كتب : محمد المحمودي | السبت، 11 أبريل 2015 - 19:08
خدعوك فقالوا .. كوبر منحوس
أحضر نفسي للإجابة بما قد يرفع علامات تعجب على وجه حازم إمام. "كوبر معندوش CV ؟؟ لا عنده.. محققش نجاحات؟؟ لا حقق.. أومال ماله طيب؟؟ وشه نحس؟".
نحس.. كان هذا هو المبرر الوحيد لبعض الذين رأوا أن المدير الفني للمنتخب المصري هيكتور كوبر، لم يحقق أي نجاحات تذكر في رحلته التدريبية.
هنا نستعرض معكم أهم 3 رحلات تدريبية لأهم 3 فرق دربها كوبر في أوروبا ولكن بطريقة "واقعية".
فصحيح أن الرجل بعد رحلته مع إنتر ميلان لم يقدم الكثير، ولكن كيف لنا أن نقارن تدريب فالنسيا مثلاً بتدريب منتخب جورجيا؟
عن كوبر الذي يعشق "الدفاع" و"اللاعب الجناح" صنع تاريخاً مشرفاً رغم أنف الجميع.
ريال مايوركا
لم يسمع أحد بهذا الإسم من قبل إلا في عهد كوبر.
الأرجنتيني وصل إلى النادي الإسباني عام 97 ، قدم موسما أول معه بدرجة "جيد جداً" ، أنهى الدوري في المركز السادس ، خسر الكأس أمام "برشلونة" بطل الدوري ولكن هل تعلم أن هذا الموسم استقبلت فيه شباك مايوركا السادس 39 هدفا في حين استقبلت شباك البارسا بطل الدوري 56 هدفا.. ولا أي اندهاش.
نحس كوبر كان واضحاً على الفريق بكل تأكيد ، ففاليرون نجم الفريق الأول وقتها رحل بعد موسم واحد إلى أتليتيكو مدريد ومنه إلى ديبورتيفو لاكورونيا الذي سيقوده بعد ذلك لتحقيق بطولة كأس السوبر الإسبانية في عام 2000 ، شفت نحس أكتر من كده!
مرة تانية برضه صدفة
في الموسم الثاني لكوبر مع مايوركا ، اختزل الجميع ما قام به الرجل في كلمة واحدة، "خسر نهائي كأس الاتحاد الأوروبي أمام لاتسيو"!
الدخان كاد يجعلني لا أتمكن من رؤية الفوز على برشلونة "بطل الدوري" في كأس السوبر الإسبانية، والحصول على المركز الثالث في الليجا للمرة الأولى وفي أفضل إنجاز في تاريخ النادي
يكاد الدخان يقتلني قبل أن أقول إن مايوركا "الثالث" كان صاحب أقوى خط دفاع في الدوري إذ استقبلت شباكه 31 هدف في حين استقبلت شباك بارسا البطل 42 هدف.. من هو صاحب المركز الثاني؟ نعم هو ريال مدريد.. وكم استقبلت شباكه؟ 62 هدفا! غير الولعة.
نحس كوبر استمر للموسم الثاني على التوالي مع نجم الفريق الأول داني الذي رحل إلى برشلونة في نهاية الموسم ، بالمناسبة داني أتى لمايوركا من ريال مدريد ورحل منه إلى برشلونة .. شفت نحس أكتر من كده!
خططياً، اعتمد كوبر في موسمه الثاني على طريقة 4-4-2 بعدما تعاقد مع المدافع سافييرو، والظهير الأيسر سولير.
كان هناك وجهة نظر من هذه الطريقة فالظهير الأيمن للفريق وقتها أوليازولا كان يجيد اللعب "كمدافع ثالث"، بالتالي تواجد الكاميروني لاورين أمامه كجناح أيمن في الناحية الهجومية وكظهير أيمن في الحالة الدفاعية (ما يحاول كوبر تطبيقه مع المحمدي حالياً).
وهذه الطريقة من ناحية أخرى جعلت هناك حرية حركة لسولير الذي كان سبباً بالمناسبة في هدف مايوركا في مرمى لاتسيو في نهائي كأس الاتحاد.
فالنسيا .. أهلاً كلاوديو .. وداعاً لوبيز
بعد كل هذا النحس المتواصل، استعان فالنسيا بخدمات كوبر الذي يظل نحسا كما هو.
والنتيجة، مركز ثالث في الدوري الإسباني ، 39 هدفاً في شباكه مقابل 44 هدفاُ في مرمى ديبورتيفو بطل الدوري.
اكتشاف لموهبة إسبانية تدعى جايزكا مينديتا سيصبح بعد ذلك هو الإسم الأشهر في العالم إضافة إلى مهاجم أرجنتيني يدعى كلاوديو لوبيز تطور على يد كوبر "المنحوس" الذي وجد نفسه غير قادر على الاحتفاظ به أمام إغراءات أندية أوروبا فرحل لوبيز إلى لاتسيو.
كل هذا تم اختزاله للمرة الثالثة بدعوى أن الفريق خسر دوري الأبطال أمام ريال مدريد في هذا الموسم بثلاثية، الوصول للنهائي لم يكن أمرا كبيراً.. غير الولعة تاني.
مرة رابعة برضه صدفة
موسم ثاني مع فالنسيا يشبه الموسم الثاني مع مايوركا، استقدام المدافع روبيرتو أيالا واكتشاف جديد للفريق يتمثل في الجناح الأيسر فيسينتي.
هنا نعيد ونؤكد أن كوبر يعشق اللعب بجناحين ففي وجود الموهوبين أيمار وزاهوفيتش في فالنسيا، استمر كوبر في اللعب بمنديتا وفيسينتي مع إعطاء الفرص للموهوبين في بعض الفترات.
الجيل الذي اكتشفه كوبر هو من سيهدي فالنسيا لقب الدوري في موسمي 2001-2002 ، 2002-2003 ، أما عن موسم 2000-2001 فكوبر نجح مرة أخرى في أن يقدم لفريقه أقوى خط دفاع في الليجا إذ استقبلت شباك فالنسيا 34 هدفاً بفارق 6 أهداف عن شباك بطل الدوري ريال مدريد.
كل هذا غير مهم فكوبر "المنحوس" خسر نهائي دوري الأبطال أمام بايرن ميونيخ بضربات الجزاء وأكد أنه مدرب فاشل .. مش كده ولا ايه !
كوبر إنتريستا
"كيف لا يفوز فريق يتواجد به رونالدو، فييري ، سيدورف ويحرس مرماه تولدو بالدوري الإيطالي"، قالها وهو ينظر إلى "الفحم" متعجباً من عدم خروج الدخان..
ماذا إذن عن إنتر قبل كوبر؟
قبل كوبر أتى إنتر من المركز الخامس ومع كوبر أنهى النيراتزوري الدوري في المركز الثالث ولكن هل تعلم لماذا لم يحقق الإنتر الفوز بالدوري؟
قبل نهاية الدوري بثلاث جولات واجه إنتر منافسا هو كييفو ، كان فوز إنتر يعني الفوز بالدوري تقريباً لكن حكم المباراة وقتها رفض احتساب هدف صحيح لرونالدو، هدف كان سيهدي النيراتزوري الفوز بدلاً من التعادل بهدفين لمثلهما وانتظار الجولة الأخيرة التي سقط الفريق وقتها أمام لاتسيو "القوي".
في الجانب التكتيكي، حافظ كوبر على طريقته المفضلة وكان كونسيساو وسيدورف هما الجناحان اللذان لعبا أكثر فترات الموسم.
في هذا التوقيت غضب رونالدو على كوبر.. وفي نهاية الموسم ، رحل البرازيلي وسط استهجان كبير من جماهير الفريق.
رونالدو أهان كوبر كثيراً بعد رحيله لكن زميله في الفريق خافيير زانيتي دافع عن كوبر وأكد أنه غير محظوظ.
"هو كله دفاع دفاع، المدافع المصري أصلاً مستهتر، عايزين مدرب بيهاجم" ، كان هذا آخر ما قاله بعد أن أقنعوه بأنه كان ينفخ في الفحم وأن الحجر في حاجة إلى التغيير.
هنا كان خطأ كوبر الوحيد بالإصرار على إثبات أنه قادر على المضي قدماً بدون رونالدو تاركاً مبادءه الدفاعية.
في الموسم الثاني له مع إنتر، تراجع الفريق كثيراً من الناحية الدفاعية، أنهى الدوري في المركز الثاني في وجود جناحين أيضاً كانا هما كونسيساو وباسكوال ، ولكن خمن كيف كانت محصلته الهجومية ؟
أقوى خط هجوم في الكالتشيو برصيد 64 هدف وهو نفس رصيد يوفنتوس بطل الدوري وقتها.. كوبر انتصر في تحدي رونالدو وهو شيء نادر الحدوث..
أهلاً بالمنحوس.. يشرفني أنك المدير الفني للمنتخب المصري.
الحكاية بالتفصيل
مقالات أخرى للكاتب
-
10 مشاهد تحكي أسطورة توتي بعد الـ40 الثلاثاء، 27 سبتمبر 2016 - 21:10
-
ميدو "المنفسن" كاره صلاح وتريكة وعبد ربه الإثنين، 21 ديسمبر 2015 - 21:36
-
فانتازيا - هذا ما دار بيني وبين محمد صلاح في روما الإثنين، 10 أغسطس 2015 - 19:54
-
حكاية "دوفة القياط".. الذي أزعج بطيشة وشلبي وأطرب شوبير والمزاجانجي الأحد، 28 يونيو 2015 - 16:05