كتب : معتز سيد
ماذا حدث بعد كأس العالم؟ ولماذا ريال مدريد؟ وكيف استقبل ميلان أحلام بيرلو؟
من منا لا يعرف بيرلو، بالطبع الكل يعرف أندريا وشاهد أهدافه المميزة وتمريراته التي لا توجد كلمات تصف عظمتها.. ولكن في حياة بيرلو العديد من الأسرار التي لا يعرفها الكثير.
ولا يوجد أفضل من أندريا بيرلو بنفسة لكي يحكي أسرار وخبايا ومغامرات في حياة المايسترو بيرلو.
FilGoal.com يمنح زواره تجربة مميزة ويضع بين أيديهم سلسلة حلقات لأهم ما طرح من أسرار وخبايا داخل كتب العديد من المدربين واللاعبين على مستوى العالم.. وبعد ما كانت البداية مع زلاتان إبراهيموفيتش. الآن وقت الساحر بيرلو
كل ما سيتم ذكره الآن، نُشر على لسان بيرلو في كتابه " أنا أفكر.. إذا أنا ألعب" ..
المجنون
"في صيف 2006 وبعد الحصول على كأس العالم مع إيطاليا، كنت أتجول في شوارع فورتي دي مارمي (مدينة إيطالية) بدراجتي".
"الجميع يقوم بتهنئتي وتحيتي وتتحدث معي، وأنا أرد عليهم بطريقة واحدة".
":صباح الخير، أندريا".
"أرد: بوينوس دياس ( صباح الخير باللغة الإسبانية).
":مساء الخير، أندريا".
"أرد: بوينوس تارديس ( مساء الخير باللغة الإسبانية).
":أحلام سعيدة، أندريا.. مرحبا أندريا".
"أرد: بوينوس نوشيس ( أحلام سعيدة باللغة الإسبانية).. هولا ( مرحبا باللغة الإسبانية).
"لم يفهم أحد أي شيء، كانوا يعتقدون أن الفوز بكأس العالم أثر على عقلي وجعلني مجنونا، ولكنهم لم يعرفوا أي شيء".
"لم أعد لاعبا لميلان في تلك اللحظة، كنت لاعبا لريال مدريد، بعقلي وقلبي وروحي، مع عقد لمدة 5 سنوات".
مستقبل أسود
"في أحد الأيام وعقب الفوز بكأس العالم، كنا نقرأ عن إمكانية هبوط ميلان إلى الدرجة
الثانية ( فضيحة الكالتشيو بولي)".
"في اليوم التالي صدر القرار وتم خصم 15 نقطة من رصيدنا".
"بعد ذلك ظهرت إمكانية إلغاء بعض البطولات والألقاب، مستقبل ميلان لم يكن يعرفه أحد".
"لم أكن أعرف أي شيء، كنت متأكدا من شيء واحد فقط: لن ألعب في الدرجة الثانية مع أي ناد كان".
"أنا شخص ليست لديه الرغبة في دفع ثمن أخطاء الآخرين".
"عندما تقوم بكسر شيء فأنت من تدفع الثمن وأنت من تتحمل العواقب".
مرحبا أندريا.. أنا كابيللو!
"الجميع كان يتصل بي في تلك الفترة، وتواصلت مع وكيل أعمالي وأخبرته أن يستمع لكل شيء".
"في تلك الأثناء كان يجب علي العودة إلى ميلانيلو، فميلان كان سيشارك في الدور التمهيدي المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا".
"كنت على وشك العودة لميلانيلو لكن وكيلي أوقفني وقال لي: أنتظر، قبل العودة سأستمع لريال مدريد، اذهب إلى بيتك ولا تغلق هاتفك".
"فعلت ذلك، فجأة وصلني اتصال: مرحبا أندريا.. أنا فابيو كابيللو!".
"يا الله واحد من أنجح المدربين في التاريخ على الهاتف معي".
"قمت بالرد عليه سريعا: أهلا مستر، هل أنت بخير".
"فقال: أنا بحالة عظيمة وأنت ستكون كذلك أيضا، تعال إلى ريال مدريد وسوف أجعلك تلعب في الوسط مع إيمرسون (المنضم حديثا وقتها إلى ريال مدريد من يوفنتوس)".
"قلت له: حسنا.. لم يستغرق الأمر أكثر من دقيقة واحدة".
"وكيلي درس الأمر جيدا، ثم ذهب إلى مدريد وكنت أتابعه على الهاتف كالمراهق".
"كان يقول لي: أندريا، الأمر على وشك أن يتم"، كنت متحمسا للغاية".
"فكرت في نفسي بالقميص الأبيض، النقي والعدواني، فكرت في برنانبيو تلك القلعة التي حلمت بالتواجد فيها".
الصدمة
"وسط تلك الأحلام، فجأة صدمت".
"وكيلي قال لي: بيرلو، أراك على الغداء بعد أيام".
"قلت: أين؟ في تكسيستو؟ (مطعم شهير في مدريد)".
"قال: لا أندريا، في ميلانيلو".
"ماذا؟؟! في ميلانيلو؟ هل أنت مجنون".
"قال: نعم بيرلو في ميلانيلو، جالياني لم يوافق بعد".
"عدت إلى ميلانيلو واجتمعنا في تلك الغرفة التي يأكل فيها الفريق دائما".
"تحدث وكيلي أولا قائلا: أندريا سيذهب إلى ريال مدريد".
"تحدثت أنا: نعم سأذهب".
"جالياني نظر إلي وقال: لا يا عزيزي لن تذهب إلى أي مكان".
"ثم قام بسحب تلك الحقيبة الصغيرة وأخرج عقد وقال لي: لن تذهب لأي مكان لأنك ستوقع على هذا العقد، مدته 5 سنوات وقيمة العقد غير مدونه، أكتب أي مرتب تريد".
الحلم يتحطم
"جلست عدة أيام لم أتحدث فيها مع أي شخص".
"كنت أتحدث بالإسبانية، أحلم بإسبانيا، حتى عندما ركبت الطائرة حلمت بأنني سأنزل في مدريد".
"فجأة اتصل وكيلي وقال: ستوقع لميلان، حاليا لن يتركوك ترحل إطلاقا".
"الناس يعتقدون أن بعض القرارات قد تستغرق ساعات أو أيام أو شهور لاتخاذها، لا، ليس صحيحا نهائيا".
"لأنه عندما تأمرك غريزتك بشيء، فإن بنود العقود تجبرك على شيء أخر".
"والأسوأ من كل ذلك بأنك مضطر للخروج لوسائل الإعلام لتجيب عن سؤال: هل أنت في طريقك لريال مدريد؟ وتقول: لا أنا بخير مع ميلان.. اللعنة".
الأسوأ يتحسن
"من السيء أن الأمور انتهت بهذا الشكل، كنت أود الرحيل إلى مدريد".
"لديهم سحر خاص ومستقبل مبهر ويجذب النجوم وبالتأكيد أفضل من ميلان".
"في نهاية الموسم توجت مع ميلان بلقب دوري أبطال أوروبا".
"كان يمكن أن تكون الأمور أسوأ بكثير مما كانت عليه".
--
هنا تنتهي قصة بيرلو ويتوقف FilGoal.com. ويأتي الدور مع قلب ليفربول النابض جيرارد.