بالفيديو - كابتن كندا

تجلس السيدة جان في منزلها في كندا لتستمع إلى صغيرها ستيف الذي يخبرها أن يوما ما سيصبح لاعبا عظيما في دوري الرابطة الوطنية لكرة السلة لكنها لم تبال لأنها تعلم صعوبة حدوث ذلك خاصة بالنسبة لمن نشأ في كندا.<br>

كتب : شادي أمير

الإثنين، 23 مارس 2015 - 14:21
تجلس السيدة جان في منزلها في كندا لتستمع إلى صغيرها ستيف الذي يخبرها أن يوما ما سيصبح لاعبا عظيما في دوري الرابطة الوطنية لكرة السلة لكنها لم تبال لأنها تعلم صعوبة حدوث ذلك خاصة بالنسبة لمن نشأ في كندا.

هناك مقولة يعرفها الجميع في ذلك الوقت في أمريكا "الأحمق الذي نشأ على ممارسة كرة القدم والهوكي لا يستطيع شق طريقه إلى دوري الرابطة الوطنية."

لكن ستيف ناش لم يكن كنديا. نعم لقد نشأ في كندا وحصل على جنسيتها لكنه ولد في جنوب إفريقيا لأم من ويلز وأب إنجليزي لعب كرة القدم لفترة طويلة قبل أن يعتزل ويستقر في كندا بعد جولة حول العالم مع عائلته الصغيرة.

ناش – 41 عاما - والذي أعلن اعتزاله رسميا تألق كلاعب كرة وحصل على جائزة أفضل لاعب في مقاطعة بريتش كولومبيا في الساحل الغربي لكندا وكان بإمكانه الانضمام للمنتخب الكندي في المستقبل كما لعب هوكي الجليد وفاز بثلاثة ألقاب للشطرنج وهو في المدرسة الإبتدائية.

وفي عامه الأخير في المدرسة الثانوية كان ناش لاعبا في صفوف فرق كرة القدم والرجبي وكرة السلة.

وأعجب مدرب إيان هايد-لاي بموهبة ناش في عامه الأخير في المدرسة الثانوية حيث قاد الفريق للتأهل لبطولة المقاطعات في كندا.

وأعتقد ناش ومدربه أنه يستطيع الانتقال إلى أي جامعة في أمريكا والمشاركة في فريق كرة السلة لكن ذلك لم يكن رأي الآخرين.

وخلال عامي 1991 و1992 أرسل هايد-لاي إلى أكثر من 24 جامعة لمشاهدة ناش لكن كان الرد دائما هو الرفض واحتفظ ناش بخطابات الرفض في صندوق حذاء قديم ما زال يحتفظ به حتى الآن.

وكان خطاب الموافقة الوحيد الذي وصل ناش من جامعة سانتا كلارا وأرسل هايد-لاي فيلم قصير إلى سكوت جرادين مساعد المدرب الذي انفجر في الضحك بعد مشاهدته بسبب وقوع منافسي ناش على الأرض وهم يحاولون الدفاع أمامه.

وتحدث جرادين إلى ديك دافي مدرب سانتا كلارا الذي انتقل لمشاهدة ناش على الطبيعة خلال بطولة مقاطعة بريتش كولومبيا وفوجيء بعدم وجود أي مدرب من الجامعات الأخرى لمشاهدة ناش.

ووافق دافي على منح ناش منحة دراسية في الجامعة عام 1992 بشرط أن يحسن أدائه الدفاعي بعد أنه أخبره أن لديه أسوأ طريقة دفاع شاهدها في حياته.

ولم يخيب ناش آمال مدربه وقاد فريق جامعة سانتا كلارا للفوز ببطولة الساحل الغربي وحصل على جائزة أفضل لاعب وكانت هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يفوز فيها لاعب مبتدىء بالجائزة ليعود الفريق للمشاركة في بطولة الجامعات للمرة الأولى في خمس سنوات.

وفي الدور الأول استطاع ناش قيادة فريقه لتحقيق مفاجأة كبيرة بالفوز على فريق جامعة أريزونا المصنف الثاني لكن فريق سانتا كلارا ودع البطولة من الدور الثاني.

ومع نهاية العام الثالث في الجامعة تراجع ناش عن فكرة دخول درافت دوري الرابطة الوطنية مفضلا الاستمرار في الجامعة للعام الأخير.

ولعب في ذلك العام مع الفريق الكندي لكرة السلة ومع عدد من اللاعبين مثل جيسون كيد وجاري بيتون وكانا يلعبان في دوري الرابطة الوطنية.

وفي عام 1996 أعلن ناش دخوله درافت الرابطة الوطنية وكان رقم 15 بعد أن اختاره فريق فينيكس صنز لكن جماهير صنز التي حضرت الدرافت أطلقت صفارات الاستهجان بسبب اختيار لاعب غير معروف ولم يلعب في صفوف أحد الفرق القوية في اخر عامين.

وبعد عامين مع صنز اقنع دوني نيلسون والده دون نيلسون مدرب دالاس مافريكس بالحصول على ناش مقابل ثلاثة لاعبين واختيار الجولة الأولى في درافت 1999 والذي سيصبح هو شون ماريون فيما بعد.

وبدأ دون نيلسون مع مارك كوبان مالك مافريكس في بناء فريق قوي يسعى للتأهل إلى الأدوار الإقصائية للمرة الأولى منذ 1990.

وبالفعل نجح ناش في وجود ديرك نوفيتسكي ونايكل فينلي في قيادة دالاس للأدوار الإقصائية للقسم الغربي خلال موسم 2000-2001 لكنه ودع البطولة من الدور الثاني وكذلك في الموسم التالي قبل أن يتأهل الفريق إلى نهائيات القسم موسم 2002-2003 ويخسر أمام سان أنطونيو سبرز.

ومع انتهاء عقده مع دالاس فضل كوبان عدم التعاقد مع ناش الذي عاد إلى صنز بعقد قيمته 63 مليون دولار خلال ست سنوات.

لكن قصة ناش ونوفيتسكي في دالاس لم تكن هل تأهل الفريق إلى الأدوار الإقصائية أم لا بل أكبر من ذلك.

نوفيتسكي انتقل إلى أمريكا وهو في العشرين من عمره ليجد ناش يتولى أمره ومساعدته على تطوير طريقة لعبهما سويا.

لكن ما أحزن نوفيتسكي هو رحيل ناش عن دالاس بعد أن شعر باستسلام الأخير وفقدانه أمل الفوز بالبطولة. وهو ما جعل الجميع يتسائل هل كان يمكن لدالاس الفوز بالبطولة عام 2006 إذا واصل ناش مشواره مع الفريق وهو السؤال الذي سيظل بلا إجابة.

وبعد فوز دالاس بالبطولة عام 2011 شعر ناش بحزن شديد لأنه كان يمكن أن يكون ضمن هذا الفريق ورغم وجود جيسون كيد كصانع ألعاب لدالاس في هذا العام إلا أن نوفيتسكي ما زال يعتقد أن ناش هو أفضل صانع ألعاب لعب بجواره.

ومع عودة ناش إلى صنز أصبح أول لاعب كندي يفوز بلقب أفضل لاعب في دوري الرابطة الوطنية موسم 2004-2005 وقاد الفريق للتأهل إلى نهائي القسم الغربي قبل الخسارة أمام سبرز.

واحتفظ ناش بلقب أفضل لاعب في الموسم التالي لينضم إلى عشرة لاعبين في تاريخ البطولة استطاعوا الفوز باللقب مرتين متتاليتين وخسر الفريق في نهائي القسم الغربي أمام دالاس.

ولم يستطع صنز بعد ذلك التأهل إلى نهائي القسم الغربي إلى أن قرر ناش الرحيل عن الفريق والانضمام إلى لوس انجيليس ليكرز عام 2012 في محاولة من الإدارة ببناء فريق قوي حول ناش وكوبي براينت ودوايت هاوارد الذي رحل بعد موسم واحد فقط.

وخلال ثلاثة مواسم مع ليكرز عانى ناش من عدد كبير من الإصابات والتي أدت إلى عدم مشاركته في أي مباراة في الموسم الحالي ليعلن اعتزاله.

ويعد ناش هو اللاعب الوحيد في تاريخ دوري الرابطة الوطنية حتى الآن الذي انضم إلى نادي 50-40-90 أربع مرات (50 % نجاح في التصويب – 40% نجاح في تسجيل الرميات الثلاثية – و90% نجاح في تسجيل الرميات الحرة).

كما أنه في المركز الثالث من حيث عدد التمريرات الحاسمة برصيد 10 آلاف و335 تمريرة.

واثبت ناش أن مقولة "الأحمق الذي نشأ على ممارسة كرة القدم والهوكي لا يستطيع شق طريقه إلى دوري الرابطة الوطنية." يمكن تغييرها إلى "الأحمق الذي نشأ على ممارسة كرة القدم والهوكي يستطيع شق طريقه إلى دوري الرابطة الوطنية بل والفوز بلقب أفضل لاعب مرتين."