كتب : محمد البنا | الأحد، 08 مارس 2015 - 23:07
لماذا تطلق الشرطة قنابل الغاز على جمهور الكرة؟
الحدث: مباراة الزمالك وإنبي في الجولة 20 من الدوري المصري.
المكان: استاد الدفاع الجوي
النتيجة: وفاة 20 مشجعا
التحقيقات: ....
المجني عليه: جمهور الكرة
الجناة: ؟؟
مر 30 يوما ولم يخرج بيان رسمي من أي جهة في الدولة توضح أسباب مأساة الدفاع الجوي التي راح ضحيتها 20 شخصا، ما هي نتيجة التحقيقات؟ أو إلى أي نقطة وصلنا؟ هل من مُجيب؟
في طريقهم للعودة للمدرجات بعد غياب .. دعونا من هراء السياسة، لقد حضرنا من أجل تشجيع فريقنا، وغدا سنشعل الملعب بهتافاتنا، لا أستطيع الانتظار حتى السابعة والنصف.. كان هذا لسان يوسف جمال صاحب الـ15 ربيعا -رحمه الله-.
"ع الفوز الليلة حارب جمهورك بيناديك .. تسمع صوت المدرج بيغني النصر ليك" آخر ما كتبه عصام محمد قبل توجهه لاستاد الدفاع الجوي، حيث لقى ربه.
وهذا نص حديث مع صديقه ليلة المباراة..
"والله احنا مالينا في السياسة وحياتنا كلها زمالك" هكذا قال لي عم جمال والد الفقيد يوسف.
هل تريدون أدلة أخرى للتأكد أن الضحية هم جمهور الكرة؟
إذن، فلماذا أطلقت قوات الشرطة قنابل الغاز على هؤلاء؟ السؤال مُكرر .. ولكن لن يُنسى حتى تخرج إجابة منطقية، وإن كان هناك مسؤول قد أخطأ فلن يفلت من العقاب - هذا ليس حديثي، بل تأكيدات الرئيس عبد الفتاح السيسي.
شهر مضى على الكارثة، لم نسمع عن إحالة مسؤول للتحقيق، غير أن الاهتمام الأكبر الآن ينصب في سبيل المؤتمر الاقتصادي الذي تضع الدولة آمال عريضة عليه.
تمت إقالة وزير الداخلية، أو ترقيته في موقع شرفي دون تأثير على القرار، ولكنه جاء بعد 25 يوما من سقوط القتلى في محيط استاد الدفاع الجوي..
هل كان لسقوط 20 شخصا في موقع تواجدت فيه قوات الشرطة سببا في ذلك؟
---------------
بعد فوز أستون فيلا على وست بروميتش ألبيون في كأس إنجلترا والتأهل لنصف النهائي اقتحم آلاف ملعب المباراة في فوضى عارمة.
آلاف من أحفاد الهوليجانز يقتحمون ملعب مباراة للاحتفال والتكدس في أرض الملعب، حتى أن نادي وست بروميتش قد أصدر بيانا أوضح فيه أن سلامة وحياة اللاعبين والجهاز الفني والإداري كانت في "خطر واضح".
وإدارة أستون فيلا وصفت هذا الفعل بـ"المُشين"، وفتح الاتحاد الإنجليزي تحقيقا واسعا حول الواقعة، ولكن متى؟ يوم الأثنين أي بعد الحدث بيومين فقط.
المعروف أن الملاعب في إنجلترا يقوم بتأمينها شركات أمن، ولكن نجحت قوات الشرطة في القبض على 17 مشجعا.
وفريقا وست بروميتش وأستون فيلا يشكلان دربي منطقة ميدلاند الغربية .. وبين الجمهورين الكثير من المشاحنات، خاصة وأنها المباراة الثانية بينهما خلال خمسة أيام.
ولو وصل جمهور فيلا نحو الضيوف، لوقعت كارثة ..
ولكن انظر
ربما لو صنعت قوات الأمن في بورسعيد هذا الجدار بين جمهور المصري المندفع نحو مدرجات الأهلي .. لما فقدنا 72 مشجعا، رحمهم الله جميعا.
عموما، تعامل الأمن مع الموقف .. قبض على بعض المتورطين، وأخرجت الشرطة بيان تلوم فيه أستون فيلا وتطالبه بزيادة احتياطاته الأمنية في مثل هذه المباريات وقالت: "لا نريد أن نرى هذا المشهد مرة أخرى".
بمنطق قوات الأمن - أليسوا هؤلاء أولى من أن يتم إطلاق عليهم قنابل الغاز؟ هؤلاء سيفتكون ببعضهم البعض- وليسوا على مشارف الدخول لمدرجات بها جمهورهم أيضا! ولكن هذا لم يحدث، والمفاجأة .. نجح الأمن في التأمين!
وأخيرا والأهم، لم يسقط ضحية واحدة!
--------
في إنجلترا أيضا، قام رئيس الاتحاد الإنجليزي في 2012 بالاعتذار عن كارثة هيلزبره الشهيرة التي وقعت عام 1989، أي بعد 23 عاما وسقط فيها 96 مشجعا لليفربول.
اعترف كاميرون بتقصير من الجهات الأمنية، واعتذر عن تأخير ظهور الحقائق .. وعلى الرغم من أن الكارثة وقعت في غير عهده، ولكنه في موقع مسؤولية تحمل أن تعتذر الدولة رغم طول المُدة.
ملناش دعوة يا محي..
في مصر، نبحث عن إجابة واحدة .. لماذا تطلق الشرطة قنابل الغاز على جمهور الكرة؟
أليس الأمن هو من منع استخدام الشماريخ التي لا تقتل أو تصيب بالإعياء، وأقصى أضرارها هي رائحتها فقط؟ فلماذا يسمح القانون بضرب الغاز في جموع الجماهير؟
وإن كان القانون لا يسمح باستخدام الغاز وضربه عشوائيا بهذه الطريقة، فهناك قرار خاطيء من المكلفين بتأمين استاد الدفاع الجوي وعلى الدولة الحفاظ على هيبتها الحقيقة، وتوضيح هذا للرأي العام.
..
أنهيت مقالي، ولكن أريد ذكر ملحوظة مؤلمة..
حرص مجلس إدارة الزمالك على تصوير استقبالهم لأسر ضحايا الدفاع الجوي أثناء تسليمهم التعويضات ونشرها على الموقع الرسمي تصرف رخيص (أو أقل) .. استقيموا!!
للتواصل مع الكاتب عبر تويتر Follow @MelBanna_
مقالات أخرى للكاتب
-
السطور الأخيرة في أزمة صلاح الإثنين، 27 أغسطس 2018 - 20:07
-
مقال رأي - الحوت الأبيض الجمعة، 13 أبريل 2018 - 20:35
-
مقال رأي - لماذا لا يفوز الزمالك الجمعة، 15 ديسمبر 2017 - 02:07
-
شيكابالا.. رسائل ياماجوتشي في صراع البقاء أو الاختفاء الإثنين، 13 نوفمبر 2017 - 10:57