كتب : معتز سيد
من منا لا يعرف بيرلو، بالطبع الكل يعرف أندريا وشاهد أهدافه المميزة وتمريراته التي لا توجد كلمات تصف عظمتها.. ولكن في حياة بيرلو العديد من الأسرار التي لا يعرفها الكثير.
ولا يوجد أفضل من أندريا بيرلو بنفسه لكي يحكي أسرار وخبايا ومغامرات في حياة المايسترو بيرلو.
FilGoal.com يمنح زواره تجربة مميزة ويضع بين أيديهم سلسلة حلقات لأهم ما طرح من أسرار وخبايا داخل كتب العديد من المدربين واللاعبين على مستوى العالم.. وبعد ما كانت البداية مع زلاتان إبراهيموفيتش. الآن وقت الساحر بيرلو
كل ما سيتم ذكره الآن، نُشر على لسان بيرلو في كتابه " أنا أفكر.. إذا أنا ألعب" ..
أفضل من الكل
"منذ صغري وكنت أعلم إني أفضل من البقية، لذلك كان الكثير من الناس يتحدثون عني".
"لكن.. لم تكن أحاديثهم إيجابية، بل العكس".
"كنت أحاسب على خطأ لم أقم به. لقد كانت فترة سامة".
"والدي لويجي كان يهرب من المنصة أثناء مبارياتي لكي لا يستمع لتعليقات الآباء الآخرين، كان يهرب ليتفادى الشجار مع الجميع".
"كان سؤالا واحدا يتكرر على مسامع والدتي دائما: "من تعتقدين أن ابنك سيكون مثله؟ مارادونا؟".
"كان السؤال منهم يأتي بدافع الحسد، ولكنهم لم يعلموا أنهم منحوني أكبر إشادة في حياتي. مارادونا اللعنة كأنك تتحدث عن مايكل جوردن في كرة السلة والعديد من الأساطير..".
لم تكن المشكلة بسبب سوء أدائي، أو استعراضي لمهاراتي، المشكلة كانت فقط أني أرى نفسي أفضل من الكل.
البكاء
"في إحدى مبارياتي مع فريق الشباب، كنت ألعب مع بريشيا، ولكن في الحقيقة حتى فريقي كان يلعب ضدي في تلك المباراة".
"كنت أصرخ على اللاعبين واحد تلو الأخر: مرر لي الكرة .. أنا هنا".
"وأعيد صراخي: هي أنت.. مرر لي أنا هنااا".
"ولكن لم يرد علي أي لاعب، كانوا يروني في الملعب جيدا ولكنهم تظاهروا عكس ذلك، تجاهلوني تماما لأني أفضل منهم جميعا".
"وقفت أسأل كالشبح في الملعب: هل ستعطوني الكرة أم لا؟، لم يرد علي أي حد، شعرت بأنني سأموت".
"انفجرت أعصابي وانهرت باكيا وسط الملعب دون أي تردد، كنت أبكي أمام 11 لاعبا من فريق الخصم و10 لاعبين من فريقي، شعرت باليأس والإحباط.. انهرت تماما".
- لحظات كتلك قد تكون سببا في كرة القدم ككل، فكيف تعامل معها المايسترو-؟
أنا ضد العالم
"كنت أعيش بدايات مسيرتي مع كرة القدم، وفي تلك المرحلة كان أمامي خيارين، إما أن أترك تلك اللعبة اللعينة أو استمر".
"لا يريدون اللعب معي؟، حسنا سألعب لوحدي، لدي كل الأسلحة للقيام بذلك، أنا ضد العالم أجمع".
"عادة لا أتحدث كثيرا مع من حولي، ولكن تلك الفترة شهدت أحاديث عديدة بيني وبين نفسي".
"كنت أقول دائما: أندريا، هل تريد أن تكون لاعب كرة قدم؟ هل هذا هو الحلم؟ إذا أذهب وأحصل على الكرة أنها تنتمي لك".
"انطلقت وبدأت وقفزت مباشرا من فريق الشباب بالنادي إلى الفريق الأول، كنت أتدرب مع لاعبين أعمارهم أضعاف عمري مرتين".
- خطوة رائعة لبيرلو، ولكن هل حقد لاعبو فريق الشباب على أندريا سيختفي في الفريق الأول؟-
الحقد مستمر
"أندريا، ألعب كما كنت تفعل مع فريق الشباب"، كانت أول ما همس به ميرسيا لوسيسكو المدرب الذي أخدني وأنا بعمر الـ15 عاما فقط".
"بدأت بالركض كالجندي مع الفريق الأول، ولكن هذا لم يعجب لاعبي الفريق سواء داخل الملعب أو في غرف خلع الملابس".
"في إحدى التدريبات قمت بمراوغة أحد لاعبي الفريق ثلاث مرات بشكل رائع، وفي المرة الرابعة قام بتدخل قاتل على كاحلي".
"بالتأكيد لم يكن ليصدقني أحد بأنه كان تدخلا مقصودا".
"نظرت إلى لوسيسكو وغمز لي: "لا بأس حاول مرة أخرى".
"لوسيسكو كان يتعامل معي بلطف شديد، كان يقول دائما: "مرروا الكرة إلى بيرلو، هو يعلم كيف سيتصرف بها".
"في البداية كانت إحصائياتي لا تخدمني، لكن مع مرور الوقت أرقامي تحسنت كثيرا وأصبحت أفضل من الجميع".