يخوض أنشيلوتي هذه التحديات على مدار الموسم الجديد، بعدما نجح في المنصرم في الارتقاء للتوقعات المأمولة، وربما كان أولها ازالة آثار التوتر داخل أروقة النادي الذي ظهر في آخر حقبة مدرب الفريق السابق وتشيلسي الإنجليزي الحالي، البرتغالي جوزيه مورينيو، ليعود التناغم ويحقق نتائج مرضية.
يستحق أنشيلوتي درجة الامتياز على الموسم الماضي بعد تتويجه بالـ"تشامبيونز" وكأس الملك والصراع على الليجا حتى اللحظات الأخيرة، لولا الأخطاء التي ارتكبها في منعطف النهاية ليذهب اللقب لجاره اللدود في العاصمة، أتلتيكو مدريد.
التعزيزات التي وصلت إلى ريال مدريد بفضل جهود رئيس النادي فلورنتينو بيريز جعلت الفريق تقريبا قادرا على اللعب بتشكيلتين مختلفتين في كل مباراة، نتيجة للعمق الذي أضيف للقائمة الحالية ويمنح أنشيلوتي القدرة على التنويع الخططي والتكتيكي وفقا لكل مباراة.
أنفق فلورنتينو 115 مليون يورو على الصفقات الثلاثة: 10 للحصول على نافاس الذي تألق في المونديال و25 لجلب كروس أيقونة خط الوسط و80 من أجل جيمس رودريجز هداف المونديال وواحد من أفضل المواهب الصاعدة.
القيمة المادية الكبيرة للفريق في الوقت الحالي- على سبيل المثال بلغ اجمالي أسعار الفريق الأساسي الذي توج بكأس السوبر الأوروبي على حساب اشبيلية 440 مليون يورو- ترفع كثيرا من سقف المتطلبات الكروية المطلوبة من هذه الزمرة من النجوم ومطالبتهم بتحقيق السداسية، الانجاز الذي لم يسبق للـ"ميرينجي" أبدا الوصول اليه.
ويراهن محبو الملكي على أن نجم الفريق البرتغالي كريستيانو رونالدو، الفائز بالنسخة الأخيرة من جائزة الكرة الذهبية، سيواصل تحطيم الأرقام القياسية وهوايته المفضلة في التفوق على نفسه.. خلال العام الماضي سجل مع الريال 31 هدفا في الليجا و17 في دوري الأبطال وثلاثة في كأس الملك، بخلاف هدفي الفوز على إشبيلية في كأس السوبر الأوروبي.
من ناحيته لن يواجه كريمة بنزيمة منافسة على مركز رأس الحربة حتى الآن، نظرا لعدم تعاقد الريال مع مهاجم صريح رغم كل ما أثير بخصوص الكولومبي فالكاو، ورحيل الصاعد ألبارو موراتا نحو يوفنتوس الإيطالي، أما الويلزي جاريث بيل فإنه قدم خلال فترة الاعداد مستوى طيبا للغاية ينبىء بأن الموسم المقبل ربما يكون موسمه.
في حراسة المرمى انتهت قضية "إيكر كاسياس-دييجو لوبيز"، فالأخير شد الرحال نحو إيه سي ميلان الإيطالي ليترك هذه القصة المهترئة والجدل العقيم حول أحقيته بالدفاع عن مرمى الريال، وجاء نافاس الذي بكل تأكيد سينتظر وصول الفرصة المناسبة، اذا ما تكررت أخطاء القديس.
على الصعيد الدفاعي لم يطرأ أي تغيير: لم يرحل أحد ولم يأت أحد، راموس وفاران وبيبي ومارسيلو وكوينتراو وأربيلوا وداني كارباخال جميعهم مستمرون، وإن كانت مسألة تعزيز الأظهرة وبالأخص الجانب الأيمن كانت تحتاج لنظرة من رئيس النادي فلورنتينو بيريز.
حتى الآن لم يتم حل لغز الأرجنتيني أنخل دي ماريا الذي يبدو أنشيلوتي متمسكا به للغاية، وفي ظل سعي عدة أندية مثل مانشستر يونايتد للتعاقد معه.. اللاعب كان حاسما للغاية مع الملكي في الموسم الماضي، يساهم في تسجيل الأهداف وصناعتها، والأهم أن كلها أهداف ذات ثقل، ولكن مستقبله سيتحدد بمرور الوقت.
من جانبه يبدو سامي خضيرة قريبا للغاية من فسخ تعاقده مع النادي الملكي في ظل "تخمة" خط الوسط في وجود كروس وتشابي ألونسو ومودريتش.. غالبا اذا ما حدث الأمر فإن بايرن ميونخ الألماني سيكون محطته المقبلة.