الفائدة الأولي: الأشقاء وقهر "النفسنة"
كثير من مشجعي مصر ظل تحت تأثير وهم أن الجزائر "علمت علينا" في تصفيات مونديال 2010 وهي بالطبع أحد منافسينا التقليديين في شمال إفريقيا، لذلك "هاشجع أي حد غير الجزائر".
فكرة "تشجيع الجزائر" لم تخطر علي بال أي مصري قبل 10 أيام وبالتحديد يوم أن سحق الخضر كوريا 4-2 في ثاني مباريات المجموعة.
في هذا اليوم بدأت علاقة ود غير معتادة تنمو بين المشجع المصري والفانلة الخضراء...في هذا اليوم بدأ هاشتاج #شجع_الجزائر في الإنطلاق بقوة.
الجزائر نالت عن استحقاق تعاطف كل العرب والمصريين (باستثناء المنفسنين طبعا) ولكن هذا الشعور نشأ بشكل تدريجي لأن الغالبية العظمي ممن كان يشجع الجزائر ضد ألمانيا لم يكن يعلم في أي مجموعة كانت تقع في الأصل.
وفي رأيي أن هذا أجمل ما في كأس العالم، هو أن يجبرك فريق مثل كوستاريكا علي تشجيعه بدلا من أن تهلك أعصابك في تشجيع فريق في غير مستواه مثل إسبانيا.
ولكن الأهم من أن أبناء خليلودزيتش أجبروا الجميع علي تشجيعهم داخل الملعب، هو عودة ذلك الشعور الرائع بمساندة الأشقاء...الشئ الذي افتقدناه كثيرا علي الأقل في السنوات الأخيرة.
الفائدة الثانية: ماذا بعد أبوتريكة؟؟
ماذا ستفعل مصر بعد اعتزال محمد أبوتريكة ووائل جمعة وسيد معوض وأحمد حسن ونهاية كل من عمرو زكي وعماد متعب ومحمد زيدان "إكلينيكيا"؟...وكيف ستصل مصر لكأس العالم أصلا وقد فشل "الجيل الذهبي" في التأهل؟؟
تساؤلات تشغل الكثير من مشجعي المنتخب المصري والجواب التقليدي والأقرب للمنطقية سيظهر لنا حل وحيد...يجب أن نبني منتخب جديد، ولكن...
تجربة الجزائر علمتنا أن بناء فريق جديد لايعني علي الإطلاق أن نظل سنوات في الظلام أوأن نعيش علي أعذار مثل "نحن في مرحلة إحلال وتبديل ولذلك المسألة تحتاج لوقت طوييييييييييييييييل حتي نستطيع النهوض".
نعم المراحل الانتقالية تحتاج لوقت ولكن "الشاطر" هو من يستطيع أن يصل للهدف في أقل وقت، وهذا بالتحديد مافعله وحيد خليلودزيتش مع الجزائر.
هل تعلم أن باستثناء القائد مجيد بوقرة، لم تتعدي خبرة أي لاعب في قائمة الجزائر أكثر من 30 مباراة دولية قبل المونديال؟
هل تعلم أيضا أن بوقرة (31) هو اللاعب الوحيد في ال23 جزائري في البرازيل الذي تخطي ال30 من عمره؟
عنتر يحيي، نذير بلحاج، رفيق صيفي، كريم مطمور، كريم زياني...هذا هو الجيل الذي أهل الجزائر لمونديال 2010 ومع ذلك فقد انتهي هذا الجيل واستطاع جيل جديد من الشباب لم يعرفهم أحد قبل أيام من تحطيم الأرقام القياسية بعد 4 سنوات.
الفائدة الثالثة: "عقدة" كأس العالم
بلاشك كأس العالم أصبح يمثل عقدة عند المصريين بعد سنوات من النحس المستمر، 24 عاما تغيرت فيها خريطة كرة القدم ونحن لازلنا عالقين مع صوت الكابتن محمود بكر في استاد باليرمو!
هذا الإخفاق طويل الأجل رسخ شعورا باليأس من مجرد الوصول لكأس العالم، فضلا عن كيفية المنافسة مع الكبار بعد سنوات من "الصدي الكروي".
وشتان الفرق بين مصر والجزائر الآن بعد أن حطم محاربو الصحراء العديد من الأرقام القياسية في ظرف أيام بينما تحاول مصر مجرد التأهل لكأس الأمم الإفريقية.
لكن بالعودة بالزمن سنوات قليلة، سنجد أن الجزائر كانت في نفس موقف مصر قبل 2010، حين عادوا للمونديال بعد 24 عاما من الإخفاق بل وفعلوها مرة أخري بالوصول والتألق في البرازيل.
العبرة هي أن الجزائر تمكنت من تخطي إخفاقات الماضي ومحو كل المعاناة التي واجهتها من 1986 إلي 2014، وهو مايعطي مصر وغيرها من المنتخبات العربية بعض الأمل في الخروج من "عقدتها" بمجرد النظر لنموذج مشابه.