق الفوز في 12 وتعادل في ثمانية وخسر سبعة بنسبة نجاح 44%. وطبعا لا ننسى أن الأسماء السابقة في الموسم الماضي لم تكن على نفس مستوى صفقات بالملايين تلعب حاليا.
ويقدم الزمالك مع فيريرا نتائج ممتازة.. على ميدو الخروج منها مستفيدا بسبع نقاط سأستعرضها ليحافظ على ما وصل إليه البرتغالي المخضرم صاحب الـ69 عاما.
1) التدوير
ميدو استخدم في 27 مباراة 33 لاعبا .. لم يستقر على قوام أساسي للفريق واستعان بكثير من اللاعبين الصاعدين ونجح معهم في الكأس.. لكن الدوري وبطولة إفريقيا لم يكلل له النجاح.
وأبرز ما يميز تجربة فيريرا هو أنه استعان بـ21 لاعبا فقط مع الزمالك في تسع مباريات بالدوري المصري .. حافظ على القوام الأساسي والتغيير في أضيق الحدود.
يوجد مدرستان.. جوزيه مورينيو مدرب تشيلسي الذي استعان بـ22 لاعبا فقط في الدوري الإنجليزي ونجح في حصده. لكنه فشل قاريا بسبب إرهاق اللاعبين.
هذا الفكر يسعى دائما لحصد أكبر عدد من النقاط للسيطرة مبكرا على القمة.. يستهلك اللاعبين لكنه مفيد في الانسجام الذي يصل بالفريق لمرحلة "بيكسب حتى لو وحش".
والمدرسة الثانية هي مثل لويس إنريكي مدرب برشلونة الذي استخدم أسلوب التدوير لكن بشكل مقنن بعض الشيء.. التدوير في بداية الموسم فقط حتى لا يحدث حالات إرهاق، لكن مع نهاية الموسم التشكيل ثابت، دائما.
30 لاعبا طوال الموسم حصد بهم الثلاثية. وليس 33 لاعبا خلال 27 مباراة يا ميدو!
2) طريقة اللعب
لعب ميدو مع الزمالك في الـ27 مباراة بست طرق لعب مختلفة.. أكثر ما اعتمد عليها هي 4-2-3-1 .. وأيضا لعب بطريقة 4-4-2 diamond .. و4-1-4-1.. وغيرها، هذا التغيير رائع كفكر مدرب، لكن هل اللاعبين لديهم قدرة على استيعاب كل هذا الكم من الطرق المختلفة؟
ما يعجبني شخصيا في فيريرا -أحد أكبر السير الذاتية التي دربت في مصر- أنه استقر على طريقة 4-3-3 ومصمم عليها.. حتى وإن تأزمت المباراة تتمحور تغييراته للحفاظ عليها.
حفظها لاعبو الزمالك ونجحوا في تحقيق الانتصارات بشكل متتالي.
3) مرتضى منصور
أكثر ما يميز نجاح فيريرا مع الزمالك حتى الآن هو فصل الفريق تماما عن مرتضى منصور.. كما أكد رئيس الزمالك من قبل أنه لا يتدخل فنيا.
ويرى مرتضى في ميدو أنه سيصبح مدرب للمستقبل بفكر عالمي .. لكن مع أول إخفاق، كلنا نعلم ما قد يحدث وهنا سيظهر إن كان ميدو قادرا على "لم الأمور" أم سيخرج للإعلام وتنفجر التصريحات هنا وهناك.. والنتيجة سيحمل عواقبها مشجعي الأبيض.
وإن كان أبرز ما ظهر في تجربة ميدو السابقة أنه كان أذكى من حسام حسن مثلا في التعامل مع مرتضى منصور الذي طفحت أزمته مع رئيس النادي عبر وسائل الإعلام وانتهت بإقالته بعد مباريات قليلة.
4) الجمهور
الواقع يقول إن ميدو فقد قاعدة كبيرة من جمهور الزمالك الذي كان يسانده بقوة في وقت سابق بعد تصريحاته المعادية لجزء منهم.
رصيد المدرب حتى وإن حدثت هفوات يستمده من علاقته بالجمهور.. فعلى ميدو أن يحاول إصلاح علاقته بالجميع لكي يجد من يتكيء عليه عندما تتأزم النتائج.
5) ليست Football Manager
ميدو محلل عظيم.. إذا وضعنا ترتيب لأفضل خمسة أسماء عربية تحلل مباريات كرة القدم، سيكون واحدا منهم. لكن تأثره بالتحليل عبر beIN sports طغى على فكره التدريبي الذي قد لا يناسب اللاعب المصري.
في رأس ميدو العديد من الأفكار التي تحتاج للاعب لديه ذكاء ووعي خططي مختلف تماما عن أي لاعب مصري.
فلابد على ميدو أن يفرق بين ما يغامر به في لعبة Football Manager وبين الواقع الذي لديه حدود في الإمكانات البدنية والذهنية والخططية. فلابد أن يكون هناك تناسق بين سرعات الفكر.
6) مدرسة الناشئين
الاعتماد على مدرسة الناشئين التي كان ميدو رئيسا لقطاعها شيء رائع.. لكن لا يمكن أن يستعين بنصف الفريق من معدومي الخبرة.
الدفع بكمية كبيرة من الناشئين مرة واحدة قد يؤدي إلى قتل جيل كامل.. فكل لاعب ناشيء يحتاج إلى فترة للتأقلم ومن ثم الانسجام .. ثم يبدأ بالمشاركة.
وأبرز دليل على ذلك هو حجم اعتماد برشلونة مثلا على لاعبين من مدرسة ناشئيه (لاماسيا) فقد اختار أوقات معينة لإشراك منير الحدادي
براحة على اللاعيبة المصرية شوية يا ميدو.
7) جيرارد
أرجوك .. أحمد توفيق لم ولن يتحول إلى ستيفن جيرارد يا ميدو!
للتواصل مع الكاتب عبر تويتر Follow @MelBanna_