ألمانيا عقب الفشل في كأس العالم 1998 والخروج المهين من كرواتيا ثم فضيحة الخروج من الدور الأول في يورو 2000 بدأت في برنامج لتطوير المواهب الصغيرة وفتح الباب أمام اللاعبين المهاجرين على عكس العادة.
هل شاهدت اللاعب الأسمر ذو الأصول الغانية بواتنج يلعب أساسيا؟ موستافي البديل صاحب الأصول التركية؟ بودولسكي وكلوزه من ولدوا في بولندا، خضيرا التونسي وغيرهم من المواهب الألمانية المجنسة.
إنجازات ألمانيا على مستويات الشباب في أوروبا تتحدث عن نفسها كما أنها عضو دائم في المربع الذهبي بكأس العالم واليورو على مستوى الكبار منذ 2006.
نعود لمباراة البرتغال أقوى خصم لألمانيا في المجموعة على الورق، لويف قدم نموذجا تكتيكيا رائعا في الدفاع.. استخدم المدرب الألماني 4 لاعبين قلب دفاع في الخط الخلفي مع الاستفادة من مرونة لام التكتيكية الذي دخل إلى وسط الملعب بجانب كروس.
الغرض من هذا الأمر لم يكن سوى لجذب لاعبي البرتغال الذين "أكلوها وشربوها" بسذاجة شديدة فتقدم الدفاع ليفتح خطوطه أمام مرتدات ألمانية منظمة جدا.. هل شاهدت كم مرة وصلت الماكينات لمرمى الخصم بـ3 تمريرات فقط؟
مولر بلا شك كان له الدور الأبرز هجوميا، 3 تسديدات على المرمى بـ3 أهداف.. كما أن لويف استخدمه لإشغال بيبي وبرونو ألفيس حتى يفكك الدفاع البرتغالي الذي اندفع ظهيريه للأمام ولهذا رأيتم ألمانيا تنفرد من الأجناب كثيرا، وتخيلوا لو كان رويس بسرعته وقدراته التهديفية معهم.
هدف مبكر ثم طرد والظروف تخدم الألمان، تعود الماكينات للخلف لكن كيف تتغلب على أفضل لاعب في العالم؟ يقول لويف "رونالدو عندما تترك له مساحات يكون خطيرا لأنه يلعب بالقدمين، فكانت مهمة بواتنج أن يعيقه من الدخول لمنطقة الجزاء".
لويف ضيق المساحات على رونالدو باستخدام خط الدفاع بأكمله كما أكد هوفيدس مدافع ألمانيا ليحرم البرتغال من سلاحها الأوحد، اللعب بعمق أكثر ليتقدم الخصم مجددا ثم تسجل مرة أخرى وهكذا.
...
جوارديولا
لويف يدين بالكثير للإسباني بيب جوارديولا، الحل التكتيكي الذي اكتشفه في فيليب لام باستخدامه كلاعب ارتكاز حل العديد من المشاكل التي عانى منها الألمان بعد الإصابات التي ضربت خط وسط الفريق.
نوير أيضا بات يحتفظ بالكرة لفريقه.. هل تعلم أن نسبة تمريرات الحارس الألماني الصحيحة أمام البرتغال كانت 100%، نسبة عظيمة جدا بالنسبة لحارس مرمى يضطر في الكثير من الأحيان لتشتيت الكرة إذا عادت إليه من قدم زميله وهو تحت ضغط.
جوارديولا هو من طور مهارة التمرير عند نوير طوال الموسم الماضي، ونذكر جميعا المشهد الشهير عندما صرخ به الإسباني في إحدى مباريات بايرن بعد أن قام بتشتيت الكرة بشكل خاطئ لخارج الملعب.
...
لويف أرسل تحذيرا للجميع بسحق البرتغال.. الطريق ليس سهلا حتى المباراة النهائية في الماركانا فقد يواجه فرنسا ثم البرازيل لكن على الأقل سيدخل المباراة وهو يعلم أنهم من يخشوا ألمانيا وليس العكس.