#قصص_كروية_للشباب - باجيو.. المنحوس الذي رفض أن يصبح جاسوسا وحاربه المدربون

"كنت أعرف أن تافاريل (حارس البرازيل) يقفز قبل الكرة لذلك قررت لعبها في منتصف المرمى، أهدرت قبل هذه ضربتين جزاء فقط وتصدى لهما الحارسين لم يسبق لي أن سددت خارج المرمى ولكن أمام البرازيل لعبتها فوق المرمى لا أعلم كيف، إنها أسوأ لحظة في حياتي".

كتب : هشام إسماعيل

الثلاثاء، 24 مارس 2015 - 18:12
بطل القصة: روبرتو باجيو

درجة شهرته عند المصريين: معروف لدى الجميع بالإسم أو المشاهدة.

ما تعرفه عنه: ضربة الجزاء الضائعة في نهائي مونديال 1994، أفضل لاعب في العالم 1993

ما قد لا تعرفه عنه: اندلعت مظاهرات مرتين بسببه في إيطاليا

"كنت أعرف أن تافاريل (حارس البرازيل) يقفز قبل الكرة لذلك قررت لعبها في منتصف المرمى، أهدرت قبل هذه ضربتين جزاء فقط وتصدى لهما الحارسين لم يسبق لي أن سددت خارج المرمى ولكن أمام البرازيل لعبتها فوق المرمى لا أعلم كيف، إنها أسوأ لحظة في حياتي".

هكذا يقول روبرتو باجيو عن أشهر لحظات حياته عندما أهدر ركلة الترجيح الحاسمة التي خسر بها منتخب إيطاليا نهائي كأس العالم 1994 ومع الأسف ستظل هذه الخسارة مرتبطة به أبد الدهر.

باجيو قاد إيطاليا للوصول إلى نهائي كأس العالم 1994 بعد أن سجل 5 أهداف جميعهم كانوا في الأدوار الإقصائية وحاسمين قاد بهم الأتزوري للعب في باسادينا بأمريكا أمام البرازيل على اللقب الرابع، لكن لن يذكر له أحد سوى ذلك المشهد عندما نظر صاحب أشهر "ذيل حصان" للأرض فيما بدأ تافاريل في صلوات الشكر لله على التتويج.

- بعد 4 أعوام عاد روبرتو باجيو ليقود هجوم إيطاليا في كأس العالم 1998 وفي المباراة الافتتاحية أمام تشيلي تسبب في ركلة جزاء لينظر إلى الأرض من جديد بعد صافرة الحكم وليس في باله سوى ذلك الكابوس الذي يطارده منذ تلك الليلة في باسادينا بالولايات المتحدة، كييزا زميله جاء لتهدئته قبل أن ينبري لمواجهة كارلوس تابيا حارس تشيلي.

باجيو يستعد وينظر للحكم، أحد لاعبي تشيلي صاح ببعض الكلمات في وجهه ليذكره بركلة الجزاء التي أضاعها أمام البرازيل ليستفزه.. الساعة توقفت والكل صامت في ملعب بوردو منتظرا ماذا سيحدث.. ثم يسجل روبي بصعوبة ويتخلص من الكابوس ولو مؤقتا.

هذا الهدف كان تاريخيا أيضا لأنه بات أول لاعب إيطالي يسجل في 3 كؤوس عالم وهو الوحيد بشكل عام.

البداية

ولد باجيو عام 1967 في مقاطعة فيتشينزا، في عائلة كبيرة تضم 10 أفراد.. بدأ مشواره مع الكرة في فريق فيتشينزو الذي كان يلعب بالدرجة الثالثة وفي عمر الـ18 كان في طريقه للانتقال إلى فيورنتينا لكنه تعرض للإصابة بالرباط الصليبي قبل أيام فقط من إتمام الصفقة مع الفيولا ونصحه بعض الأطباء باعتزال الكرة.

لكن فيورنتينا أصر على علاجه ودفع تكاليف العملية في فرنسا، نظرا لما كان يمتلكه اللاعب الشاب من مهارات.. باجيو في الملعب كان يجمع بين مهارات صانع الألعاب رقم 10 والمهاجم القناص رقم 9.

وعاد باجيو للعب لكنه أصيب بعدها مجددا واحتاج الجرح لـ220 غرزة! تلك الإصابة وأثارها ظلت تلاحقه حتى نهاية مشواره، لكن شغفه بكرة القدم جعله يحاربها حتى أخر دقيقة ركضها في ملاعب كرة القدم، كل النجاحات التي حققها حتى عندما وقف على قمة عالم كرة القدم في 1993 كان يفعلها وهو متأثر بها.

باجيو أصبح من نجوم فيورنتينا ولم يفصله عن هداف الكالتشيو (البطولة الأقوى بلا منازع آنذاك) في عمر الـ22 عاما سوى الأسطورة فان باستن، لينضم للأتزوري في مونديال 1990 ويسجل أفضل أهداف البطولة في شباك تشيكوسلوفاكيا بالإضافة لهدف أخر في شباك شباك إنجلترا بمباراة المركز الثالث.

المظاهرات

انتقل باجيو إلى يوفنتوس قادما من فيورنتينا مقابل تقريبا 16 مليار ليرة إيطالية (12 مليون دولار تقريبا آنذاك) وهو ما جعله أغلى صفقة في التاريخ عام 1990 لتندلع مظاهرات عنيفة في فلورانسا احتجاجا على رحيل اللاعب.. الصراع بين الناديين كان اشتد قبل 8 سنوات من هذه الصفقة عندما فاز فريق السيدة العجوز بالدوري على حساب فيورنتينا في الجولة الأخيرة بسبب قرارات تحكيمية وفقا لرواية جمهور الفيولا الذي يعتبر أن يوفنتوس سرق اللقب.

في النهاية تمت الصفقة لكن عودته لملعب فيورنتينا كانت حارة بعض الشئ وشهدت العديد من الأحداث، بداية من رفضه لتسديد ضربة جزاء وأهدرها زميله فرانكي وعندما استبدل ارتدى وشاح الفيولا وقام بتحية الجماهير وهو ما لم يأت بشكل إيجابي مع جماهير يوفنتوس.

- أصبح باجيو قائدا ليوفنتوس في موسمه الثالث وفي ذلك العام قاد الفريق للفوز بكأس الاتحاد الأوروبي عندما سجل هدفي الفوز في النهائي على باريس سان جيرمان، بشكل عام كان أفضل مواسمه وجمع بين جائزتي أفضل لاعب في العالم والبالون دور عام 1993.

بعدها بسنتين انتقل إلى ميلان بعد أن أطاحت به إدارة يوفنتوس ومدربه مارشيلو ليبي، باجيو انتقل ميلان في ظل احتجاجات من جماهير السيدة العجوز من جديد.

الانكسار ثم نهاية رائعة

قضى باجيو مع ميلان عامين غير ناجحين فاز خلالهم بالدوري مرة ومنه إلى بولونيا حيث لعب موسما رائعا ترشح على إثره لجائزة أفضل لاعب في العالم وكذلك للبالون دور.

عام 1998 انتقل باجيو لناديه المفضل إنتر ميلان لكنها لم تكن فترة ناجحة سنتعرف على أسبابها لاحقا، وفي عام 2000 أكمل المهاجم الأسطوري انتقالا غريبا لكنه ناجحا إلى صفوف بريشيا.

باجيو انتقل فيما بعد إلى بريشيا وعلى الرغم من تخطيه الـ33 إلا أنه لعب 4 مواسم ممتازة سجل فيهم 46 هدفا في 100 مباراة ليعتزل الكرة عام 2004، وتلقى تحية من جماهير ميلان في مباراة الفريقين من قبل 80 ألف مشجعا على ما قدمه لكرة القدم عموما والإيطالية تحديدا.

عدو المدربين

يظل روبرتو باجيو أحد أكثر اللاعبين أصحاب العلاقات السيئة بالمدربين، ليس لسوء سلوكه أغلب الأوقات فقط لأنهم دائما ما يشعرون أنه القائد.

يقول باجيو عن هذا الأمر "نرجسية المدربين هي السبب في العلاقة السيئة بيني وبينهما، دائما كنت أحظى بالشعبية الأكبر داخل الفريق من قبل اللاعبين والجماهير".

- مع ساكي المدير الفني لمنتخب إيطاليا عام 1994.. الأمر بدأ حينما سحبه خلال مباراة النرويج بعد أن اضطر الأتزوري ليلعب بـ10 لاعبين إذ التقطته الكاميرات يقول "هذا الرجل مجنون".. العلاقة توترت كثيرا بعدها بين الثنائي.

- مارشيلو ليبي أطاح به من يوفنتوس عام 1995 ثم تولى تدريب إنتر عام 1999 الذي طلب من باجيو تقديم تقارير في اللاعبين دون علمهم وهو ما رفضه اللاعب، يقول "الأمر أشبه بأن أصبح جاسوسا".. بالطبع ليبي نادرا ما كان يشرك باجيو في المباريات.

يقول باجيو في كتاب سيرته الذاتية عن هذه الفترة "ليبي أعلن الحرب علي في إنتر ميلان، المشكلة أنه عندما كنت لا ألعب كنت أنال النقد، هو حاول تدميري لكنه لم ينجح في ذلك".

وأضاف "في مرة مررت لفييري كرة من 40 ياردة سجلها ليصفق لي وكذلك بانوتشي كان أمرا عاديا بين أي زميلين، ليبي انفجر من الغضب وقال لهم ماذا تفعلون!! هذا ليس مسرحا، نحن لا نصفق لبعضنا هنا".

- كارلو أنشيلوتي أيضا نال من باجيو ذات مرة عندما كان مدربا لبارما عام 1997 ورفض ضمه بسبب عدم مناسبته لطريقة اللعب، مدرب ريال مدريد الحالي عاد وأكد أنه نادم على عدم ضم باجيو.

- تراباتوني رفض انتدابه لمنتخب إيطاليا في كوريا واليابان عام 2002 وتفسيره أن ديل بييرو وتوتي يقومان بنفس الدور ولذلك جلب لاعب ثالث قد يخلق مشاكل بين اللاعبين!

تراباتوني عاد وقدم لفتة طيبة لباجيو إذ جعله يشارك مع الأتزوري للمرة الأخيرة عام 2004 وارتدى الرقم 10 وشارة القيادة في مباراة ودية أمام إسبانيا قبل أن يسحبه ليتلقى تحية الجماهير.