إنجلترا واسكتلندا .. حكاية أول مباراة دولية في تاريخ كرة القدم
الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014 - 10:46
كتب : عادل كُريّم
التاريخ هو 30 نوفمبر 1872.. والمكان هو ملعب نادي غرب اسكتلندا للكريكيت في منطقة باتريك بالعاصمة الاسكتلندية جلاسجو.. أربعة آلاف متفرج احتشدوا لمتابعة أول مباراة دولية رسمية في تاريخ كرة القدم بين الجارتين اسكتلندا وانجلترا.
قبل ذلك بحوالي عامين، أطلق أمين عام الاتحاد الانجليزي لكرة القدم تشارلز ألكوك دعوة لتنظيم خمس مباريات بين منتخبي انجلترا واسكتلندا، بدأت بالفعل يوم 5 مارس 1870 بلقاء انتهى بالتعادل 1-1 في لندن.. المباريات الخمس أقيمت في الفترة من مارس 1870 وحتى فبراير 1872، لكن بمشاركة لاعبين اسكتلنديين مقيمين في لندن، ودون اعتراف من الاسكتلنديين بالأمر بسبب عدم مشاركة لاعبين "يلعبون في اسكتلندا" في المباريات على حد وصفهم.. ولم يكن هناك اتحاد اسكتلندي للعبة في هذا الوقت بالمعنى المفهوم.
ألكوك - والذي كان بجانب منصبه لاعباً في المنتخب الانجليزي - أقر بأحقية الاسكتلنديين في الإعتراض على هذه المباريات الخمس والتي شهدت فوز انجلترا في ثلاثة منها مقابل تعادلين، ليعرض تحدياً جديداً بمباراة أخرى تجمع الفريقين وتقام في شمال انجلترا هذه المرة على الحدود بين البلدين.. نادي كوينز بارك الاسكتلندي والذي كان الأبرز على الساحة وقتها قبل التحدي واللعب بإسم منتخب اسكتلندا في مواجهة انجلترا على أن تقام المباراة في اسكتلندا.. وتم الاتفاق على إقامة المباراة يوم 30 نوفمبر، يوم العيد الوطني لاسكتلندا الذي يوافق عيد القديس أندرو، حامي البلاد في المعتقدات الاسكتلندية. كذلك تم الاتفاق على إقامة المباراة بملعب نادي غرب أسكتلندا للكريكيت في منطقة باتريك بالعاصمة جلاسجو.
منتخب اسكتلندا تكون بالكامل من لاعبي كوينز بارك، بالرغم من توجيه الدعوة للاعبين يلعبان بأندية انجليزية هما أرثر كينيرد وهنري ريني تايلور، لكنهما لم يتمكنا من الحضور. وقام حارس المرمى وقائد الفريق الاسكتلندي روبرت جاردنر باختيار التشكيلة التي تبدأ المباراة. أما منتخب انجلترا فتكون من لاعبين يمثلون تسعة أندية مختلفة اختارهم تشارلز ألكوك أمين الاتحاد وقائد المنتخب، الذي غاب عن المباراة في اللحظات الأخيرة للإصابة ليتولى كوثبرت أوتاواي قيادة المنتخب بدلا منه.
وحضر 4 آلاف متفرج المباراة، دفع كل منهم شلن واحد للدخول.. وكان من المقرر أن تنطلق المباراة في الثانية ظهراً إلا أنها تأجلت لعشرين دقيقة بسبب الضباب. وارتدى المنتخب الانجليزي قمصان بيضاء بينما ارتدى الاسكتلنديون قمصان زرقاء داكنة، وهي نفس ألوان المنتخبين حتى الآن، وأدار اللقاء الحكم الاسكتلندي ويليام كاي.
لعب المنتخب الاسكتلندي بطريقة 2-2-6 بمشاركة قلبي دفاع ولاعبا وسط وستة مهاجمين، فيما خاضها الانجليز بمدافع وحيد ومثله في وسط الملعب وثمانية مهاجمين وبطريقة 1-1-8.
وبالرغم من وجود 14 مهاجماً في الملعب، انتهت المباراة بالتعادل السلبي، وسط سيطرة المنتخب الاسكتلندي على أغلب فتراتها بحسب المتابعين.. وعانى اللاعبون من ثقل أرض الملعب بسبب الأمطار التي سقطت لثلاثة أيام قبل المباراة.. وكاد روبرت ليكي أن يسجل إسمه كصاحب أول هدف دولي في التاريخ حين سدد كرة قوية لكن الحكم رأى أنها لم تتجاوز الشريط الذي تم وضعه على الأرض بديلاً لخط المرمى، بينما كان هناك شريط علوي آخر تم لصقه بين القائمين بديلاً للعارضة.
وفي وسط المباراة قرر حارس مرمى انجلترا روبرت باركر المشاركة في اللعب ليتبادل موقعه مع ويليام ماينارد الذي عاد لحراسة المرمى.