كتب : شادي أمير
لا يوجد أفضل من الوصف الذي أعطاه إياه صديقه وزميله بفريق أوكلاهوما سيتي ثاندر كيفن ديورانت في كلمته الخاصة بعد فوزه بجائزة أفضل لاعب في الموسم الاعتيادي للدوري الأمريكي لكرة السلة..
يقول: "إنه لاعب يمكن أن يكسر الحائط من أجلك. في بعض الأحيان أريد أن أخذ منه الكرة وأحيانا أخرى يريد هو نفس الأمر. لقد تحمل العديد من الانتقادات السلبية غير العادلة. سأكون أول من يقف بجانبك. لكن أبق كما أنت الجميع يحبك. وأنا أحبك."
الرقم صفر
راسيل ويستبروك أو الرقم صفر الذي اختار أن يرتديه منذ أن كان في فريق جامعة كاليفورنيا لأنه كفيل بلفت الأنظار إليه نفس الأنظار التي لم تقتنع بإمكاناته.
وعلى الرغم من عدم اهتمامه بالأرقام لكن نستطيع القول إن الأرقام هي من تهتم به لتضعه على طريق العظماء في اللعبة.
ويستبروك الذي وقف قبل المباراة ليرتدي القناع الخاص به بعد أن أجرى جراحة في الوجه قبل عدة أيام، واطمئن إلى وجود التميمة الخاصة بأعز صديق له في المدرسة الثانوية والذي توفى قبل أن يستطيع اللعب في الدوري الأمريكي..
أعاد ذكريات مايكل جوردان بتسجيله ثلاثة أرقام مزدوجة للمرة الرابعة على التوالي (49 نقطة – 16 متابعة – 10 تمريرات حاسمة) للمرة الأولى منذ أن فعلها جوردان عام 1989 لكن الأخير جعل الأمور أكثر صعوبة لأنه سجل ثلاثة أرقام مزدوجة في سبع مباريات متتالية لكن الرقم القياسي سجله ويلت تشامبرلين بتسع مرات متتالية.
وهو أكبر عدد من النقاط للاعب سجل ثلاثة أرقام مزدوجة منذ أن سجل لاري بيرد 49 نقطة عام 1992.
ولنجعل الأمور واضحة لغير متابعي كرة السلة فالأمر بمثابة أن تطلب من أي كريستيانو رونالدو أو ليونيل ميسي إحراز خمسة أهداف وصنع خمسة أهداف في مباراة واحدة أربع مرات متتالية.
ويستبروك الذي بدأ مشواره في الدوري الأمريكي عام 2008 لم يكن الاختيار الرابع في درافت 2008 لكن من الذين سبقوه لم يتألق منهم سوى ديريك روز لاعب شيكاغو بولز.
ونجح في تسجيل ثلاثة أرقام مزدوجة للمرة الأولى في الثاني من مارس 2009 ليصبح ثاني لاعب مبتدئ بعد كريس بول الذي ينجح في فعل ذلك.
وفي أولى مبارياته في سلسلة النهائيات في تاريخه نجح ويستبروك في تسجيل 27 نقطة بالإضافة إلى 11 تمريرة حاسمة لينضم إلى جوردان بكونهما من سجلا أكثر من 25 نقطة وأكثر من 10 تمريرات حاسمة.
وفي مباراة كل النجوم في فبراير المنصرم سجل ويستبروك 41 نقطة ليصبح اللاعب الثاني الأعلى تسجيلا منذ أن فعلها ويلت تشامبرلين بتسجيله 42 نقطة عام 1962 أي أنه نجح فيما فشل فيه جوردان وجونسون وباركلي وكوبي براينت وليبرون جيمس كما أنه أصبح أول لاعب يسجل 27 نقطة في نصف المباراة.
لكن ما يطارد ويستبروك (1.91 سم) هو المقارنة الدائمة بينه بين ديورانت فبعد أن اضطرتهما الإصابة إلى مشاهدة فريقهما من المنزل مع انطلاق الموسم الحالي عاد ويستبروك مبكرا إلى لينتشل ثاندر من المركز الأخير في القسم الغربي.
ويحافظ على أمل التأهل إلى الأدوار الإقصائية لكن عودته ارتبطت بسؤال هام ففي العام الماضي نجح ديورانت في قيادة ثاندر في الوقت الذي غاب فيه ويستبروك بسبب الإصابة واستطاع الأول الفوز بلقب أفضل لاعب في الموسم الاعتيادي. فهل يستطيع ويستبروك أن يفعلها مع غياب ديورانت؟
قد لا يكون ويستبروك مهتما بالفوز بهذا اللقب ولكنه قد يكون شعر بالغضب وهو يشاهد مباراة كليفلاند كافاليرز وهيوستن روكيتس وجماهير الأخير تصرخ في وجه ليبرون جيمس أن لاعب فريقها جيمس هاردين هو الأفضل هذا الموسم وتناسوا ما يفعله ويستبروك أو حتى ستيفن كري مع جولدن ستيت ووريورز.
غير أن ما فعله ويستبروك خلال الأربع مباريات الماضية وما سيفعله حتى نهاية الموسم قد تشعل الصراع على لقب أفضل لاعب ويجد نفسه فائزا باللقب في النهاية على حساب جيمس وهاردين وكري.
لكن ما يهم ويستبروك حقيقة هو ألا يكون النسخة الثانية من ريجي ميلر أحد أعظم لاعبي كرة السلة الأمريكية والذي فشل في الفوز بالبطولة طوال 18 موسما قضاها مع انديانا بايسرز.
بعد سنوات سيجلس أحد الأشخاص داخل غرفته الصغيرة ليكتب كيف نجح ويستبروك في تغيير طبيعة مركز صانع الألعاب مثلما فعل ماجيك جونسون من قبل وتشارلز باركلي وديرك نوفيتسكي في مركز المهاجم.