حكاية عمر الحسيني - مصري يتوج بالثلاثية في "مظاليم" أوروبا
الأربعاء، 04 مارس 2015 - 13:02
كتب : محمد البنا
مساء الثلاثاء نجح عمر الحسيني جناح الفريق وصانع ألعابه في التتويج مع ليفاديا تالين بكأس السوبر بعد أن حصد الدوري والكأس لموسم 2014/2015، فاز فريقه 5-0، وصنع هدفين.
ويبدأ موسمه الثاني يوم الجمعة المقبل في افتتاح المسابقة، ناديه يثق فيه ولهذا عرض على اللاعب تمديد تعاقده.
بعض اللاعبين المصريين الكبار انتهت مسيرتهم مع الكرة دون الوقوف على منصات التتويج، ولهذا نرصد ظاهرة الحسيني.
وتواصل FilGoal.com مع عمر الحسيني صاحب الـ29 عاما من أجل رواية مشواره مع الكرة، حتى وصل لمنصات التتويج في إستونيا.
البداية
بدأ عمر الحسيني مشواره مع الكرة مع فريق الشرقية للدخان، إسكو، القناة ثم كهرباء الإسماعيلية.
كان يراوده حلم الاحتراف في أوروبا منذ 2002 عندما كان شابا، وبالفعل تواصل مع أحد وكلاء اللاعبين الذي أحضر له عرضا فرنسيا.
يقول الحسيني: "وصلني العرض من نادي آميان الفرنسي وكان وقتها يحتل وصافة دوري الدرجة الثانية، وكنت صغيرا وأطمح في السفر حتى لو في ناد صغير".
وأضاف "للأسف لم تسر الأمور كما يجب، وتعثرت في استخراج أوراق السفر إذ كانت أحداث 11 سبتمبر تخيم على الأجواء، كما أنني لست لاعبا دوليا فتأجلت فكرة الاحتراف".
بعد الفشل في السفر إلى فرنسا، أثر ذلك على نفسية اللاعب، ويفسر "كنت أضع مستقبلي كله في هذا الوقت بتلك التجربة، ومع فشلها تأثرت جدا حتى أنني تعرضت لإصابة طويلة .. ولكن عدت".
واصل الحسيني مسيرته داخل مصر في أندية المظاليم، ولكنه تيقن وفقا لتصريحاته "شعرت أنني لن أستطيع التقدم خطوة للأمام لو استمر الوضع هكذا".
توقف النشاط في مصر بعد ثورة 25 يناير، ثم مذبحة بورسعيد ساهم في تعجيل فكرة الرحيل من مصر.
المخاطرة
ولأن كما تقول المقولة الشهيرة، "لا مخاطرة .. لا مرح"، فقد خاطر الحسيني بالرحيل بعد انتهاء عقده مع كهرباء إسماعيلية رغم وصوله عروض أخرى ولكن من أندية في نفس المستوى.
ترك فترة الانتقالات تمر دون أن يوقع مع أي نادي، ولكنه بحسب تصريحاته "كنت أخطط للسفر".
تواصل الحسيني مع أحد وكلاء اللاعبين الروسيين، وعرض عليه فيديو للقطات اللاعب، ولكنه أخبره أن عليه الخروج لأوروبا لكي يستطيع مساعدته.
وقال الحسيني: "حاولت أن أكون واقعيا في الدولة التي سأخوض بها تجربة الاحتراف، فأنا لاعب مغمور ليس له تاريخ كبير .. فاتجهت لمنطقة تناسبني".
وأضاف "لا تشعر أنني بطل أو أحاول تعظيم ما حققته، ولكني تعرضت للعديد من السخرية ممن حولي قبل السفر قبل عامين".
وأوضح "وضعت أمامي هدف، هو عدم النظر لأي شيء سلبي".
وتابع "ليفاديا كان أول الأندية التي عرضها عليّ، والحمد لله تم توقيع عقدا معي في 2013".
ولعب الحسيني مع ليفاديا في الموسم الأول له 29 مباراة بالدوري الإستوني، سجل سبعة أهداف وصنع ثمانية.
ومُجملا، شارك في 34 مباراة أحرز ثمانية أهداف وصنع 10 .. وتُوج بالدوري والكأس وتبعه بالسوبر الإستوني.
الفوز بالدوري يؤهل بطل إستونيا للدور التمهيدي الأول لدوري أبطال أوروبا، وشارك اللاعب وسجل هدفا وصنع أثنين الموسم الماضي.
الثلاثية
لاعبون قلائل من المصريين الذين نجحوا في حصد ثلاث بطولات أوروبية مختلفة، فعلها أحمد حسام "ميدو" مع أياكس، أحمد حسن أندرلخت.
وعن ذلك يقول الحسيني: "المقارنة ظالمة، فأنا ألعب في مظاليم أوروبا، بعكس ميدو".
وأضاف "ولكني سعيد بما حققته هنا، ألعب في أكبر أندية الدولة، والنادي يعاملني بشكل جيد، والجمهور أيضا".
وتابع "النادي طلب مني تجديد عقدي .. أنا الأجنبي الوحيد من بين سبعة أجانب تنتهي عقودهم الذين طلبوا منه ذلك".
وأكد الحسيني أن الفترة التي جعلته يطمع في حلم الاحتراف هي التي كان ميدو متألقا فيها مع أياكس.
ويقع نادي ليفاديا في مدينة تالين العاصمة الإستونية وعدد سكانها مليون و200 ألف نسمة.
ويتنافس النادي الذي يلعب له الحسيني مع فريق فلورا الذي حصد الدوري الإستوني تسع مرات بالتساوي مع ليفاديا الذي عادله الموسم الماضي فقط.
الحسيني أنهى حديثه لـFilGoal.com: "أنا سعيد بما حققته هنا، أطمع لخطوة أفضل ولا أتعجلها".
وينتهي عقد الحسيني بنهاية الموسم الجاري في نوفمبر المقبل.