يمكن اعتباره لحناً قبل أن يكون تعليقاً على هدف محمد صلاح الذي سجله لصالح فيورنتينا في مرمى تورينو.
شخص واحد كان بإمكانه أن يخلط الغناء "تأليفاً وتلحيناً وأحياناً توزيعاً" بكرة القدم، قد تختلف معه كونه "ليس أهلاوياً" ولكن عندما يتعلق الأمر بالابتكار فربما يكون لأحمد الطيب عالماً مختلفاً عن الباقين.
عالم أشرف هو بنفسه على بناء كل طوبة فيه قبل أن يتفاجأ بأن الزيت قد اختلط بالماء وأن "عالمه" الخاص تم اختراقه بواسطة "هاكرز" لا يجيدوا التأليف أو التلحين.. أو حتى التقليد .. مش كده ولا إيه!
إن كنت من عشاق الكالتشيو القدامى أمثالي وكان لك شرف مشاهدة الكالتشيو عبر أبو ظبي الرياضية ثم الجزيرة الرياضية فربما تبدأ الآن في استعادة بعض ألحان الطيب التي بدأها مع "حطهاله على شماله".
"اشتقنا إليك فعلمنا ألا نشتاق ونحن يا شيفا صعب علينا الفراق" ، "تيك إت إيزي تيك إت إيزي .. عاد اليوفي يا عزيزي" و"ميلان يستعيد أيام زمان" .. وقتها كان الهاكرز على الأرجح يستمعون ويصفقون أو ربما لم يكن لهم علاقة بكرة القدم من الأساس.
أما إن فاتتك مثل هذه اللحظات فبإمكان صديقنا "يوتيوب" أن ينشط ذاكرتك.
إلى هذا الوقت كان العالم التعليقي لا يعاني من وجود أي هاكرز ولكن آجلاً أو عاجلاً كانوا سيأتون. أناس مثلنا ملامحهم تشبهنا قرروا بإرادتهم الشخصية الدخول لمجال التعليق وكي لا أكون قاسياً بشكل كلي، فيجب أن نعترف أن أي معلق سيبدأ حياته "مقلداً" إلى أن تظهر شخصيته ولكن ماذا لو لم يصل بعد سنوات إلى شخصية؟
وقتها يكتشف المعلق أو تحوله لهاكر سيكون هو الحل وقد كان.
"هيعدي .. لا هيفوت .. هيباصي لا هيشوط .. وتووت تووت تووت .. جمهورك يا (أي نادي) مبسوط"
هل تتخيل أن الجملة سرقت بكاملها ؟ بلحنها وبتوزيعها؟!!
لست هنا من أجل التشهير بالأسماء فمن لديه "البطحة" سيقوم بالتحسيس الآن، ما لا ولن أفهمه كيف يكون شعور الهاكر وقتها؟ فرحان ولا زعلان؟
فنحن قدمنا في FilGoal.com سلسلة "مايكروفون" من أجل إعطاء كل معلق من هؤلاء الذين ارتبطنا بهم لسنوات، حقه.
ارتباطنا بهم وشغف الناس بالتعرف عليهم عن قرب جاء بسبب التعلق بأسلوبهم الذي جاء بابتكار خاص منهم.
الطريف أن الطيب قرر تغيير "تووت .. تووت .. تووت إلى العنب العنب العنب في تعليقه على هدف ميسي الثاني في مرمى فالنسيا هذا الأسبوع.
"الله عليك .. تسلم رجليك .. يا حبيبي"
أسمعها منه قبل أن أدخل مجال الصحافة والإعلام وفجأة سمعتها من غيره، ثم بدأ العدد في الزيادة، سألته ما الذي يحدث؟ قال لي :"أحدهم قال لي في وشي لو عندك عقد للجملة دي وريهولي وأنا مقولهاش".
"عملوها .. عملوها .. وفي المرمى سجلوها"
أصبحت ماركة "غير مسجلة"، فأغلب معلقي الدوري المصري تحديداً أصبحت هذه الجملة لا تفارفهم، لم لا فالطيب لا يمتلك عقد مسجل أيضاً فهل لأصبحنا في زمن تسجيل "جمل المعلقين" في الشهر العقاري؟!
هي مجرد أمثلة من أجل التوضيح فلو تطرفنا لكل الجمل لكنا في حاجة إلى مقالات ولكن يجب أن يدرك هؤلاء إلى أن إدخال هذه المصلحات هو شيء قمة في الصعوبة، وبالتالي فإن تشويهها يعتبر من المحرمات "تعليقياً" ، ليس معنى كلمة "ضغط عالي" أن المدافع قام بقطع الكرة من المهاجم عند منطقة جزاء المدافع وليس من اللائق أن يمدح الطيب ميسي بقوله إنه "صانع السعادة" فتنطق نفس الكلمة بعدها بأيام قليلة من قبل "هاكر" آخر.
إن كنتم لا تجيدوا الابتكار فلا تسرقوه ، وإن كنتم مصرين على السرقة فلتضعوا الكلمات في موضعها ولتنسبوها لصاحبها.
عصام الشوالي ذات مرة استعار بعض كلمات الطيب ونسبها له على الفور لأنه يعرف مدى قيمة هذه الكلمات، أما إن كان التقليد الأعمى هو شعار المرحلة فبإمكان الموهوب عمرو راضي أو أصدقاء فيلجول الذين يقوموا بتقليد المعلقين أن يكونوا أكثر إبداعاً في هذا المجال.
سيبقى المصدر متجدداً دائماً في كلماته وفي ألحانه والأهم في فلسفته فمن يصف الكرة التي سددت بقوة فوق المرمى بـ "كانت عايزة شوية حنية"، وارتباك حارس المرمى من توالي الهجمات على مرماه بـ "لسان حاله بيقول .. حاسس بمصيبة جايالي .. يا لطيف يا لطيف" وبتمريرات الموهوبين دون النظر إلى الزميل بـ "ده مركب مرايات جنب ولا إيه"بإمكانه أن يخرج المزيد والمزيد ، في الختام شكراً لكم ، ستجعلون أحمد الطيب أكثر إبداعاً.