ربما توقع الكثيرون خروج الأهلي من دوري أبطال إفريقيا قبل المباراة لكنهم احتفظوا بالأمل حتى الثواني الأخيرة.

الأهلي مستواه لم يكن يبشر بأي شيء إيجابي وهذه أزمة كبيرة فلطالما وثقت الجماهير في فريقها حتى أخر ثانية في أحلك الظروف.

لكن فقدان الثقة كان له أسباب أيضا الفريق لم يلعب بشكل جيد سوى مرتين أو 3 في أخر 10 مباريات.. تعاني مع فرق أقل فنيا بكثير منهم المغرب التطواني نفسه، هزائم كثيرة وتستقبل شباكك الأهداف أمام أي فريق حرفيا.

ربما ما هو مقبل سأتحدث فيه عن نقط واضحة للجميع لكن على أي حال سأقوله.

..

جاريدو ربما عانى من ظروف أتفهمها تماما مثل الملاعب السيئة التي تخدم المنافس الأضعف الذين لا يريدونك أن تلعب كرة بالطبع لتتساويا فنيا، اللعب بحارسه الثالث نصف مباريات الدوري وخاصة المهمة وهو ما كلفه الكثير, إصابات طويلة بالجملة ضربت ركائز الفريق.

لكن على المستوى الخططي والفني الفريق لم يحدث تطورا كبيرا إلا في أمرين هما الضغط على الخصم واللعب بثبات خارج ملعبك وهذا شاهدناه أمام سطيف والمغرب التطواني ذهابا تحديدا.

على الجانب الأخر السلبيات كانت أكثر.. الأهلي افتقد لشخصية البطل وشكله المعتاد داخل الملعب، فقر تكتيكي ومعاناة واضحة في عدم التدرب على جمل فنية.. هل شاهدتم الكرات الثابتة للأهلي كيف يتم تنفيذها؟

ربما أحد الأمور التي ساهمت في اختفاء شخصية الفريق كان عدم تثبيت تشكيل الأهلي، بالتأكيد لن يستطيع فريق أن يظهر شكلا محددا باستخدام تشكيل مختلف في كل مباراة.

الأسوأ من ذلك أن تلعب مباراة إقصائية ولا تخصص حتى نصف ساعة للتدرب على ركلات الترجيح.. خطأ لا يغتفر من جاريدو.

أنا أتفهم تماما أن هناك مرحلة ما يحدث فيها خلل، مطلع التسعينات حدث ما هو أسوأ بكثير من أزمة مطلع الألفية والآن يمر الأهلي بأزمة جديدة واضحة هذا أمر طبيعي لكن هل يسير في خطة البناء؟ لا أعتقد ذلك.

..

جهاز الكرة في الأهلي بقيادة علاء عبد الصادق واحد من أضعف وأفشل أجهزة الكرة التي مرت على الفريق إن لم يكن الأضعف بالفعل، هل رأيت هذا الكم من التمرد للاعبي الأهلي في موسم واحد من قبل؟ بالطبع لا لم يحدث.

ما يفعله عبد الله السعيد وحسين السيد وحسام غالي ووليد سليمان وحتى أحمد خيري وغيرهم لو كان في وجود مدير كرة مثل ثابت البطل رحمه الله ما كنت ستراهم يلعبون حتى نهاية الموسم وربما بقمصان فرق أخرى.

الأهلي يعاني من مشكلة انضباطية واضحة.. لاعب مثل محمود حسن تريزيجيه ظن أنه الجناح الأول في إفريقيا بعد سلسلة مستويات جيدة في الدور الأول، الآن لديه مشاكل واضحة بالفعل لن تحل سوى بالتدرب مع الناشئين أو التجمد على مقاعد البدلاء.

الفريق به أكثر من لاعب يجب معاقبتهم بتلك الطريقة، يجب ألا يشعر اللاعبون بأنهم أصحاب النادي في النهاية هم مجرد موظفين يعملون لصالح المنظومة.. التراخي ليس له حل سوى العقوبات.

الجلوس على مقاعد البدلاء والحرمان من نسبة المشاركة والتي ستجعلك تتقاضى راتبك كاملا، هنا فقط يشعر اللاعب بناقوس الخطر ويبدأ في البحث عن ناد بديل أو العودة لمستواه وفي كلا الحالتين سيكون الأهلي هو الرابح.

..

طبعا لم أذكر عماد متعب مع اللاعبين المتراخين لأنه يحتاج لفقرة كاملة مخصصة له، (أحد قائدي الأهلي) خرج منذ أيام لينتقد القرارات الفنية عبر شاشات التلفزيون وهذا خطأ تم التغاضي عنه من جهاز الكرة بشكل غريب،

ثم بدأنا نرى الوجه الغاضب لعماد متعب في المباريات وكأنه يأتي غصبا عنه، كأن أجبره أحدهم على ارتداء قميص الأهلي.

ثم الكارثة التي فعلها بالأمس أمام المغرب التطواني برفضه تسديد ركلة الترجيح الخامسة والهروب من المسؤولية.. لا أحمل متعب الخسارة وحده لكن أعتقد أن المصير الذي أتمناه لتريزيجيه يجب أن يطبق أولا عليه.

لو أردتم الرحيل فارحلوا.. الأهلي فجأة لعب بدون حسام حسن يوما ما وكذلك الحضري وغيرهم من اللاعبين الذين أثروا في الكرة المصرية كلها ليس الأهلي فقط.

بالتأكيد رسائل الجمهور في أن يختار اللاعبون إما اللعب "برجولة" أو الرحيل ليست مجرد كلمات.. هذا حال لسان كل مشجع كرة في العالم!

..

الأهلي يعاني من مشكلة إدارية واضحة، جهاز الكرة يجب أن تتم إقالته قبل المدرب الجديد ويتم تعيين لجنة كرة متخصصة ومنفصلة بعيدة عن مجلس الإدارة الذي من الواضح جدا أنه أقل خبرة من أن يدير ناد بحجم الأهلي.

مجلس إدارة الأهلي ليس به لاعب كرة قدم واحد عدا طاهر الشيخ الذي ننسى أحيانا أنه في المجلس من الأساس. فترك الأمور لعلاء عبد الصادق الذي لا يصلح وحده لتولي قيادة الأمور، في السابق كان الأهلي به لجنة كرة تضم حسن حمدي ومحمود الخطيب وطارق سليم! تحول كبير.

هذا ما يجب أن يحدث في جميع الألعاب، فالأخطاء الإدارية أفقدت الأهلي دوري الطائرة الذي يحتفظ به منذ وقت طويل وكذلك منعته من المنافسة على بطولة إفريقيا في اليد.

أعتقد أن الجمعية العمومية لها الحق في انتخاب من يبني حمامات السباحة وينظم رحلات جيدة في الصيف.. ولجماهير النادي الحق في أن يدير الألعاب الرياضية شخص "فاهم".