كتب : رامي جمال
الصفقة لم تنل رضا الصحافة والجماهير التي انتقدت مورينيو لضم مهاجم يبلغ من العمر 26 عاما بذلك المبلغ الضخم، لكنه أصر على وجهة نظره ليقول:"احكموا عليه عندما يغادر".
مقولة غيرت التاريخ.. "أردت أن أجعله الأول في العالم.. فجعلني الأفضل"
مقولة غيرت التاريخ - "الرجل النبيل لا يترك سيدته"
مقولة غيرت التاريخ.. "رجاء لا تعتبروني مغرورا.. لكني شخص استثنائي"
FilGoal.com يستعرض حكاية ذلك التصريح، في إطار سلسلة من تلك التصريحات التي غيرت وجه الكرة في العالم.
من هذا؟
لم يكن يعرف جمهور تشيلسي الكثير من المعلومات عن ديديه دروجبا حينما انضم لصفوف الفريق سوى إنه تألق مع مارسيليا لموسم واحد سجل خلاله 30 هدفا، ليقرر المدرب البرتغالي شراءه في إطار عملية بناء فريق أحلام للزرق تحت إمرة رجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش.
دروجبا الذي هاجر إلى فرنسا صغيرا للعيش مع عمه عانى في بداياته من كثرة تعرضه للإصابات لدرجة أنه لم يكن يستطع أن يكمل أسبوع كامل في تدريبات أي من الفرق التي كان يلعب لها، وكان يلعب في البداية كظهير أيمن قبل أن يحوله أحد مدربيه إلى مهاجم صريح.
وبسبب فشله في إحدى مراحل حياته الدراسية اضطر لإيقاف نشاط الكرة لمدة عام، عاد بعدها لممارسة كرة القدم مرة أخرى، لدرجة أن أول عقد احترافي قام بتوقيعه كان عمره حينها يبلغ 21 عاما وذلك مع فريق لومان الذي يلعب في الدرجة الثانية في فرنسا.
أدائه الجيد مع لومان دفع نادي مارسيليا لضمه حيث سجل 30 هدفا في 51 مباراة في كل البطولات، ليقرر بعدها مورينيو ضمه إلى قلعة ستامفورد بريدج.
دروجبا أسطورة
يقول مورينيو عن رأيه في لاعبي الفرق الإنجليزية بعد وصوله إلى تشيلسي"حينما وصلت إلى إنجلترا أول مرة، وجدت كل لاعب يوجد في مركزه فقط، أريد مهاجم يسجل أهداف ويدافع أيضا".
خلال موسمه الأول مع تشيلسي سجل الفيل الإيفواري 16 هدفا ساهم بهم في فوز الزرق بلقب الدوري الإنجليزي للمرة الثانية في التاريخ، والأولى منذ نصف قرن، بالإضافة لتسجيله هدفا في نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية أمام ليفربول، ليفوز فريقه بالثنائية.
في الموسم التالي لم يسجل ديديه سوى هدفين بين شهري نوفمبر وأبريل ليتعرض لانتقادات لاذعة وأن فشله مع تشيلسي أصبح أمرا واقعا، لكن رد دروجبا كان انتقاميا موسم 2007-2006 حيث سجل 30 هدفا في 60 مباراة، كان أهمهم هو أهدافه أمام مانشستر يونايتد وأرسنال في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة على التوالي، ليقود الزرق للتتويج بهما.
ظل دروجبا يتألق مع الفريق اللندني حتى كلل مجهوده مع تشيلسي بأفضل طريقة ممكنة حينما سجل هدف التعادل أمام بايرن ميونيخ في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2012 قبل دقيقتين من نهاية اللقاء، بالإضافة لتسجيله ركلة الجزاء الأخيرة التي قاد بها الزرق للفوز بالبطولة للمرة الأولى في التاريخ، قبل أن يقرر الرحيل عن الفريق بعدها.
دروجبا رحل عن صفوف تشيلسي مسجلا 157 هدفا، بالإضافة لصناعته 71 آخرين في 342 مباراة شارك فيها مع أسود لندن، كما أنه أصبح رابع الهدافين التارييخين للنادي.
ومع رحيله عن تشيلسي بعد ثمانية أعوام قضاها مع الفريق عادت كلمة مورينيو التي قالها عام 2004 حينما ضمه تتردد مرة أخرى حينما قال"احكموا عليه عندما يغادر"، ليغادر الفيل ستامفورد بريدج وهو أسطورة.
علاقته مع مورينيو
المدرب البرتغالي كان يمدح دروجبا دائما لدرجة أنه في إحدى المرات صرح"إذا كنت أنا الرجل الخاص خارج الملعب، فدروجبا هو الرجل الخاص داخله".
هذه العلاقة أثرت بالفعل على دروجبا، وذلك حينما رحل مورينيو بشكل مفاجئ عن صفوف تشيلسي في 2007 ليعلن المهاجم الإيفواري رغبته الشديدة في الرحيل عن الفريق قائلا:"هناك شيء ما انسكر، الضرر كبير في غرفة خلع الملابس".
لكن سرعان ما اعتذر دروجبا لمشجعي فريقه عن تلك التصريحات معلنا بقائه مع تشيلسي واستكمال تعاقده، ليقود تشيلسي في موسم 2010-2009 للفوز بالثنائية المحلية الدوري وكأس إنجلترا، مسجلا كالعادة في المباراة النهائية للأخيرة، وبشكل عام 37 هدفا خلال ذلك الموسم ليفوز بجائزة الحذاء الذهبي من قبل الاتحاد الإنجليزي.
وحينما كان يستعد ريال مدريد ومدربه مورينيو لملاقاة جالاتا سراي ودروجبا في عام 2013 تحدث المدرب البرتغالي عن لاعبه السابق قائلا:"لا أقول دروجبا أفضل لاعب دربته، لأني دربت العديد من اللاعبين الكبار، لكنه كان واحد من الأعظم".
وأضاف"هو شخص رائع، وصديق عظيم، هو سيكون جزءا من حياتي للأبد، لدينا رابطة قوية تجمعنا أكثر من مجرد كرة القدم".
دروجبا رحل عن تشيلسي عام 2012، ولكنه مورينيو أعاده مجددا إلى حيث صنع تألقه، بعدما تعاقد معه تشيلسي لمدة عام قابل للتجديد، وهو الآن يلعب دور البديل الحاسم وينقل خبراته للاعبين الشباب حسبما يؤكد المدرب البرتغالي الذي أكد أيضا أن ديديه سيكون له دورا مع الزرق بعد اعتزاله لأنه من أساطير الفريق.