كتب : محمد البنا | الأربعاء، 11 فبراير 2015 - 12:56

القاتل الأصلي .. ذهب ولم يعد

هل تعرف لماذا سُمي شارع البطل أحمد عبد العزيز بهذا الأسم؟ هل تعلم لماذا سُمي بالبطل أساسا؟ ما رأيك في محاولة البحث عن هذا الأمر؟

جرب مرة تقول لسائق التاكسي لو سمحت شارع أحمد عبد العزيز، ونسيت تقول البطل .. غالبا هيقولك دا اللي فين؟

بمثل هذا المبدأ بدأت بعض القوى تحاول صرف النظر عن القضية الأصلية في مذبحة بورسعيد، ثم الدفاع الجوي.

حادثتان لا تحدثان في البلد نفسها إلا كل 50 عاما على الأقل، تكررت في أقل من ثلاث سنوات.. ولكن للأسف القاتل والمُتسبب يخرج من منزله، يعيش حياته ويقتل غيره دون اهتمام.

الدوامة

"أعطني إعلاما بلا ضمير .. أعطيك شعبا بلا وعي" المقولة الشهيرة لجوزيف جوبلز وزير الإعلام في العصر النازي.

تقوم الفكرة على مبدأ الدوامة، تجذب كل من يقترب منها، ولكن عندما تصل إلى مركزها تختفي، فلنحاول دائما أن نغير القضية الأصلية ونتحدث عن الفروع لنجعل أمورا غير هامة حاليا هي محور الحديث.

المذبحة كانت بتاريخ الثامن من فبراير 2015، لن يُمحى هذا من التاريخ مهما حاول البعض تجزئة المبادئ.

أصبح الشغل الشاغل الآن في قضية مذبحة الدفاع الجوي هو "اللاعيبة لعبت وكانت عارفة؟ ولا عمر جابر قالهم؟ الجمهور قالهم انسحبوا؟ طيب ليه احتفلوا بعد الهدف؟"

انشغل الجميع بحدث فرعي لا يُسمن ولا يثلج صدور من فقدوا أصدقائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو حتى بنتهم صاحبة الـ14 ربيعا.. ويبقى السؤال الأهم (من القاتل؟) في خبر كان .. ذهب ولم يعد.

أنت تساعد من يريد طمس هوية القاتل وتساعدهم على هذا.. تحاول إثبات وجهة نظرك الصحيحة بأن لاعبي الزمالك كانوا على علم ولعبوا رغم الدماء.. يا سيدي الفاضل، هناك 22 روحا صعدت إلى بارئها من فضلك أجل حساباتك الشخصية حتى تجف الدماء على الأقل.

لن أخوض في قضية فرعية بهل كان اللاعبون يعلمون أم لا؟ .. ولكن من يساعد على نشر تلك الفكرة سواء أمام منبر إعلامي أو عبر مواقع التواصل، لا يقل خِسة وندالة عمّن قتلهم بالفعل.

بسببك ألهيت الملايين عن القاتل الحقيقي، ولجأت لعدة فروع لو عدنا للتاريخ ولم يلعب الزمالك، هل مثلا اللي ماتوا هيصحوا؟

لا تدخل في الدوامة، وتساهم ولو بشق كلمة بوضع القضية الأصلية في مركز المتاهة، فتختفي المعالم عند الغالبية، ونعود لنفس القصة .. "الدوري والخمسة مليون اللي بيسترزقوا منه .. وصناعة كرة القدم .. ولاعبو الزمالك عارفين لأ مش عارفين" ويبقى القاتل يسفك الدماء بين الحين والآخر بلا حُمرة الخجل حتى!

من القاتل؟

شكرا للكابتن محمود جابر والد عمر جابر الذي قال بعد يومين من المذبحة: "مش مهم مين غلطان عمر غلطان اللاعيبة غلطانة .. المهم مين اللي قتل؟"

هذه الجملة كان لابد ألا يقال غيرها من الأساس .. ولكن لم أصدق أن الحديث تحول بهذه السرعة إلى أمر فرعي غير هام إطلاقا على الأقل حاليا ... تحية واجبة لمن يخطط بهذه الطريقة، حتى الآن ناجح.

الإنسانية تُحترم وتُقدر .. ولكنها تأتي بعد القتل، والترتيب الصحيح للواقعة طالما حدث قتل، فهناك قاتل نحاسبه .. قد ترى أن الموضوعين لا يتداخلا، ولكن تدريجيا ستبدأ تشعر أنه القضية الأصلية.

- هناك من أجبر 10 ألاف مشجع على الدخول من باب ضيق .. وعندما قام بتجميعهم رفض السماح لهم بالعبور.

- الضابط الذي أعطى الأوامر بإلقاء قنابل الغاز وسط هؤلاء الآلاف، بالتأكيد كان يعلم أنه لو كان يرى أن هناك من يستدعي إلقاء الغاز، فهو سيضرب به الآلاف من الأبرياء.

- صاحب فكرة القفص الحديدي.

- رئيس نادي ظل يُحرض على أن هؤلاء بلطجية.

- لن أتحدث عن التذاكر وهذا الهراء الذي لا يستحق جدالا، لقد حصلت على دعوة الدخول للمدرج .. ودخلت وغادرت بها.

استقيموا يرحمكم الله .. فهدم الكعبة حجرا حجرا أهون على خالقك من أن يراق دم مسلم.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات