كتب : عادل كُريّم
في 28 مايو 1997 التقى الفريقان في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا 1996-1997 بملعب ميونيخ الأوليمبي.. يوفنتوس كان حاملاً للقب الأوروبي ويسعى لتحقيق لقبه الثالث في التاريخ والثاني على التوالي بعدما حسم نهائي 1996 بركلات الترجيح على حساب أياكس الهولندي.
أما دورتموند فكان مفاجأة البطولة.. فريق يلعب نهائي دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه.. يملك في دولاب بطولاته الأوروبي لقباً وحيداً لكأس الكؤوس 1966، وآخر نهائي أوروبي تأهل له وقتها كان نهائي كأس الاتحاد الأوروبي 1993.. يومها خسر من يوفنتوس بالذات ذهاباً 3-1 وإياباً بثلاثية دون رد وسط تألق الثنائي روبرتو ودينو باجيو اللذين سجلا خمسة أهداف من سداسية اليوفي.
كل التوقعات كانت تشير إلى أن يوفنتوس بقيادة فنية لمارشيلو ليبي وبوجود نجوم على رأسهم زين الدين زيدان وديدييه ديشامب وكريستيان فييري وألين بوكسيتش وأليساندرو ديل بييرو وتشيرو فيرارا قادر على تحقيق البطولة والاحتفاظ باللقب للعام الثاني على التوالي.. خاصة وأن دورتموند لا يملك ذات الأسماء.. وإن كان يقوده في الملعب نجماً بحجم ماتياس سامر ومعه كارل هاينز ريدله.. ولاعب برتغالي إسمه باولو سوسا حقق اللقب مع يوفنتوس في الموسم السابق قبل أن ينضم لدورتموند في هذا الموسم.
لكن كان هناك ثعلب ألماني يقود بروسيا دورتموند من خارج الخطوط.. الجنرال أوتمار هيتزفيلد.
29 دقيقة بعدما أطلق الحكم المجري ساندور بول صافرة البداية كانت تمنح دورتموند التقدم.. عرضية بول لامبرت (المقال مؤخراً من تدريب أستون فيلا الانجليزي) وصلت إلى ريدله ليسكنها الشباك من داخل منطقة الست ياردات.. ولم يستفيق يوفنتوس حتى عاجله ريدله بالهدف الثاني من رأسية تابع بها ركنية في الدقيقة 34.
يوفنتوس انتفض بحثاً عن كأس أصبحت بعيدة المنال.. ليبي دفع بديل بييرو مع بداية الشوط الثاني وسط رقابة لصيقة من لامبرت على زيدان.. في الدقيقة 65 أعاد ديل بييرو اليوفي للمباراة بهدف رائع بالكعب بعد عرضية بوكسيتش، وأصبح أمام السيدة العجوز 25 دقيقة لإدراك التعادل.
لكن بعد ذلك بست دقائق قرر هيتزفيلد الدفع بلاعبه الصغير لارس ريكن بدلاً من السويسري شابويسات.. وبعد دخوله الملعب بـ16 ثانية تلقى ريكن كرة طويلة من أندرياس مولر ليرفعها من فوق الحارس أنجيلو بيروتسي محرزاً الهدف الثالث لدورتموند.. أسرع هدف لبديل في تاريخ المباريات النهائية لدوري الأبطال.
دورتموند حقق اللقب للمرة الأولى في تاريخه.. باولو سوسا أصبح ثاني لاعب في التاريخ يفوز بدوري الأبطال عامين متتاليين مع فريقين مختلفين بعد الفرنسي مارسيل ديساييه (1993 مع مارسيليا، 1994 مع ميلان.. إنجاز كرره فيما بعد الكاميروني صامويل إيتو 2009 مع برشلونة و2010 مع انتر ميلان).
أوتمار هيتزفيلد حقق لقبه الأول في دوري الأبطال قبل أن يحقق لقباً ثانياً مع بايرن ميونيخ بعدها بأربع سنوات ليحفر إسمه في قائمة تضم إرنست هابل، جوزيه مورينيو، يوب هاينكس وكارلو أنشيلوتي.. المدربون الخمسة الذين حققوا اللقب الأوروبي مع ناديين مختلفين.
بعد 18 عاماً.. هل يتمكن يوفنتوس من الثأر؟