#قصص_كروية_للشباب - دجوركاييف.. الثعبان الذي عاش في ظل زيدان ورونالدو

أن تلعب في فريق يضم في وسط الملعب زين الدين زيدان، باتريك فييرا، ديدييه ديشامب، روبير بيريس، إيمانويل بيتي وكريستيان كاريمبو ليس أمراً سهلاً بالمرة.. وأن تحافظ على مكانك أساسياً في وسط كل هؤلاء الكبار هو أكثر صعوبة.. أما أن تتألق وتفرض موهبتك على الجميع فهو يعني أنك استثنائي.. حتى لو لم تحظ بالشهرة الكافية، ربما لوجود أسطورة حقيقية إسمها زيزو..

كتب : عادل كُريّم

الخميس، 02 أبريل 2015 - 17:01
بطل القصة: يوري دجوركاييف

درجة شهرته عند المصريين: معروف لمن هم فوق الـ20.

ما قد تعرفه عنه: شارك في تتويج فرنسا بمونديال 1998 ويورو 2000.

ما قد لا تعرفه عنه: والده كان لاعبا وحاليا يدير مسابقة كأس فرنسا.

أن تلعب في فريق يضم في وسط الملعب زين الدين زيدان، باتريك فييرا، ديدييه ديشامب، روبير بيريس، إيمانويل بيتي وكريستيان كاريمبو ليس أمراً سهلاً بالمرة.. وأن تحافظ على مكانك أساسياً في وسط كل هؤلاء الكبار هو أكثر صعوبة.. أما أن تتألق وتفرض موهبتك على الجميع فهو يعني أنك استثنائي.. حتى لو لم تحظ بالشهرة الكافية، ربما لوجود أسطورة حقيقية إسمها زيزو..

لأب بولندي وأم أرمينية ولد يوري دجوركاييف في ليون الفرنسية.. الأب جان كان فرنسياً بالجنسية، وكان لاعباً لكرة القدم أيضاً.. مثل ليون ومارسيليا وباريس سان جيرمان ولعب 48 مباراة دولية بقميص الديوك، بل وعمل مدرباً لمارسيليا وجرينوبل وسانت إيتيان.. بالمناسبة، دجوركاييف الأب هو حالياً مدير مسابقة كأس فرنسا في الاتحاد الفرنسي بكرة القدم.

كرة القدم ولدت مع يوري.. حتى شقيقه الأصغر ميشا لعب الكرة لكن لأندية صغيرة بالدرجات الأدنى في فرنسا.. لكن الأول كان موهوباً منذ اليوم الأول.

بدأ يوري دجوركاييف المشوار مع جرينوبل عام 1984.. أربعة مواسم بالدرجة الثانية مع الفريق الصغير انتقل بعدها إلى ستراسبورج، حيث سجل 25 هدفاً في موسمه الأول والوحيد هناك، لتخطفه أعين موناكو في عام 1990 ويبدأ المشوار في الدرجة الأولى.

مع فريق الإمارة قضى يوري خمسة مواسم، حقق فيها لقب كأس فرنسا عام 1991 وتوجها بلقب هداف الدوري عام 1994 برصيد 20 هدفاً بالرغم من أنه لم يكن مهاجماً، لكنه كان يعرف طريق المرمى جيداً.

في 1995 انتقل يوري إلى باريس سان جيرمان.. موسم وحيد في العاصمة حقق فيه لقبي السوبر الفرنسي ثم بطولة أوروبا للأندية أبطال الكؤوس.. واختتم يوري هذا الموسم باللعب في يورو 1996 التي خرجت منها فرنسا في نصف النهائي، ليخطفه بعدها انتر ميلان الإيطالي ليلتحق بتشكيلة ضمت جيانلوكا باليوكا، خافيير زانيتي، جوسيبي بيرجومي، إيفان زامورانو، أرون فينتر ونيكولا بيرتي.

في أول مواسمه مع الإنتر كان دجوركاييف هو هداف الفريق مسجلاً 14 هدفاً في الدوري الذي أنهاه إنتر في المركز الثالث تحت قيادة روي هودسون (مدرب انجلترا الحالي).. في الموسم التالي 1997/1998 دعم إنتر صفوفه بدييجو سيميوني، والظاهرة رونالدو.. ظل دجوركاييف يلعب دوراً محورياً مع الفريق الذي خسر لقب الدوري في الأسابيع الأخيرة، ثم توج بلقب كأس الاتحاد الأوروبي، وكان ثاني هدافي الفريق في الموسم بعد رونالدو.

ثم كانت قمة الحكاية في صيف 1998.. يوري أساسياً مع الديوك في المونديال الذي توجت به فرنسا للمرة الأولى في تاريخها.. كان المدرب إيميه جاكيه يثق في ديوركاييف كثيراً لدرجة منحه دوراً أساسياً إلى جوار زيدان وديشامب في كل المباريات.. ولم يخيب "الثعبان" كما كان جاكيه يحب أن يناديه ظن مدربه.

"كانت هذه هي أروع أيام حياتي، وأجمل كرة قدم شاهدت فريقاً يلعبها في حياتي.. حينما كانت تبرز أي مشكلة، سواء فنية أو شخصية كان جاكيه دائماً يجد لها أكثر من حل.. كان هذا الرجل ساحراً.. استحققنا كأس العالم لأننا كنا أسرة واحدة"..

استمر يوري لموسم ثالث مع الإنتر حل فيه ثالثاً في ترتيب الهدافي بعد الظاهرة وزامورانو، ليرحل بنهايته إلى كايزرسلاوترن الألماني الذي قضى معه ثلاثة مواسم.. في ثانيها كان قد أضاف للقب المونديال لقباً آخر هو يورو 2000 مع فرنسا.

في صيف 2002 فاجأ يوري الجميع بالانتقال إلى بولتون واندررز الانجليزي.. فريق صغير لكنه كان يسعى لبناء شيء ما باستقدتم دجوركاييف مع النيجيري جاي جاي أوكوشا والإسباني إيفان كامبو.. ونجح يوري ورفاقه في بلوغ نهائي كأس الرابطة في عام 2004 قبل الخسارة أمام ميدلسبره بهدفين لهدف.

في 2005 انتقل يوري إلى بلاكبيرن روفرز لكنه لم يلعب سوى 3 مباريات فقط قبل أن يعلن رحيله إلى الدوري الأمريكي وتحديداً إلى نيو يورك ريد بولز الذي قضى معه موسمين.. تخللتهما واقعة طريفة.

في يونيو 2006 طلب دجوركاييف من إدارة فريقه الأمريكي العودة إلى فرنسا لرؤية والدته المريضة بالسرطان رغم ارتباط فريقه بمباريات محلية وقتها.. سمحت له إدارة ريد بولز بالعودة، فقط ليرى العالم كله دجوركاييف بعدها بثلاثة أيام في ألمانيا لمتابعة مباراة فرنسا والبرازيل في ربع نهائي مونديال 2006.. موقف أصاب إدارة ريد بولز بالغضب الشديد.

"لم أكذب.. عدت فعلا لرؤية والدتي واطمئننت عليها ثم ذهبت لأتابع المباراة.. الفيفا دعاني لحضور افتتاح المونديال ورفضت حتى لا أغضب إدارة ريد بولز، لكن هذه المرة كنت في إجازة وذهبت.. في كل الأحوال هذا آخر مواسمي مع الكرة.. سأعتزل في نهاية هذا الموسم"..

بعد الاعتزال اتجه يوري للأعمال الخيرية، وخاصة في مسقط رأس والدته أرمينيا التي عبر عن رغبته في تدريب منتخبها يوماً ما، رغم أنه لم يعمل بالتدريب قط.. يدير دجوركاييف مؤسسة خيرية تعنى حالياً باللاجئين السوريين الأرمن.

قبل اعتزاله في عام 2006 أطلق يوري أغنيته الأولى (والأخيرة) "أعيش في ضوئك Vivre dans ta lumiere".