صحيح أنه لطالما حلم أنصار الميرينجي بأن يشغل فالكاو مركز رأس الحربة الأساسي على حساب الفرنسي كريم بنزيمة الذي لا يسير على وتيرة أداء ثابتة، لكنها فوجئت بأن بنزيمة ثابت في مكانه، وأن إدارة النادي الملكي اكتفت بإحضار بديل له، وهو المكسيكي الشاب خافيير هرنانديز تشيتشاريتو من يونايتد أيضا.
استشعر مشجعو ريال خيبة أمل، وساد التشاؤم بينهم، خاصة أن التعاقد مع تشيتشاريتو، على سبيل الإعارة لموسم واحد، جاء بعد ساعات معدودة على الخسارة المهينة امام ريال سوسييداد 2-4 في الليجا، في أمسية اختفى فيها بنزيمة.
إدارة فلورنتينو بيريز نفسها كانت تدرك أن تلك الصفقة لن ترضي طموح جماهير بطل أوروبا، وأن اللاعب اللاتيني الشاب الملقب بـ"حبة البازلاء" ليس المهاجم الذي كانوا يتطلعون اليه، لذا فإنها منعت الجماهير من حضور حفل التقديم بالبرنابيو على غير العادة، لرفع الحرج عنها وعن اللاعب وللحيلولة دون التعرض للسباب.
واستنكر جمهور الميرينجي تفريط بيريز بشكل غريب في فالكاو، وعدم قيامه برد فعل على قيام غريمه برشلونة بالتعاقد مع الهداف الأوروجوائي لويس سواريز، مثلما فعل الموسم الماضي حين تمسك بشراء الويلزي جاريث بيل مهما تكلفت الصفقة، وذلك كانتقام معنوي من تعاقد النادي الكتالوني مع البرازيلي نيمار.
وأمام تلك الانتقادات، خرج القائد الثاني للفريق سرخيو راموس ليدافع عن تشيتشاريتو، مؤكدا أنه "مهاجم كبير من طراز عالمي وسيفيد الريال كثيرا"، وهي تصريحات اعتبرها كثيرون أنها تحمل الكثير من المجاملة.
لكن، لو تم النظر إلى الأمر باستبعاد فالكاو تماما من الذهن، والتركيز مع تشيتشاريتو نفسه، يمكن العثور على أمل كبير للميرنجي في هذا اللاعب بالنظر إلى، أرقامه أولا، وتجربتين ناجحتين ثانيا.
أرقام جيدة جدا
وبالنظر الى أرقام تشيتشاريتو مع "الشياطين الحمر"، الذي انتقل اليه بعدما جذب لنفسه الأنظار خلال مونديال 2010 بجنوب أفريقيا كموهبة عالمية صاعدة، فهي كالآتي:
الموسم الأول (2010-2011) 13 هدفا في 20 مباراة وتمريرتين حاسمتين.
الموسم الثاني (2011-2012) 12 هدفا في 36 مباراة و 3 تمريرات حاسمة.
الموسم الثالث (2012-2013) 18 هدفا في 36 مباراة و 8 تمريرات حاسمة.
الموسم الرابع (2013-2014) 9 أهداف في 36 مباراة و 4 تمريرات حاسمة.
تجربة أديبايور
والبعض شبه الاستعانة بتشيتشاريتو بما حدث مع التوجولي إيمانويل أديبايور قبل ثلاثة اعوام حين أحضره المدرب البرتغالي السابق جوزيه مورينيو في انتقالات الشتاء لتعويض إصابة المهاجم الأرجنتيني جونزالو إيجواين حتى انتهاء الموسم.
قام أديبايور بدوره على نحو جيد، وسجل 8 أهداف في 22 مباراة، وأراد مورينيو الإبقاء عليه في الموسم التالي، لكن ناديه السابق مانشستر سيتي الإنجليزي أصر على استعادته وأعاره لتوتنام ثم باعه نهائيا لنفس النادي.
لكن استفادة ريال من أديبايور غير المباشرة كانت أكبر، فقد استثار حماس بنزيمة واستفزه لتقديم أداء أفضل وتسجيل مزيد من الأهداف، وهو المطلوب حاليا، بنزيمة لا يجب أن يشعر بمأمن في مركزه.
يجب أن يشعره تشيتشاريتو بالتهديد، وستجبره قوة المنافسة على تقديم أفضل ما بوسعه دون تراخي.
على جانب آخر، فإن اللاعب المكسيكي لا يزال في ريعان شبابه - 26 عاما - ولن يرضيه الجلوس لمزيد من الوقت على مقاعد بدلاء فريق آخر.
وذلك هو ما شدد عليه خلال المؤتمر الصحفي لتقديمه، حين صرح "لم أحضر الى هنا لأكون بديلا"، فقد واتته فرصة العمر بالانتقال الى بطل أوروبا بعدما كان أسيرا لمقاعد البدلاء في إنجلترا.
طموح تشيتشاريتو سيلزمه بتقديم قصارى جهده، خاصة أنه يسعى لاستعادة مركزه الأساسي بمنتخب بلاده، وسمعته كقناص للأهداف، وربما يفوق طموح فالكاو الذي فضل المال مرتين على اللعب في دوري أبطال أوروبا.
تجربة لوبيز
حالة تشيتشاريتو تشبه ملابسات صفقة دييجو لوبيز، الحارس الذي جاء من مقاعد بدلاء سيفيليا ليكون بديلا للبديل أنطونيو أدان في وقت إصابة إيكير كاسياس.
لكن الحارس المتميز تمسك بالفرصة حين أتيحت له، وجعل جماهير الريال تبكي على رحيله إلى ميلان رغم أنها استعجبت التعاقد معه في باديء الأمر.