كتب : شريف حسن | الثلاثاء، 04 فبراير 2014 - 17:39
صلاح .. "مقاول" الكرة المصرية
في نفس اليوم الذي جلس فيه محمد صلاح على مقاعد البدلاء في ملعب بمدينة مانشستر خلف الأسطورة جوزيه مورينيو وبجوار لاعبين مثل فرانك لامبارد وأشلي كول كان فريقه السابق يرتقي لصدارة مجموعته بالدوري المصري الممتاز لأول مرة منذ سنوات طويلة.
قبلها بأيام ظهر صلاح في لندن وهو يوقع رسميا لتشيلسي بينما فريقه السابق يتلاعب بالأهلي ويهزمه للمرة الأولى من 15 عاما.
صلاح الذي انتقل لتشيلسي الإنجليزي أحد أكبر أندية أوروبا في الوقت الحالي بعد موسمين فقط من الاحتراف الأوروبي أصبح درسا مثلا وأملا في إعادة بناء الكرة المصرية بأكملها.
صفقة انتقال صلاح إلى تشيلسي يجب ألا تقيم ولا ينظر لها كمجرد نجاح فردي للاعب مصري بالانضمام إلى أحد عمالقة أوروبا ولكنها يجب أن ينظر إليها من زوايا ونجاحات أخرى قد تخدم الكرة المصرية في المستقبل.
كبير المقاولون
هل شاهدت مباريات المقاولون في الدوري؟ هل رأيت كيف يتلاعب اللاعبون الشباب بمنافسيهم الكبير فيهم والصغير محطمين كل تابوهات "خبرة الدوري المصري" و"ثقة النادي الكبير".
ألم تسأل نفسك لماذا حقق الجيل الحالي للمقاولون ما عجزت عنه أجيال متوالية للفريق الذي سبق وأن توج بكأس إفريقيا ابطال الكؤوس ثلاث مرات؟
الإجابة ببساطة: أن انتقال صلاح لتشيلسي رفع سقف طموح لاعبي المقاولون ومستوى أحلامهم وتوقعاتهم لأنفسهم، وشال عنهم ضغوط المنافسات سواء على اللقب أو الهبوط.
فالفريق يؤدي بلا ضغوط ولا ينظر لترتيبه في الدوري أصلا كل لاعب في الفريق يعرض نفسه بطريقة مثالية فهو لا يكترث بموقع الفريق في الدوري بقدر اهتمامه بتطوير أداءه الفني لكي ينال فرصة الاحتراف الأوروبي.
وهو ما يؤكده تصريح محمد رضوان المدير الفني للفريق قائلا "لا أدري كيف تتمسك الأندية بلاعبيها وتطلب مبالغ طائلة مقابل احترافهم، فخروج اللاعبين أفيد أصلا للفريق".
ويفسر "احتراف صلاح والنني خدمنا هذا الموسم، فكل لاعب ارتفع طموحه بشكل كبير وأصبح يحلم بتكرار التجربة".
فالتزام اللاعبين بتطوير أنفسهم وتشجيع إدارة النادي لهم على منحهم الفرصة يجعلهم يخدمون الفريق بشكل أكبر على المستوى الفني والتنافسي بل والمالي خاصة بعدما تعرف أن المقاولون ربح ما يقرب من 30 مليون جنيه من انتقال صلاح لتشيلسي.
ولعل تجربة صلاح والنني هي العدوى الجيدة التي نتمناها للأندية المصرية جميعا، وظهرت بوادرها في إنبي الذي سمح لمحمود كهربا وصالح جمعة بالخروج للاحتراف في لوزيرن السويسري وناسيونال ماديرا البرتغالي.
بل ووصلت إلى الغيرة الشخصية للاعب مثل محمود عبد الرازق "شكابالا" الذي ظن لسنوات طويلة أنه أهم لاعب في مصر حتى فوجئ بخطف صلاح للأنظار، وأصر شيكا على خوض التجربة مجددا في سبورتنج لشبونة البرتغالي.
استثمار وتسويق
الكرة لم تصبح مجرد رياضة يركض فيها 22 لاعبا داخل مستطيل أخضر يتنافسون على تسجيل أهداف في الشباك.
تجربة صلاح أيضا أثبتت إمكانية تسويق الكرة المصرية بشكل أكبر في أوروبا، وخاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي في مصر بشكل كبير.
العديد من التقارير الإنجليزية تحدثت عن كم المعجبين المصريين الذين انضموا للصفحات الرسمية للأندية التي ارتبطت فقط بلاعبين مصريين مثل بازل وهال سيتي ثم ليفربول وتشيلسي.
ولمن لا يعلم فالصفحات الرسمية للفرق على Facebook و Twitter يتم تسويقها بمبالغ كبيرة وتدر على الأندية ملايين الدولارات مع زيادة حجم المعجبين عليها.
كما أن التجربة قد تفتح الباب أمام المتاجر الرسمية لهذه الفرق لبيع قمصان صلاح للمهاجرين المصريين والعرب بل وافتتاح أفرع في مصر وهو ما قد يأتي بدخل إضافي للأندية.
وقد يتطور الأمر في المستقبل إلى اجتذاب اللاعبين المصريين من أجل فوائدهم المالية كما حدث في فترة مع لاعبين من شرق آسيا كاليابان وكوريا.
وعندها قد تجذب هذه الفرق إلى مصر لإقامة معسكرات ومباريات ودية وفترات إعداد معتمدة على شعبيتهم التي يشعرون بها بالفعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
الخلاصة: كرة القدم أصبحت مشروع بناء متكامل وليست مجرد لعبة رياضية .. ولعل صلاح يكون أمل هذه البلاد في بناء ما فشل فيه محاولات الجوهري وميدو من قبل ...
للتواصل مع الكاتب عبر تويتر Sherif7assan
مقالات أخرى للكاتب
-
حاكموا ممنوع الذكر الثلاثاء، 10 فبراير 2015 - 17:47
-
متعب دروجبا الأحد، 02 نوفمبر 2014 - 13:20
-
لجنة "لا مؤاخذة" مرتضى منصور الأحد، 07 سبتمبر 2014 - 12:47
-
شوبير ومرتضى .. التجارة مع الشيطان الثلاثاء، 12 أغسطس 2014 - 15:44