"أنا أحب هذا المركز واحب المدربين الذين يقومون بالمخاطرة ولديهم الشجاعة لذلك".
كان هذا تصريح سيرخيو راموس عقب مباراة ريال مدريد وأتليتكو في دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا التي شهدت تأهل الفريق الملكي بهدف وحيد في الدقيقة 87 وهي المباراة أيضا التي شهدت مشاركة راموس في مركز متوسط الميدان.
كانت المفاجأة كبيرة على لاعبي ريال مدريد قبل لاعبي أتليتكو ومدربه بوجود ثلاثة أسماء دفاعية في تشكيل المباراة: بيبي وفاران وراموس.
ولم يتوقع الكثير أن يقوم المدرب الإيطالي بتجربة راموس مرة أخرى في وسط الملعب بعد فشلها في المرة الأولى أمام برشلونة في دوري العام الماضي بكامب نو وإنه بالتأكيد سيتوجه لاختيار بيبي في هذا المركز.
ويبدو أن أنشلوتي أراد أن يتجنب "تسريبات" غرف اللاعبين التي أفسدت عليه المفاجأه ذاتها العام الماضي في الكامب نو قبل الكلاسيكو.
وأوضح الإيطالي كان استقر على راموس كبديل لمودريتش منذ يوم السبت الماضي عقب إصابة مودريتش مباشرة ولم يخبر أحد بذلك القرار سوى راموس نفسه منذ يوم الأحد.
كاسياس أكد بأنه لم يعلم شيئا يخص مركز راموس كلاعب وسط وكذلك الحال مع إسكو الذي قال بأن راموس لم يتدرب في هذا المركز خلال الأيام الماضية وأكمل ضاحكا إنه يبدو أفضل بدون تدريب وكذلك الحال مع تشيتشاريتو الذي أكد عدم علمه بإشراك راموس إلا قبل المباراة بوقت قصير.
قناة ريال مدريد أعلنت عن تشكيل المباراة بهذه الطريقة..
"إذا لم نفز اليوم كان سيتم دق عنقي أنا وأنشلوتي" - راموس عقب المباراة.
فاز ريال مدريد بالمباراة وحصل راموس وأنشلوتي على االإشادة الكاملة بسبب تفوق خط الوسط ريال مدريد على أتليتكو رغم الزيادة العددية التي حاول سيميوني القيام بهما في خط الوسط ولكن هل نجاح راموس في المباراة الماضية يجعله مؤهلا لتعويض مودريتش في هذا المركز؟
نجح راموس في تلك المباراة في حرمان سيميوني "المصدوم" من أهم أسلحته الهجومية في تلك المباراة بجانب الركلات الثابتة، وهو سلاح الكرات الطولية من أجل ماندزوكيتش وجريزمان.
اعتمد أتليتكو على الهجمات السريعة بأقل عدد ممكن من اللمسات وقد تبدأ أغلب هجماته عن طريق حارس مرماه والمدافعين بتمريرة واحدة وهذا ساعد وسهل دور راموس الذي يجيد اللعب برأسه أفضل من قدمه اليسرى.
راموس بالجانب الدفاعي في تلك المباراة قام بـ7 تدخلات هوائية وهو ثاني أكبر رقم في المباراة خلف فاران، من بينها ثلاث تدخلات مع مانزوكيتش وتدخلان مع جريزمان وتدخل مع ساؤول وتياجو.
وعلى الجانب الهجومي استغل أنشلوتي شغف راموس "المهاجم" وقام بالضغط على الجانب الأيمن لجانب أتليتكو مما أجبر كوكي وجريزمان على العودة للدفاع أيضا في حين يتولى فاران على الجانب الأيسر تغطية مانزوكيتش وكان راموس هو أكثر لاعبي ريال مدريد استلاما للكرة بـ87 مرة متفوقا على كروس وخاميس رودرجيز وإسكو بجواره.
وتسبب اللاعب الأندلسي أيضا في طرد أحد أهم لاعبي خط الوسط في أتليتكو "أردا توران" ليزيد اعتماد أتليتكو على الكرات الطولية مع نهاية المباراة.
فلاش باك..
يوم الأربعاء الماضي كان عكس تماما ما حدث مع راموس يوم 26/10/2014 أمام برشلونة في كامب نو، فمن المعروف أن برشلونة لا يعتمد كثيرا على الكرات الطولية في منتصف الملعب من أجل بناء هجمه وتكون للأطراف وعملية تدوير الكرة هي أكثر ما يعتمد عليه برشلونة.
ولذلك دخل راموس تلك المباراة ولمدة 55 دقيقة في حالة من "التوهان" لم يستطع القيام بدور وسط المدافع ولم يلمس الكرة سوى 27 مرة ولم تكن قدرته البدنية والهوائية ذو تأثير سوى بإرتكاب ثلاثة أخطاء حتى خروجه وقتها ودخول إياراميندي في ظل غياب الونسو.
ولذلك في النهاية قد يكون راموس كان أكثر جهازية يوم الأربعاء الماضي من كلاسيكو العام الماضي وربما أن طريقة لعب أتليتكو هي الطريقة التي يجيد راموس "إفسادها" أكثر من أي طريقه اخرى وأن مشاركته كوسط مدافعي مرة أخرى يجب أن تعتمد بشكل أكبر على الخصم.
مركز وحيد..
راموس الأن أصبح من اللاعبين القليلين الذين شاركوا في جميع مراكز كرة القدم خلال مشوارهم الكروي، فاللاعب الأندلسي بدأ مشواره الكروي كمهاجم في نادي كاماس الأندلسي وقام نادي إشبيلية بضم اللاعب وقتها كمهاجم شاب وبعد ذلك تم نقل اللاعب لمركز المدافع الأيمن ثم مشاركته في المركز الأيسر في وقت الأزمات.
ثم تحول إلى قلب دفاع في السنوات الماضية مع ريال مدريد ومنتخب إسبانيا بعد سنوات طويلة كمدافع أيمن، وأخيرا شارك أول أمس - الأربعاء - كلاعب وسط في دربي مدريد ليتبقى له مركز وحيد وهو مركز حراسة المرمى وربما يخبىء الزمن مفاجأه أخرى للأندلسي ..