وإذا كانت الجمعية العمومية لنادي الزمالك، قد رفضت التغيير لأسباب خارج إرادتها، فإن جمعية النادي الأهلي قد قررت التغيير وأتت بمجلس إدارة جديد بالكامل، وهو قرار يخصها وكانت في حاجة ماسه إليه.
وقد قرر كاتب السطور من البداية ألا يكون محايدا ووقف وساند جانب التغيير، وجاء محمود طاهر رئيسا للنادي الأهلي ، ومطلوب منه الأن الكثير.
مطلوب من رئيس النادي الأهلي محمود طاهر، أن يثبت أن قرار أعضاء النادي في اختياره كان في محله، وليعلم أن المتربصين به كثر، وسيقارنون دائما بينه وبين مجلس الإدارة السابق، كما أن أعضاء النادي طالبوا بالتغيير ، وبالتالي ليس أمامك رفاهية التفكير في الإبقاء على الوجوه القديمة، وهذا ليس من باب تصفية الحسابات ، ولكن من أجل تحقيق مطالب من اختاروك، وإلا ستواجه بعاصفة غضب عنيفة.
ليعلم رئيس النادي الجديد، أن ما حدث يوم الجمعة الماضي، لم تكن مجرد انتخابات لاختيار مجلس إدارة جديد، بل كانت ثورة تغيير قام بها أعضاء النادي، ولابد وأن تفهم الرسالة التي رغب أعضاء الجمعية العمومية إيصالها لك ولبقية أعضاء مجلس الإدارة.
ويجب عليك استحضار مشهد انحناء أحد عمال النادي لمحاولة تقبيل يد أحد أعضاء النادي من أجل انتخابك، لتعرف لماذا إنتخبتك الجمعية العمومية للأهلي، وأن تضع هذا المشهد في مخيلتك طوال فترة جلوسك على كرسي الرئاسة ، فالعمال والأعضاء طالبوا بالتغيير فلا تخيب أملهم.
على طاهر مسؤولية كبيرة في إنهاء أزمة عمال النادي التي كانت سببا في المشاكل التي واجهت مجلس الإدارة السابق ، وإخراج النادي من ديونه التي تسلمها ، وهذا يحتاج لأفكار غير تقليدية ، وإعلم أن اسم النادي الأهلي ثمنه غال.
مطلوب من رئيس النادي الأهلي، انتشال الفريق الاول لكرة القدم بالنادي من عثرته التي أخرجته من بطولة إفريقيا التي يحمل لقبها في أخر عامين، وهو أمر ليس بالهين لأنه تسلم فريقا مهلهلا، لا يحمل من الأهلي سوى اسمه.
لابد وأن يعلم رئيس النادي الأهلي، أن عليه الأن التخلص من بؤر المصالح الشخصية داخل النادي، ومنها ما تسمى بـ "لجنة الحكماء" ، التي تحكمت في القلعة الحمراء لسنوات طويلة وسيرت النادي لصالحها لسنوات ليست بالقليلة، وألا يقع فريسه لسدد فواتير إنتخابية، لأن الجمعية العمومية هى من اختارته.
على رئيس النادي الأهلي أن يصم أذنه عن الانتهازيين وأصحاب المصالح الذين أساءوا للنادي في سنواته الماضية، وأنه لا فضل لأحد في وصوله إلى مقعد رئيس النادي سوى أعضاء النادي الذين اختاروا التغيير، وأعطوا لمصر كلها المثل في كيفية التغيير.
مطلوب من رئيس النادي التخلص من البؤر الاخوانية داخل النادي، سواء في قطاع الناشئين أو الفريق الأول لكرة القدم، لأن النادي أكبر من أخونته كما قال بنفسه قبل الانتخابات على صفحات الجرائد.
وإذا ما نجح في ذلك – ولابد أن ينجح – فسيحسب له أنه عمل لصالح النادي والرياضة المصرية ومصر كلها ، لأنه لا يصح أن يتهم النادي الكبير بتغلغل الاخوان داخله.
على رئيس النادي الأهلي ، الإبتعاد عن أصحاب المصالح في الوسط الإعلامي الذين يأكلون على كل الموائد، وأن يصم عينه وأذنه عنهم، ولا يلفت لابتزازهم الرخيص.
ثقة أعضاء النادي الأهلي في شخصك كبيرة بدليل فارق الأصوات التي نجحت بها، وأعلم بمعرفتي الشخصية بك أنك على قدر تلك الثقة.
نقطة اخيرة :
الشكر واجب لوزير الرياضة السابق طاهر أبوزيد، وإصراره على إجراء انتخابات الأندية، برغم كل الضغوط التهديدات التي تعرض لها، وأثبت أنه على حق ، حتى وإن كان الثمن كرسي الوزارة راضيا غير نادم.