كتب : أمير عبد الحليم | الأحد، 19 أبريل 2015 - 16:15
حتى لا يغني ريال مدريد "الملاحة الملاحة"
كان واضحا بالنسبة لي وأنا أرى برشلونة ينهي الشوط الأول متقدما من فرصة واحدة على فالنسيا وميسي يسدد في يد الحارس بعد انفراد من منتصف الملعب لتسقط الكرة أمامه ويسجل، أن نهاية هذا اليوم ستكون بهذا الشكل.
بالتأكيد لا يوجد نحس أكثر من أن تخسر لاعبين من ضمنهما الأهم في الفريق - في رأيي -، في مباراة كانت سهلة في وقت حاسم من الموسم.
فإحساس المشجع المدريدي بعد مباراة مالاجا لم يختلف عن محمود عبد العزيز وهو يصرخ في ندم "الملاحة الملاحة" في نهاية فيلم العار على شقى عمره الضائع.
فالفريق عامة كان في طريقه للخروج بـ"لا حمص" هذا الموسم، ولكن عودة مودريتش من الإصابة أحيت الآمال بعدما استعاد الفريق جزء من توازنه.
نعم الفريق بأكمله يتأثر بوجود هذا اللاعب في الملعب، يعوض غياب رونالدو وبيل وجيمس رودريجيز وراموس .. ولكن في غياب مودريتش يخسر الصدارة والكأس ويهينه شالكه في سنتياجو برنابيو.
مودريتش يمنح ريال مدريد ما لا يستطيع أي لاعب آخر أن يقدمه لريال مدريد ولا بديل له .. هذه حقيقة، وهذا ذنب الاستغناء عن شابي ألونسو في بداية الموسم.
ما علينا، المهم هو أن أنشيلوتي بات مجبرا على تغيير طريقة اللعب بعدم وجود بديل لمودريتش، وأمامه 3 حلول ..
إسكو
هو الخيار الأقرب لأنشيلوتي .. الاعتماد على إسكو ليكون بديل مودريتش مع منحه بعض الوظائف الدفاعية - التي يجيدها - لمساندة كروس.
وقتها سيلعب إسكو بجوار جيمس رودريجيز، وسيكون مكلفا بدعم جاريث بيل - لو شارك - على الجانب الأيمن .. مع مساندة توني كروس في الضغط على وسط أتليتكو وقتل مرتدات الضيوف.
هذا الحل لن يكون جديدا على أنشيلوتي، فهذا كان خياره بعد إصابة مودريتش الأولى.
منحته الفوز على مالاجا 2-1 بصعوبة، ولم تصمد أمام فالنسيا ليخسر أول مبارياته في 2015 واضطر في هذه المباراة لتغيير رودريجيز بخضيرا بعدما خسر السيطرة على وسط الملعب.
ولكن بشكل عام، أرقام إسكو الدفاعية ليست بعيدة عن مودريتش .. طبيعي أن التفوق للوكا رغم أنه لعب نصف العدد من المباريات، ولكن إشراك إسكو سيكون الخيار الأمثل لو أراد أنشيلوتي خنق أتليتكو في وسط ملعبه كما فعل في الشوط الأول من مباراة الذهاب.
إسكو يمرر أكثر من مودريتش للأمام، فخلال 29 مباراة مرر 922 تمريرة للهجوم .. وهو ما يجعله يجعل نسبة تمريرات لوكا الصحيحة أعلى منه، ولكن ليس بفارق كبير على أي حال.
مودريتش يتفوق أيضا في أطوال تمريراته، هو اللاعب القادر على نقل الفريق بأكمله من وضعية الدفاع إلى الهجوم بتمريرة طولية واحدة، ولكن إسكو بتمريراته القصيرة منح ريال مدريد 36 فرصة للتسجيل مقابل 16 لمودريتش، وبالتالي خطة ريال مدريد يجب أن تقوم على التمريرات القصيرة.
هذا الخيار مرهون بمشاركة بيل، فلو غاب بيل ستكون مشاركة إسكو إجبارية لتعويض جيمس رودريجيز الذي سيتجه إلى الجناح.
وهنا سينتقل أنشيلوتي إلى حلين لا أتمنى أن يلجأ إلى واحد منهما.
إيارا
لا أعتقد أو بمعنى أصح لا أحب لا اعتبر خضيرا لاعبا في ريال مدريد بعد الـ4-0 ومباراة شالكه.
مشكلة الاعتماد على إيارا هو أن وسط ريال مدريد سيكون دفاعيا جملة وتفصيلا ضد أتليتكو، لن تجد السيطرة التي كان عليها ريال مدريد في مباراة الذهاب وسيحتاج الفريق وقتا أطول لبناء الهجمة.
إيارا لم يحصل على ثقة أنشيلوتي حتى في أحلك الظروف بغياب شابي ألونسو الموسم الماضي عن نهائي دوري الأبطال.. وهو الموقف الأقرب لما يواجهه ريال مدريد حاليا.
فأنشيلوتي فضل إشراك خضيرا حتى لو كان عائدا من إصابة طويلة عن اللعب بإيارا، وحتى بعدما شاهده وهو على وشك منح الكأس لأتليتكو لم يفكر في إيارا.
وبالتالي، حتى لو قرر أنشيلوتي إشراك إيارا فلن يستطيع أن يمنحه ثقته ليحرر كروس من الدفاع.
بيبي أو راموس
ميزة هذا الحل هو أنه سيعطي الحرية أكثر لكروس ليتحول لأداء مهام مودريتش كاملة، دون أن ينظر خلفه، كما أن المستوى الذي ظهر به فاران في الذهاب مغري لمواصلة الاعتماد عليه.
ولكن هذه الطريقة أنسب لمواجهة فريق يحب التمرير العرضي مثل برشلونة جوارديولا، ولكن مع أتليتكو مدريد!
مورينيو لجأ إلى بيبي في وسط الملعب و كان ذلك لأن جوارديولا يحب الاستحواذ وتناقل الكرة كثيرا بعرض الملعب، فرغب البرتغالي في قتل الهجمات الكتالونية بمفسد إضافي للتمريرات في الوسط.
كذلك كانت أهم حيل جوارديولا هي وضع ميسي كمهاجم صريح، يسحب نفسه للوراء ويأخذ معه مدافع فيفتح ثغرة في دفاع خصومه.
لذلك كان بيبي يلعب في الوسط، ويتولى رقابة ميسي حين يتراجع الأرجنتيني دون الحاجة لأن يتحرك مدافع من ريال مدريد للأمام.
أنشيلوتي جرب هذه الطريقة مرة واحدة في أول كلاسيكو له في الليجا، ولكن وضع لمسته باستبدال بيبي براموس، وكانت النتيجة كارثية لأن برشلونة كان مدربه تاتا مارتينو وليس جوارديولا.
في مواجهة أتليتكو، لن تحتاج لمدافع "رزل" في وسط الملعب لقتل استحواذ منافسك لأنه أصلا لا يذهب إلى المرمى في مباريات مثل تلك كثيرا. هو يستغل مرة منهم ليسجل.
موسم للنسيان؟
ريال مدريد سيلعب أمام أتليتكو للمرة الثامنة هذا الموسم دون أن يحقق أي فوز حتى الآن، ونتيجة مباراة الذهاب في صالح دييجو سيميوني أكثر، فأي نتيجة غير الخسارة تعني تأهله.
على الأغلب سيسجل أتليتكو في سنتياجو برنابيو .. هذه ليست المشكلة، فما سيسجله ريال مدريد هو ما سيحسم المباراة، ولذلك لا أعطي صوتي لأي حلول دفاعية.
مشاركة إسكو بدلا من مودريتش وخيسي بدلا من بيل لو تأكد غيابه، سيكون الحل الأمثل بالنسبة لي، خاصة أنك لا تمتلك دكة قوية تستطيع أن تلجأ إليها لو تأخرت في النتيجة.. وفي هذه الحالة الحفاظ على طريقة اللعب أفضل من الانتظار.
أثق في أن هذا الموسم كان سيسير بشكل مثالي لولا الإصابات التي ضربت الفريق بشكل متتالي.
كسر وتمزق لرودريجيز، تمزق لبيبي، إصابة مودريتش بتمزق وفي ركبة، تمزق لراموس، إصابة عضلية لبيل، خضيرا وكوينتراو غابا للعلاج أكثر مما لعبا .. ليس جوارديولا فقط من له الحق في السخط على جهازه الطبي.
للتواصل مع الكاتب عبر تويتر ناقشني Follow @AmirAbdElhalim
مقالات أخرى للكاتب
-
الإخراج والكباب الأربعاء، 18 أغسطس 2021 - 18:45
-
فالفيردي اللطيف الأربعاء، 06 نوفمبر 2019 - 13:22
-
فخر العرب الحقيقي الثلاثاء، 16 يوليه 2019 - 14:54
-
الموظفون في اتحاد الكرة الأحد، 31 مارس 2019 - 16:22