القصة السابقة قد تمثل موقف ريال مدريد أو شمشون أوروبا صاحب العشر ألقاب من دوري أبطال أوروبا حين ظهر له مؤخرا "دليلة" أو بالأحرى دييجو سيميوني والذي نجح في تكدير صفاء هيمنته الكاملة للفريق الملكي على العاصمة.
ثلاث بطولات.. إقصاء من بطولاتين وثالثة في خطر.. وكل ذلك بسبب فريق واحد.
نجح سيميوني في إنهاء هيمنة الميرنجي على دربي مدريد بل ووصفه العديدون بأنه "صانع المعجزة"..
قد تبدو كلمة معجزة كبيرة بعض الشيء ولكن بالنظر لموقف أتليتكو حتى وصول سييميوني فإن "الروخي بلانكوس" عجز عن الفوز على ريال مدريد لمدة 14 عام ما بين 1999 وحتى 2013.
سيميوني أو اتليتكو بشكل عام هذا الموسم نجح في إفساد مشوار ريال مدريد في ثلاث بطولات بداية من شهر اغسطس واقتناص بطولة كأس السوبر ثم في شهر يناير وإقصاء الفريق الملكي من كأس إسبانيا ثم تحقيق فوز في ذهاب وإياب الدوري الإسباني لأول مرة منذ 64 عام ليبعده عن صدارة الليجا.
أتليتكو سيدخل مباراة الثلاثاء بثقة كبيرة نتيجة 6 مباريات جمعت بين الفريقين هذا الموسم حتى الآن..
ولكن لماذا ستكون الأمور مختلفة هذه المرة؟ ولماذا من حق جماهير ريال مدريد التفاؤل هذه المرة على عكس مسار المباريات التي جمعت الفريقين هذا الموسم؟
سيميوني أوضح تفوقه على أنشيلوتي أكثر من مرة هذا الموسم ولكن بنظرة أنشلوتي أو بنظرة "متفائل" أوضح الإيطالي بأنه يوم الثلاثاء سيكون متاحا له جميع اللاعبين وإن الهزيمة الأخيرة ستكون الدافع لهم أمام اتليتكو.
بداية من أغسطس وحتى شهر سبتمبر (خلال بطولة كأس السوبر الإسباني) كان يواجه فريق انشلوتي مشكلة في ترجمة سيطرة اللاعبين على الكرة.
وكان يعاني من مرحلة انتقالية في اللاعبين في محاولة لدمج وجوه جديدة في الفريق ثم في مباريات الكأس عانى انشلوتي من فقدان أهم لاعب وسط لديه، مودريتش، وعدم إيجاد بديل له بجانب إرهاق واضح للاعبيه.
وجاءت المباراة السادسة لريال مدريد في ظروف أكثر قسوة مع عدة إيقافات وعدة إصابات على رأسها جميس رودرجيز وسيرخو راموس ومودريتش وبيبي لتشهد تلك المباراة فوزا كبيرا لأتليتكو الذي كان دائما يدخل مباريات هذا الموسم بقائمة خالية من المشاكل حتى مع اختيار سيميوني لمشاركة البدلاء في بعض الأوقات.
خلافا للمباريات الستة الماضية سيكون متاحا لأنشلوتي أن يدخل المباراة بفريق كامل "بدنياً" وجاهز نفسيا بجانب جهازية رونالدو "تهديفيا" وثلاثة انتصارات "متوسطة" هذا الاسبوع أعادت للثلاثي الهجومي لمدريد الحياة مرة أخرى.
وعلى الجانب الأخر يدخل أتليتكو مدريد المباراة بعد تعادل محبط امام مالاجا وبعض المشاكل البدنية لجودين الذي سيتواجد غدا على مقاعد البدلاء، وإصابة مويا ومانزوكيتش العائد مؤخرا من الإصابة والأساسي يوم الثلاثاء بجانب انتقال خيسوس جاميز من مركزه لمركز المدافع الأيسر.
وعلى الرغم من أن مباراة الثلاثاء ستقام على ملعب فيسنتي كالديرون ولكنها نسبيا تقام في بطولة شمشون أوروبا المفضلة "دوري أبطال أوروبا"، فالمباراة لها ديناميكية مختلفة، فالتغييرات "البسيطة" في كلا الفريقين قد تكفي لإحداث فارق غد.
إذا خسر ريال مدريد سيكون موسم كامل معرض للخروج عن مساره بسبب خصم واحد والفوز سيعني دفعة معنوية لحامل اللقب محليا وأوروبيا.
ريال مدريد خسر عدة معارك أمام أتليتكو هذا الموسم ولكن لا يزال لديهم فرصة للفوز بالحرب.