#في_القمة - القيعي يحكي لـFilGoal.com: فيليكس.. حين شعرت أنا وثابت بالرعب من صالح سليم

الحلقة الرابعة - حين سافر عدلي القيعي إلى غانا، لم ينجح في ضم اللاعب الذي طارده لأشهر.. لكنه عاد إلى مصر بمهاجم أخر، اسمه أحمد فيليكس.<br>

كتب : وكالات

الأحد، 26 أبريل 2015 - 12:36
الحلقة الرابعة - حين سافر عدلي القيعي إلى غانا، لم ينجح في ضم اللاعب الذي طارده لأشهر.. لكنه عاد إلى مصر بمهاجم أخر، اسمه أحمد فيليكس.

عن رحلة إفريقية جعلت طارق سليم من أعز الأصدقاء، ولحظة رهبة من صالح سليم عاشها رجلنا وثابت البطل، وعن مهاجم من أذكى الصفقات التي انتدبها النادي الأهلي، تأتي تلك القصة.

"مهندس الصفقات" يحكي عن رحلته مع القلعة الحمراء، هذا الرجل الذي كان يلعب مبارياته الخاصة في مواسم الانتقالات يتحدث لـFilGoal.com.

وكل ما يلي على لسان عدلي القيعي

أوجاستين أهنفول، مهاجم رائع من غانا توج بجائزة هداف كأس العالم للناشئين، وكنت أرغب فعلا في أن أقتنص خدماته للأهلي عام 1995.. فقد كان يذكرني بنوانكو كانو نجم نيجيريا الشهير.

أكثر من مرة أطلب التعاقد معه، لكن تحرك الأهلي كان بطيئا. لهذا اقتحمت اجتماعا لصالح سليم يحضره مصطفى فهمي، وقلت لهما: اسمعا، الوقت يضيع. وقد يسبقنا أحد إلى اللاعب.

طلبت من مصطفى فهمي – عضو مجلس إدارة الأهلي في هذا التوقيت - أن يعرف لنا هل اللاعب لازال في غانا أم رحل، وبعدما سأل قال لي: لا تقلق، لازال في هارتس أوف أوك. فاتفقت مع صالح سليم .

طارق سليم يسافر كل سبت إلى نيجيريا بطائرته ويستطيع أن يغير وجهته في مرة لغانا ويحسم هو الصفقة بدلا مني.

يوم الخميس اتصل بي كابتن صالح، وقال لي: أين أنت.. طارق في انتظارك حتى تشرح له الأوراق المطلوبة حتى تكون الصفقة ناجحة.

شرحت لطارق كل شيء.. التأمينات والضرائب وكل تلك الإجراءات الاحترازية. وهنا انفجر غاضبا كعادته: ايه كل ده، أنا هاعمل كل ده؟ مش هاعرف طبعا. وهنا قرر صالح سليم: عدلي.. ستسافر معه.

باظت يا عم عدلي؟؟!!

حين وصلنا، وفي الطريق إلى الفندق سألت سائق التاكسي: هل تعرف أوجاستين أهنفول؟ أجابنا: أوووه، طبعا.

هنا ابتسم طارق سليم، وقال: ده طلع مهاجم مشهور فعلا يا عم عدلي!

لكننا اكتشفنا الكارثة.. فالسائق أخبرنا أن هناك مسؤولون من نادي كولن الألماني في غانا الآن لضم اللاعب وناديه وافق، وهو بالفعل في طريقه إلى أوروبا، وحين سمعنا ذلك طارق صرخ: باظت يا عم عدلي؟!

قلت له: اهدأ.. هذه غانا، هنا الشجر يطرح لاعبين. فلتعد أنت إلى مصر، وأنا سأتصرف.. لكنه أصر على البقاء ومرافقتي وألا يعود.

أوسكار

كنت أمتلك بعض المخاطبات التي يرغب مصطفى فهمي في إيصالها إلى الاتحاد الغاني لكرة القدم.

دخلت أحد المحلات، ابتعت رابطتي عنق وزجاجة عطر، واتجهت إلى الاتحاد الغاني.. سلمت الخطابات، وطلبت مقابلة المدير الفني للمنتخب ومنحته تلك الأشياء التي اشتريتها كهدية من الأهلي!

سهرت مع الرجل حتى الثانية صباحا.. طلبت منه ترشيح أفضل 4 مهاجمين في غانا حاليا، الغريب أن هذه الأسماء لم يكن بينها فيليكس..

من بين الأسماء توكا وأوسكار، ثنائي يلعب في الفريق نفسه داويانج ستارز.. فقلت لطارق سليم: دعنا نذهب لنرى هذا الثنائي.

وحين ذهبنا إلى نادي داويانج ستارز، أدركت من اللحظة الأولى أن إدارة النادي ترغب في بيع أوسكار لنا.

كل حركة لأوسكار يصفق عليها المدرب، رئيس النادي كلما مرر اللاعب تمريرة يميل علي ويقول: أرأيت! كان جيدا بالمناسبة، عائد لتوه من رحلة احتراف في بلجيكا ولهذا يرغبون في بيعه من جديد.

لكن أنا وطارق عيوننا كانت على لاعب آخر تماما.. قال لي طارق سليم: شايف اللي انا شايفه.

مهاجم يبدو يافعا، كل لمسة له رائعة.. أعجبني، لم نكن نعرف حتى اسمه، لكني طالبت طارق سليم بالهدوء.

قلت لطارق: لا تتحدث عن هذا المهاجم ولا تسأل حتى عن اسمه، لا نرغب في رفع سعره.

ثم ذهبت إلى رئيس النادي الغاني، وقلت له: بكم سعر أوسكار؟

قال لي: 150 ألف دولار.. وكان ردي بسيطا: أسف.. لن ندفع هذا المبلغ.

ذهبت لمدرب غانا مجددا وسألته: من هداف الدوري هنا؟ أجاب هناك أوجاستين، ثم لاعب شاب يبلغ 18 عاما اسمه أحمد فيليكس، سجل 8 أهداف.. إنه يلعب في نفس فريق أوسكار.

فابتسمت. بقي فقط أن نخبر صالح سليم بأننا سنتعاقد مع مهاجم غير أوجاستين!

تولى طارق سليم الاتصال بصالح، وطبعا بدأ المكالمة بـ: يا مايسترو..

كان كل ما يخشاه صالح سليم في هذا التوقيت أن يكون اللاعب عمره مزور أو شيء من هذا القبيل.. لكني كنت متمرسا.. فقلت له: لا تقلق.

الاتصالات تنهال من القاهرة وشركة الطيران وأسرة طارق تريده أن يعود فقلت له: عد أنت إلى مصر، لقد قمت بواجبك كاملا، وأنا سأهتم بالمفاوضات وسأنهي كل شئ وأعود.

ولكن في موعد السفر اتجهت لتوديعه وبعد ساعات وجدته بجواري وقال لي: رجلى على رجلك.. وهنرجع بفيليكس.

بعدها عرفت أنه ترك حفل عيد ميلاده الذي حضرته له زوجته في مصر من أجل الأهلي ومن أجل ألا يتركني وحيدا في بلد لا أعرف فيها أحد .. لهذا خرجنا من تلك الرحلة كأعز أصدقاء.

فيليكس

عدنا لنادي نادي داويانج ستارز.. وقلت لرئيسه: اسمع، ممكن أن نتعاقد مع لاعب من فريقكم، لكننا نرغب في لاعب ليس غاليا، ربما مهاجم شاب.

ضحك رئيس النادي وقال لي: تقصد فيليكس؟ لا تنكر أنك مهتم به منذ البداية، لقد لاحظت أن عينك راقبته طويلا! أسف هو ليس للبيع.

كان رئيس النادي ذكيا، لكني كنت قد درست كل شيء.

أعرف أن أحمد فيليكس يسكن في "مساكن السجون" في غانا، وبالتأكيد سيكون مهتما باللعب للأهلي فأرسلت إليه رسالة عبر أحد السائقين وكتبت فيها أن مسؤولي الأهلي يرغبون في لقائك في فندقهم في تمام الساعة السادسة.

لهذا حين طلب النادي 150 ألف دولار، قلت له سندفع 25 ألف دولار. طارق سليم صاح لي غاضبا: ستفسد الصفقة يا عدلي.

لكني قلت له: لا تقلق.. لا نحن سندفع 25 ولا هم سيحصلون على الـ150.. وأراهنك قبل أن تشير الساعة إلى السادسة مساء سيجلب فيليكس رئيس النادي إلى هنا في بهو الفندق.. وقد كان.

فزنا بفيليكس بـ50 ألف دولار..45 للنادي، و5 لفيليكس. كانت صفقة رابحة للأهلي، ولناديه الغاني، الذي أصلا كان قد اشتراه منذ سنة بـ3000 دولار فقط.

سكرتير حسام

كان فيليكس يرغب في التوقيع لـ3 سنوات فقط.

لكني قلت له: اسمع، هنا لدينا حسام حسن.. على الأقل ستحتاج لسنة تشاهده يلعب حتى تحصل على فرصة، ثم تبدأ في الاندماج معنا لسنة أخرى، فهل ترغب في أن نستفيد منك لسنة واحدة.

وقع لنا على عقد يمتد لـ5 سنوات.

فيليكس كان ذكيا، في أول مباراة ذهب إلى مدرجات الأهلي ورقص مع الجماهير رقصة ميلا الشهيرة. ثم أعلن إسلامه، وحين أنجب طفله الأول أطلق عليه اسم أشرف!

والأهم أن فيليكس بات مثل سكرتير لحسام حسن في أرض الملعب، لهذا لم أستغرب حين طلب حسام نفسه أن يضمه معه إلى الزمالك بعد ذلك رغم معاناته من الإصابة؟!

ثابت البطل

رحلة فيليكس كانت رائعة مع الأهلي.. لكني أتذكر موقفا مهما يوضح كيف تدار القلعة الحمراء.

في مرة اتصل بي فيليكس، وقال لي إنه لا يجد تذكرة للعودة من غانا حيث كان يقضي إجازة قصيرة، وأنه سيتأخر.

حين أخطرت صالح سليم، قال لي: قل لفيليكس أن يذهب إلى مصر للطيران وبعلاقاتي هناك سأحل له المشكلة وسيعيدونه حتى لو بدون تذاكر.. لو لم يعد الخميس، فالأجدر به ألا يعود.

تأخر فيليكس يوما واحدا، وهو يدخل الفندق حاول أن يتلاعب بي ويقبلني ويضحك في وجهي، لكني ظللت جامدا.

صالح سليم كان قد اتصل طبعا صباح الجمعة، هل وصل؟ فعرف أن فيليكس تأخر، وانتهى الأمر.. إيقاف اللاعب عن المشاركة في البطولة العربية.

حسام حسن كان موقوفا أيضا في هذه الفترة، كانت مشكلة في هجوم الأهلي طبعا. لكن صالح موقفه ثابت.

مانت عارف يا عدلي

في يوم اتصل بي ثابت البطل، وقال لي أنا في بهو الفندق انزل لي.

حين نزلت وجدته جالسا ويديه على خديه، ماذا بك؟

أجاب ثابت: اتصل بصالح سليم يا عدلي واطلب منه أن يترك لنا مهاجما من الاثنين ليلعب معنا. لقد وصلنا إلى نهائي البطولة العربية ولا نلعب سوى بمهاجم واحد من بداية البطولة (هو أحمد كشري).

فرددت عليه: وأنا أقوله بصفتي إيه؟؟ مدير البطولة؟! ولماذا لا تتصل به أنت؟ ألست مدير الكرة؟

فأجاب بوجهه الحبيب "مانت عارف هيقول ايه يا عدلي؟!".

حسام لم يلعب النهائي.. فيليكس لم يلعب النهائي.. والأهلي توج باللقب بالفوز على الرجاء البيضاوي المغربي 3-1. رحمة الله على صالح سليم.

--

هل ترغب في معرفة كيف تحول رضا عبد العال للأهلي؟ كيف ترك حسام وإبراهيم القلعة الحمراء؟ أين اختفى عمرو سماكة من أمام الزمالك وفجأة ظهر بالقميص الأحمر؟

انتظروا وترقبوا كتاب "مهندس الصفقات" الذي يطرحه عدلي القيعي قريبا مع الصحفي شريف حسن عن أسرار وكواليس رحلته في أكثر من 25 عاما بين جدران القلعة الحمراء..