كتب : معتز سيد
كيف استعد لنهائي كأس العالم أمام فرنسا؟ ولماذا سدد ركلة النهائي في منتصف المرمى؟ وما سر بانينكا إنجلترا في أمم أوروبا؟
من منا لا يعرف بيرلو، بالطبع الكل يعرف أندريا وشاهد أهدافه المميزة وتمريراته التي لا توجد كلمات تصف عظمتها.. ولكن في حياة بيرلو العديد من الأسرار التي لا يعرفها الكثير.
ولا يوجد أفضل من أندريا بيرلو بنفسة لكي يحكي أسرار وخبايا ومغامرات في حياة المايسترو بيرلو.
FilGoal.com يمنح زواره تجربة مميزة ويضع بين أيديهم سلسلة حلقات لأهم ما طرح من أسرار وخبايا داخل كتب العديد من المدربين واللاعبين على مستوى العالم..وبعد ما كانت البداية مع زلاتان إبراهيموفيتش. الآن وقت الساحر بيرلو
كل ما سيتم ذكره الآن، نُشر على لسان بيرلو في كتابه " أنا أفكر.. إذا أنا ألعب" ..
بلاي ستيشن النهائي
"حتى هذا اليوم لا أشعر أنني لاعب مميز أو لاعب لا يمكن تعويضه".
"ولكن لا أرى نفسي في أي لاعب، سواء في الماضي أو الحاضر".
"لست مهتما بوجود لاعب آخر مستنسخ مني أو العكس".
"أنا شخص لا أشعر بالضغوط نهائيا".
"ذهنيا لا أتأثر بأي ضغوط مهما كان الموقف أو الحدث المنتظر".
"في نهار يوم 9 يوليو 2006 كنت نائما، استيقظت ثم لعبت أكثر من مباراة بلاي ستيشن، في الوقت الذي كان فيه الجميع متوترا".
"وفي مساء اليوم ذاته ذهبت إلى ملعب برلين وواجهت فرنسا وتوجت بلقب كأس العالم".
المسافة الأكثر إرهاقا في حياتي
"ركضت العديد من الكيلو مترات في مسيرتي، لكن أقصر مسافة أرهقتني كانت على ملعب برلين".
"نهائي كأس العالم 2006، كانت هنا اللحظة الأكثر إرهاقا في حياتي".
"مارشيللو ليبي يتجه نحوي بعد الأوقات الإضافية قبل تنفيذ ضربات الجزاء، وهمس لي: أنت ستبدأ".
"في مباراة قد ترسم صورة عن أي لاعب طوال حياته، لم تكن كلمات ليبي بالضرورة خبرا سعيدا بالنسبة لي".
"كلمات كانت تعني أنني الأفضل، لكن في المقابل إذا أضعت ضربة الجزاء فأنا المذنب الأول".
أين أسدد
"هل أسدد على اليمين؟ أم أسدد على اليسار تجاه يد الحارس؟".
"لا يجب علي وضعها في الزاوية الصعبة لكي أضمن دخولها، لكن ماذا لو أخطأت ورميت الكرة تجاه الجماهير؟".
"كانت هناك فوضى في مخيلتي، لم أكن أعرف ماذا أفعل".
"لكن الجزاء الأسوأ كان تلك الطقوس التي تجعل الفريقين يجلسان في دائرة المنتصف".
"وكل لاعب يأتي عليه الدور للتنفيذ، يمشي لـ50 مترا قبل أن ينفذ ضربة الجزاء".
"كانت خطوات في عالم من الخوف".
فاقد الوعي
"الآن حان وقت تنفيذ الركلة، حينها قررت بغريزتي: سأسدد في الوسط، وسأرفع الكرة قليلا لكي لا يتصدى لها بارتيز بقدميه".
"انطلقت، كانت خطوات تعج بالمشاعر، اخترت أن أسير بخطوات بطيئة".
"لم أرغب في أن أفسد أي شيء، أردت أخذ أكثر وقت ممكن".
"لايمكنني أن أنسى غياب الوعي عني أثناء تلك الخطوات، كانت قصة درامية".
"اقتربت من المرمى، لم أنظر نهائيا لبارتيز لأن فلاشات الكاميرات خلف المرمى كانت تسطع في عيني".
"وقفت، حملت الكرة كانت ثقيلة، لم أبحث عن بوفون، ولم أحاول النظر إليه".
"أخذت نفسا عميقا وشعرت بشعور لا يصدق، وأدركت في تلك اللحظات، كم من الرائع أن تكون إيطاليا".
"ونجحت في تسجيل الركلة، كان رائعا أن تدرك أن هناك ملايين الأشخاص قد شعروا معك بنفس لحظة الفرحة في نفس الحظة".
بانينكا إنجلترا
"ربما لن تصدقوا لكني أرى نفسي في ضربة الجزاء التي نفذتها في وسط المرمى ضد فرنسا في النهائي أكثر مما أرى نفسي في ركلة جزاء إنجلترا في أمم أوروبا 2012".
"الهدف هو نفسه دائما: اختيار الحل الأفضل للتقليل من احتمالات الخطأ في تنفيذ الركلة".
"في 2012 لم أفعل مثلما فعل توتي في 2000 ضد هولندا، عندما همس لمالديني قبل تنفيذ الركلة (سأفعلها بانينكا)".
"لا، لم أقرر من البداية، بل قررت في النهاية، بعد أن رأيت جو هارت يتحرك كثيرا".
"ركضت بسرعة دون أن أوضح أين سأسدد، وتحرك هو باستعجال".
"في تلك اللحظة قررت، ونفذت بانينكا".
"لم أفكر بالاستفزاز، هذه ليست طريقتي، البعض حاول إيجاد تفسير عميق للركلة وتحدثوا عن رغبة معينة للثأر ولكن كل هذا خطأ".
أندريا.. هل أنت غبي؟
"نفذت الركلة بتلك الطريقة لأنها كانت الأضمن والأكثر أمانا".
"كانت تحتاج لحظة حسابية بحتة للبحث عن الأفضل".
"صحيح كانت طريقة رائعة لقلب النتيجة على إنجلترا والتأهل إلى نصف النهائي".
"لكن الحقيقة أن طريقة التنفيذ كانت وليدة لحظة بسيطة من الزمن".
"أتذكر رد فعل الجميع، خاصة زملائي الذين كانوا مذهولين جدا ورددوا سؤال واحد فقط".
"أندريا..هل أنت غبي؟".