إذاً، وكما هو واضح من حديث فان جال، أحد أسباب استقدام دي ماريا من قبل المدرب الهولندي هي مرونة الأول وإجادته للعب في أكثر من مركز.
ولكن هل تصريح المدير الفني – الذي قاد هولندا إلى المركز الثالث في كأس العالم بالبرازيل - دقيق؟
قد سبق أن قال على دانييل ويلبيك إنه غير جدير باللعب ليونايتد وعاقبه الأخير بهدف الفوز لأرسنال في كأس الاتحاد.
حسناً، دعونا نستعرض بعد الحقائق و الأرقام عن دي ماريا مع ريال مدريد.
حقق دي ماريا أعلى رقم لصناعة الأهداف في الليجا الموسم الماضي؛ 17 كرة، من خلال لعبه أغلب الأوقات إلى يسار شابي الونسو ولوكا مودريتش في وسط الملعب.
حصل الأرجنتيني الدولي على جائزة أفضل لاعب في مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا - والتي فاز بها الفريق الملكي 4-1 ضد اتليتيكو مدريد - حينما كان يلعب في وسط الملعب إلى يسار سامي خضيرة و مودريتش.
صنع دي ماريا إسمه في بنفيكا عندما كان يلعب إلى اليسار من وسط ملعب دياموند رباعي (إلى الجهة المقابلة من راميرس آنذاك) ليسهم في فوز حامل لقب الدوري البرتغالي بالبطولة المحلية في موسم 2009-2010.
لم يحدث أن برز دي ماريا كلاعب جناح مهاجم أبدا ككريستيانو رونالدو أو جارث بيل أو اريين روبين.
لاعب يونايتد الحالي لاعب وسط مائل إلى العمق أكثر ما هو لاعب مهاجم مائل إلى الجناح.
و كانت إحدى مهامه مع ريال مدريد هو اللعب إلى يسار ثلاثي وسط الملعب للتغطية الدفاعية، حيث أن رونالدو لا يرتد إلى الوراء مفضلاً التواجد في مساحة خالية للقيام بالمرتدات.
هذا ليس معناه أن دي ماريا لاعب جناح فاشل، فهو قد تمكن من صناعة هدف التعادل لواين روني في شباك ارسنال في مباراة الكأس من خلال عرضية رائعة بعدما "قطم" إلى الداخل من الطرف الأيمن.
الموضوع ببساطة، إن كنت تمتلك لاعب بقدرات و مهارات دي ماريا فعليك كمدير فني ان توظفه في أفضل مراكزه لإستخراج أفضل ما لديه حتى و إن تطلب الأمر تغيير طريقة اللعب.
وهنا يكون الرد على سؤال جماهير يونايتد؛ لماذا تدنى مستوى دي ماريا بعد بداية رائعة مع العملاق الإنجليزي؟
تلك البداية القوية استطاع فيها دي ماريا أن يحرز ثلاثة أهداف ويصنع أربعة آخرين حينما كان فان جال يلعب به على يسار الدياموند.
فهو يجيد استلام الكرة في موضع الـhalf turn من أحد اللاعبين الدفاعيين في الفريق ثم الدوران والانطلاق الى الأمام بسرعته لتحويل الفريق من الدفاع إلى الهجوم.
دي ماريا يستلم الكرة في مواضع متأخرة وإلى الداخل من الملعب ليقطع مسافات طويلة حتى يصل إلى مرمى الخصم، لكنه ليس نوعية اللاعبين الذين يحبون إستلام الكرة في الثلث الأخير و من ثم تهديد دفاع الخصم.
هذا ما كان يفعله دي ماريا تحت قيادة جوزيه مورينيو في ريال مدريد، و ظل يفعله كثيراً مع منتخب بلاده حينما كان يدربه مارادونا و أليخاندرو سابيلا.
لكن لسبب ما، غير فان جعل طريقة ال-4-4-2 الدياموند التي أجاد فيها دي ماريا التحرك من العمق لخط التماس لمساندة ظهير الجنب - ليستغل الأخير كجناح مهاجم على الطرف أو مهاجم في القلب.
وبالتبعية قل إنتاج الزئبقي الأرجنتيني، فطوال شهر نوفمبر لم يستطع سوى أن يصنع هدفين، وفي آخر 10 مباريات له بالدوري كل ما فعله هو صناعة هدفين دون أن يسجل.
ولكن لماذا لا يكون دي ماريا خطيراً كمهاجم صريح؟ أو بطريقة أخرى؛ لماذا لا يصبح روبين آخر يجري خلف المدافعين كما فعل لاعب بايرن ميونيخ مع هولندا ضد أسبانيا في مباراة الخمسة الشهيرة في كأس العالم؟
مشكلة وسط ملعب يونايتد أنه لا يصنع لعب بما يكفي، لا يعطي التمريرات البينية لخدمة المهاجمين...
ظل الفريق الإنجليزي مراراً يعاني من أجل الوصول للمرمى هذا الموسم.
يضاف إلى ذلك، إذا لعب المنافس بخط دفاع متأخر فإنه يحرم هجوم الفريق من تلك المساحات التي يحتاجها دي ماريا ليكون مثل روبين، و الهزيمة 1-0 أمام ساوثامبتون خير دليل على ذلك.
على فان جعل إن أراد إنقاذ ما يمكن انقاذه - أي التأهل لدوري ابطال أوروبا الموسم القادم - أن يرى كيف كان يحسن استغلال دي ماريا في بداية الموسم . فهذا اللاعب وحدة هو مصدر السرعة و المهارة و الخطورة في وسط ملعب يونايتد البائس.